بين الملك سلمان وقاسم سليماني

05 ابريل 2015
+ الخط -

ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة حول ما يجري من نزاعات وظهور أدوار جديدة لشخصيات سياسية وعسكرية على الساحة، تثبت أن ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، رجل عربي قومي مسلم ووطني بامتياز، يسعى إلى إعادة صياغة الهوية العربية، وقادم ليضع حداً للتوسع الإيراني الفارسي في المنطقة. إنه يحظى بشعبية منقطعة النظير، لما يقوم به من أعمال لتوحيد العرب، للحفاظ على هويتهم، لكنه، في المقابل، يحظى ببغض أعدائه وحلفائهم، وخصوصا إيران وحلفاءها في المنطقة، ففي هذه الأيام، لا تنقطع الانتقادات للسعودية، بقيادة الملك سلمان، والدول المشاركة في التحالف، لكن هؤلاء نسوا أن الملك سلمان والدول المشاركة في التحالف عرب، وأن الدولة التي تسعى إلى السيطرة على الدول العربية فارسية، لها أحقاد ومطامع وعداء تاريخي للعرب على مر الزمان.
لا يكل الجنرال قاسم سليماني ولا يمل من بث سمومه في الدول العربية، متنقلاً من دولة إلى أخرى، لينشر فيها الدمار والرعب والفساد، فعندما حل سليماني ضيفاً غير مرحب به على سورية، لتقديم العون والمساعدة لنظام الأسد ومعاونته على قتل الشعب السوري وإخماد ثورة الأغلبية من الشعب السوري، لم نر ولم نسمع هؤلاء المستفيدين من الدولة الفارسية، بل كانوا يهللون لإنجازات سليماني الذي عندما انتقل إلى العراق لاحتلال تكريت على يد قوات عراقية، ذات صبغة طائفية ومدعومة من طهران، بالتعاون مع مليشيات مسلحة، لم نر ولم نسمع أياً من هؤلاء، بل كانوا يذكرون براعة سليماني بتدمير البلدان العربية بفخر، وعندما احتلت ثلة من المرتزقة المدعومين من الدولة الفارسية اليمن، بالتعاون مع مليشيات علي عبدالله صالح لم يعلق المنتقدون للتحالف العربي، بقيادة الملك سلمان، بل كانوا يستنكرون التدخل العربي، وكان أشهر المنتقدين حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، المتورط بدماء آلاف السوريين، وكأن نصرالله نسي أنه تدخل في شأن دولة عربية أخرى، وناصر نظاماً مجرماً.
عند المقارنة بين التدخل العربي في اليمن، لنصرة الأغلبية العظمى من الشعب اليمني، للحفاظ على هويته، ولكي لا يصبح اليمن مثل سورية أو العراق مسرحاً للقتل والتدمير، بلا هوية وبلا أمن واستقرار، ولكي لا يكون قاعدة الإيرانية في خاصرة الخليج، فنحن مع التحالف العربي في وجه التدخل الإيراني وأعوانه من الأقليات العابثة التي تقدم مصلحة الغزاة العابثين على مصلحة الوطن.
للملك سلمان بن عبد العزيز، القائد الذي لمّ شمل العرب، واحتوى دولاً عربية، وتغاضى عن الخلافات العربية، وجمع دولاً عربية متخاصمة على طاولة واحدة، في مثل هذه الأيام العصيبة، نرفع القبعات إجلالاً وإكباراً واحتراماً، وقد احتضن العرب، وبدأ بإفشال مخططات سليماني ووضع له ولدولته حداً من العبث في دولنا العربية.
ومع الصحوة العربية المتأخرة في وجه التوسع الإيراني، خصوصاً بعد الاتفاق الغربي الإيراني على الملف النووي الإيراني، نرجو من الملك أن لا يكتفي بالتسلح المستورد، وأن يقوم بإنشاء مفاعلات نووية، فنحن العرب لا تنقصنا العقول ولا الأموال ولا الأراضي والخبرات والكفاءات، ولنردع أعداءنا بأنفسنا.
وعلينا، كعرب، أن نوفق بتوجيه العداء إلى عدونا الأول والأقدم، إسرائيل المغتصبة العابثة وإيران الطامعة بالتوسع والتوغل والسيطرة على وطننا العربي.

 


 

avata
avata
محمود عبد العزيز الحسيني (الأردن)
محمود عبد العزيز الحسيني (الأردن)