بين الإعلام ومواقع التواصل.. معركة "السيسي المنتظر" والدولار "المنهار"

28 يوليو 2016
(تويتر)
+ الخط -



نجح رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من جديد، في فضح مخططات الأذرع الإعلامية التابعة للنظام المصري، التي حاولت تسويق وهم نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، في خفض قيمة الدولار، أمام الجنيه. فنشر الناشطون السعر الحقيقي في كل محافظات ومناطق مصر، ما أفشل إلى حد كبير عملية الخداع التي قادتها الأذرع والكتائب بمكر شديد.

ووضعت بعض الحسابات عنواناً ساخراً للفيلم الهندي تحت اسم "اضحك مع اليوم السابع: الدولار ينهار بعد تدخّل السيسي المغوار والقضاء على الأشرار".  بينما شارك معلقون على تناول الأذرع في مضمون واحد، ورأوا أن الرسالة المقصودة كانت ترويجاً لمقولة إنه "البطل الأوحد، قاهر الدولار ومحطمه تحطيما في الوقت المناسب، إنه السيسي المنتظر". ولولا أن الاقتصاد له قواعد غير التطبيل والخداع، لنجحوا في مبتغاهم.
ولاحظ بعضهم أن الخطة بدأت مع طريقة نشر الأخبار عن لقاء السيسي مع المجموعة الاقتصادية في الحكومة، برئاسة، شريف إسماعيل، وفي وجود محافظ البنك المركزي، طارق عامر، والتركيز على ترويج مقولة، ترقب السوق الاجتماع والقرارات التي ستصدر عنه.

ولأن الأذرع تعلم أنه لا حل حقيقياً لأزمة الدولار في يد النظام، مع عدم وجود تنمية واقتصاد حقيقي، وجفاف منابع الدولار الحقيقية، كالسياحة، وتحويلات المصريين في الخارج، وقناة السويس، فكان لا بد من "اللعب بالبيضة والحجر" الذي تتقنه. فالقرارات التي خرج بها الاجتماع ضعيفة، كما رأى اقتصاديون وليس فيها أيّ جديد. فبيع الأصول، وإصدار سندات للمصريين بالخارج، وقرض من البنك الدولي، ومطاردة شركات الصرافة، لا يحل مشكلة اقتصاد يئنّ، لذلك انطلقت أبواق النظام تتحدث عن السيطرة والنجاح، وتدمير سوق الدولار تدميرا.

وبدأ الفيلم بخروج عنوان لا علاقة لصاحبه بالاقتصاد، اخترعه اليوم السابع: "الدولار ينهار إلى 11 جنيها بعد تدخل السيسي"، مع العلم أن 11 جنيهاً هو سعر لم يتوقعه أحد، فقد استلم السيسي البلاد ولم يتجاوز سعر الدولار 7 جنيهات ونصف الجنيه.

ثم تتابعت الأذرع من مواقع وإعلاميين وكتائب، في التغني بـ "رامبو الدولار"، السيسي، الذي حطم الدولار تحطيما. فصحيفة وموقع "الوطن" يتغنيان بالمليارات القادمة إلى مصر، والخبير الإعلامي المقرب من العسكر، سامي عبد العزير، صاحب واقعة صعق طلبة كلية الإعلام بالكهرباء الشهيرة، إبان حكم المجلس العسكري، يعد المصريين بالسمن والعسل، وانهيار الدولار خلال اليومين القادمين.

وكان الأزهر قد استبق الجميع ببيان يحرم فيه السوق السوداء، واحتكار الدولار ورفع سعره، في ظاهرة غريبة، بخروج بيان شرعي من الجهة الدينية الأكبر، عن تجارة العملات الأجنبية، والدولار خاصة.

حدث ذلك، من دون أن يكلف أحدهم نفسه عناء متابعة سعر الدولار الحقيقي، الذي نشره رواد مواقع التواصل، وكان مستقراً عند 12 جنيهاً ونصف الجنيه.

ومع دخول حسابات تابعة للنظام، تتحدث عن نزول سعر الدولار خلال أيام إلى أقل من 10 جنيهات، لتطبل لجان النظام للرئيس، الذي تدخل في الوقت المناسب، لم تفلح في الإجابة عن سؤال منطقي من الناشطين "طب كان فين الرئيس من زمان؟ وماتدخلش ليه قبل كدة؟"، ناهيك عن السؤال الأخطر "سعر الدولار وصل كام فعلا في السوق الموازية؟ بعيدا عن أبوهشيمة ومحمد الأمين؟".



وسخرت الناشطة رانيا منصور: "خالد صلاح تلاقيه كان قاعد فاضى مش لاقي حاجة يعملها قالك استخف بعقل الشعب شوية وانزل بخبر اهبل عن تراجع الدولار".

وسخر حساب "ثوروا تصحوا"، فكتب: "اليوم السابع: الدولار ينهار والإسترليني يتراجع وبكاء أليم في أروقة وزارة الخزانة الأميركية، وأسقطنا 300 طيارة إسرائيلية ودخلنا تل أبيب". وعلى نفس موجة السخرية، علق وسام: "لو فاتح اليوم السابع تلاقي الدولار نزل لـ11 جنيها، لو فتحت الوطن تلاقي الدولار نزل لـ10 ونص...".

وسخرت أسماء: "قال بيقولك الدولار ينهار بعد تدخل السيسي ليصل إلى 11 جنيه.. ده على أساس إن 11 جنيه عادي يعني وزي الفل". وقال صفوان: "بعون الله إحنا عندنا رئيس أول ما يبص بصة على الدولار يخليه ينهار"، وسخرت فاطمة "قالك الدولار ينهار بعد تدخل السيسي.. انا مش عاوزة اقولك الكبيرة أول امبارح شخط في الدولار عملها على روحه #الدولار_ينهار_قال".



المساهمون