تُحاول منتخبات كرة القدم في العالم بعد الوصول إلى بطولة كأس العالم أن تُثبت قوتها وتُقدم عرضاً كروياً مُشرفاً، والأهم عدم الخروج الباكر من الدور الأول. ورغم أن هذا الأمر يعني جميع المنتخبات المشاركة إلا أن الأهداف المالية لها أهمية خاصة، وتحديداً لدى منتخبات المستوى الثاني، ومن بينها العربية.
أرباح مالية ضخمة
تحوّل الاتحاد الدولي لكرة القدم في السنوات الأخيرة إلى أكبر منظمة رياضية، نظراً للأرباح المالية الضخمة التي يُحققها عند تنظيم بطولة كأس العالم (كل أربع سنوات). ففي مونديال 2014، وصلت القيمة المالية الإجمالية التي جمعها "فيفا" إلى حوالي 4.8 مليارات دولار، أي بزيادة بنسبة 34% عن مونديال 2010.
دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك حوالي 2.7 مليار دولار أميركي مصاريف على البطولة، أي أنه كسب حوالي 2.1 مليار دولار أرباحاً صافية. وهو الأمر الذي يؤكد أن مصدر أرباح الاتحاد الدولي لسنوات تأتي من تنظيم البطولة الكروية الأكبر في العالم، خصوصاً أن التقارير المالية للاتحاد نفسه تشير إلى أن أرباح كأس العالم تُشكل حوالي 85% من أرباح المنظمة الرياضية.
وبعد نهاية قرعة مونديال روسيا، يجب الإشارة إلى أن الأرباح المالية المتوقعة لبطولة كأس العالم 2018 ستكون كبيرة وبزيادة حوالي 40% عن عام 2014، إذ ستتخطى حاجز الستة مليارات دولار لأول مرة في تاريخ تنظيم بطولة رياضية في العالم. وستستفيد المنتخبات المشاركة ولاعبوها بحوالي 791 مليون دولار، مقارنة بـ 564 في مونديال 2014.
في المقابل هناك الأرباح التي يُحققها الاتحاد الدولي لكرة القدم من النقل التلفزيوني (2.4 مليار في مونديال 2014)، وحقوق التسويق الإعلاني (1.5 مليار في مونديال 2014)، وقيمة التذاكر (527 مليوناً في البرازيل)، وحقوق الاستضافة وحقوق الملكية (191 مليوناً في 2014).
الجوائز المالية لمونديال روسيا
ستنال المنتخبات الـ 32 المشاركة في بطولة كأس العالم مبالغ مالية كمساعدة بقيمة 1.5 مليون دولار لكل منتخب، وذلك لكي تتحضر جيداً قبل انطلاق البطولة الصيف القادم. وبالتالي فإن منتخبات مصر، تونس، المغرب والسعودية ستحصل على 1.5 مليون دولار وتستفيد مالياً لتحضير نفسها فنياً وكروياً.
في المقابل ستنال المنتخبات التي تصل إلى دور الـ 16 حوالي ثمانية ملايين دولار مثل مونديال البرازيل، في وقت ستحصل المنتخبات التي تقطع الدور الثاني حوالي 12 مليون دولار بزيادة ثلاثة ملايين عن عام 2014. أما المنتخب الذي يتخطى الدور ربع النهائي فينال 16 مليوناً (14 مليوناً في عام 2014).
أما صاحب المركز الرابع فينال قيمة 22 مليون دولار، وصاحب المركز الثالث قيمة 24 مليون دولار، في حين أن صاحب المركز الثاني ينال مبلغ قدره 28 مليون دولار، وأخيراً المُتوج بلقب كأس العالم يحصل على حوالي 38 مليون دولار.
وهناك 134 مليون دولار قيمة تأمين على اللاعبين المشاركين في بطولة كأس العالم 2018، هذا بالإضافة إلى مبلغ 209 ملايين دولار تُدفع للأندية التي يشارك لاعبوها في المونديال. يُذكر أن هذه القيمة كانت في مونديال 2014 حوالي 170 مليون دولار.
المنتخبات العربية والقرعة
حددت القرعة مصير المنتخبات العربية الأربعة المشاركة (السعودية، تونس، مصر والمغرب). إذ إن كل منتخب عليه التفكير الآن في تحقيق نتائج إيجابية بهدف المشاركة المشرفة وفرصة الحصول على أرباح مالية ضخمة.
وستُمني هذه المنتخبات النفس بتخطي دور المجموعات أولاً لضمان الحصول على 8 ملايين دولار، والتي ستكون مهمة جداً وتُحقق انتعاشا اقتصاديا لكل اللاعبين المشاركين في البطولة، والأمر الرائع هو وصول منتخب عربي إلى الدور ربع النهائي والذي يعني حصول لاعبي هذا المنتخب على 12 مليون دولار أميركي.