يعيد الاعتداء العنيف الذي نفذه تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة عدن، جنوبي اليمن، الأحد، إلى الأذهان اعتداءً شهيراً نفذه مسلحو تنظيم "القاعدة" في العاصمة اليمنية صنعاء عام 2013، ويعتبر من أبرز الاعتداءات الدامية للتنظيم، منذ تصاعد أنشطته في اليمن.
ووفقاً للتفاصيل المعلنة من قبل المصادر والأمنية وغيرها من المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد"، من مصادر محلية، فإن الاعتداءين (داعش في عدن اليوم - واعتداء تنظيم القاعدة في صنعاء قبل أربع سنوات) يتشابهان على أكثر من صعيد.
وقع اعتداء صنعاء الشهير في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2013، باقتحام مسلحين من "القاعدة" مستشفى العرضي، في مجمع وزارة الدفاع بصنعاء، بواسطة سيارة مفخخة أعقبها اقتحام مسلحين للمستشفى وإطلاق النار على كل من واجههم، من أطباء ومرضى وعسكريين ومدنيين، في مشهد وحشي، غير مسبوق، التقطت أجزاء منه كاميرات المراقبة آنذاك.
عقب الهجوم، تحصن المسلحون في أبنية المستشفى الواقع إلى جوار الوزارة، واستمرت الاشتباكات بينهم وبين القوات الحكومية التي حاصرت المبنى حتى المساء.
في عدن اليوم، بدأ اعتداء "داعش" بشكل مشابه، لكنه استهدف مقر البحث الجنائي بسيارة مفخخة، ومن أبرز أوجه الشبه بين اعتداءي صنعاء وعدن أن المسلحين تحصنوا في الموقع المستهدف، ليشتبكوا مع القوات الحكومية لساعات طويلة.
ونتج عن اعتداء صنعاء الوحشي في ديسمبر/كانون الأول 2013، سقوط نحو 56 قتيلاً و176 جريحاً، بينهم أطباء من جنسيات أجنبية متعددة، في حين تشير الإحصائيات إلى أن الاعتداء على مبنى البحث الجنائي في عدن، والذي استمرت الاشتباكات حوله حتى مساء اليوم، أوقع نحو 46 قتيلاً وجريحاً.
ومن أبرز الفروق بين الاعتداءين أن الأول (اعتداء القاعدة عام 2013)، كان أكثر دموية، واستهدف مستشفى في مجمع الدفاع، بينما اعتداء عدن استهدف مقراً أمنياً، لكن أسلوب المهاجمين لا يختلف إلى حد كبير، وقد اضطر تنظيم "القاعدة"، ولأول مرة، لتقديم الاعتذار عن الاعتداء الذي وقع في صنعاء، ووعد بتقديم تعويضات للضحايا، بعد الوحشية التي ظهر بها مسلحوه خلال الاعتداء.