بين إنجاز إيمري وفشل يورغن كلوب..بانيغا هو بطل النهائي

19 مايو 2016
بانيغا نجم جديد في سماء الكرة الإسبانية (Getty)
+ الخط -

حقق إشبيلية عودة تاريخية، ونجح في قلب تأخره بالشوط الأول أمام ليفربول إلى فوز بالثلاثة في سويسرا، ليؤكد الفريق الأندلسي أنه ملك الدوري الأوروبي بلا منافس، بعد حصوله على اللقب الثالث على التوالي، ويتوج رجال أوناي إيمري بالبطولة القارية لثلاث مرات متعاقبة، بعد أن اختفت هذه العادة من القارة العجوز بعد فوز بايرن باللقب الأوروبي في حقبة السبعينات، وسط سطوة مستمرة للفرق الإسبانية خلال السنوات الأخيرة من عمر اللعبة.

بداية إنجليزية
بدأ الفريقان بطريقة لعب 4-2-3-1، رباعي دفاعي صريح أمامه ثنائي محوري فثلاثي هجومي خلف المهاجم الوحيد، لكن خطف ليفربول المبادرة سريعا، وكان الأفضل طوال الشوط الأول، بسبب تفوقه في عاملي تناقل الكرات وضبط التحولات، مما أجبر إشبيلية على العودة كثيرا للخلف، والاعتماد فقط على الضربات الثابتة والهجمات العنترية.

طوًر يورغن كلوب من أداء ليفربول الهجومي، ووضع بصمته الخاصة على طريقة لعب الفريق، فصار زعيم ميرسيسايد أقوى في عملية الضغط في نصف ملعب الخصم، مع الركض المستمر تجاه الكرة دون توقف، وأصبحت المجموعة أفضل على مستوى العمل الهجومي في الثلث الأخير من الملعب، وهذا ما جعل ليفر يتقدم أولا عن طريق لمسة ساحرة من ستوريدج.

إنها خلطة الألماني المعروفة، الجري ثم الجري ثم الجري دون توقف، لذلك من الصعب تحديد مركز كلا من فيرمينو، ستوريدج، لالانا، وكوتينهو في الشوط الأول، وساهمت اللا مركزية في وضع دفاع الإسبان أمام مأزق، مما أجبر لاعبي الوسط والأجنحة على العودة باستمرار لمساندة خطهم الأخير، حتى صافرة الحكم معلنا نهاية النصف الأول.

عودة عظيمة
عاد إشبيلية بشكل مفاجئ، وصنع شوطا مثاليا على أكمل ما يكون، سواء في عملية بناء اللعب أو بالعمل الهجومي المنظم عن طريق فتح الأطراف وتقوية العمق بأكثر من صانع لعب، نهاية بثبات الدفاع وعدم ارتكابه أي هفوة مقارنة بالبدايات. ودفع الإنجليز ثمن ضعف دفاعهم في التمرير من الخلف، وصعوبة إخراج الكرة عن طريق خط المنتصف، مع تأخر غير مبرر في التغييرات، لينقلب اللقاء رأسا على عقب.

إذا كان الليفر يملك سرعة فائقة، فإن إشبيلية لديه أيضا أطراف خاطفة، وبالتالي واجه إيمري كلوب بنفس سلاحه في الهدف الأول، عندما انطلق ماريانو السريع ليعبر كل من يقابله، ويمررها عرضية إلى المهاجم الخفيف الماكر غاميرو، الذي وضعها في الشباك دون عناء، لتتساوى كفة الفريقين في النتيجة وطريقة الهجوم السريع.

لكن أوناي لا تزال جعبته مليئة بالجديد، ليفاجئ منافسه بأوامر مباشرة تنص على مزيد من التمريرات الطولية خلف دفاع الليفر، مستغلا بطء وضعف القلبين في اللحاق بغاميرو، بالإضافة إلى دخول فيتولو في القلب على مقربة من خط الوسط، ليستحوذ إشبيلية على منطقة المناورات بشكل كامل، ويواجه الثنائي ميلنر وكان ضغطا متواصلا من جانب الفريق الآخر، ليتم فصل هجوم ليفربول عن بقية عناصر الفريق.

بانيغا
قدم الثنائي كوكي وغاميرو مباراة رائعة، وساهم فيتولو كثيرا في صناعة الفرص، مع حضور مميز لكوريشياك في منطقة المحور، لكن وحده إيفر بانيغا من يصنع الفارق في مثل هذه المباريات، لأنه بمثابة العملة نادرة الوجود، في طريقة تحكمه بالكرة، وتمريراته الماكرة خلف الدفاعات، مع تحركه الذكي في وبين الخطوط، لذلك استحق عن جدارة نجومية نهائي بازل.

يعتبر بانيغا هو الفارق الرئيسي بين إشبيلية وليفربول، لأن الفريق الأندلسي تفوق على منافسه في التحكم بنسق المباراة، مع المرونة الواضحة في بناء الهجمات من الدفاع إلى الهجوم مرورا بالمنتصف، ولعب الأرجنتيني دور البطل في هذه العوامل الإيجابية، لأنه الأجدر على العودة باستمرار إلى مناطق الحدث، وطلب الكرة من دون خوف مما يعطي زملاءه أريحية أكبر في اللعب بعيدا عن الضغوطات.

وضع الكثيرون كامل اللوم على يورغن كلوب في تأخر تغييراته، وتحدث المتابعون عن أوناي إيمري بشيء من الفخر، لكن المباريات النهائية دائما بين أقدام اللاعبين، ويحسم النجوم جانب كبير من تفاصيلها، مع كل الاحترام والتقدير للسادة أصحاب الفخامة التدريبية خارج الخط، لذلك كان بانيغا هو البطل في هذه الليلة، لأنه من أضاف لفريقه بعدا مغايرا على مستوى الهجوم، تمريرا وتحكما وسيطرة، فحصل إشبيلية على اللقب بكل عبقرية.

دلالات
المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.