بيلاروسيا... "انتصار" إكسير الديكتاتورية

10 اغسطس 2020
أغلب المتظاهرين ضد لوكاشينكو من فئة الشباب (Getty)
+ الخط -

ليس أقل من 80 في المائة، حصل عليها ألكسندر لوكاشينكو، بحسب المعلن رسمياً في انتخابات أمس الأحد في بيلاروسيا. منافسته سفيتلانا تيخانوفسكايا (37 سنة) خسرت "الانتخابات الديمقراطية". فللمرة السادسة يعلن لوكاشينكو، "تفوقه" على كل المنافسين، غير آبه بوصف الصحافة الأوروبية له بأنه "آخر ديكتاتوريي القارة"، ولا بهتافات المحتجين ليلة الأحد. غضب لوكاشينكو على منغصي انتصاره لم يختلف عن غضب زميله الروسي فلاديمير بوتين، فمينسك أيضاً حديقة موسكو الخلفية.
منذ 25 سنة و"الرفيق لوكاشينكو" يبحث عن إكسير الديكتاتورية، غير مكترث بأن شعبه لا يعيش الزمن السوفييتي، بل فيه شباب ناشط يطمح إلى أشياء تختلف عن "هيبة شاربي" الرئيس، وتحوّل البلد وبنوكه إلى ملاذ ضريبي وأموال منهوبة، حتى من دول عربية، كسورية.
وعلى الرغم من وجود صحافة أجنبية، كانت شرطة القمع جاهزة بكامل عتادها لتتدخل في مطاردة الشباب المحتج، وتسحل بعضهم أمام العدسات. وليس بغريب أن آلة الدعاية، كغيرها في أنظمة "الرئيس الأبدي"، تتهم الشباب المحتجين بأنهم "مخترقون من عملاء أجانب" وأنهم "يعملون عند حكومات معادية للبلد". 

سجل لوكاشينكو معروف في مطاردة الصحافيين وأي منتقد لحكمه، وسجونه تعج بهم وبمعارضي حكمه

 

خصم الرئيس، سفيتلانا تيخانوفسكايا، لها أيضاً قضية شخصية في الوقوف بوجه الحاكم منذ 1994، فالرئيس "القوي" لوكاشينكو يعتقل زوجها المعارض سيرغي تيخانوفسكي.
من شارك في التظاهرات الاحتجاجية على تزوير نتائج "فوز" لوكاشينكو، وفقاً لتقارير المعارضة وقنوات أوروبية، أغلبهم بين 20 و40 عاماً. هؤلاء المتظاهرون، رفعوا قبضاتهم في الهواء تعبيراً عن ثورتهم على الديكتاتورية وممارسات شرطة الرئيس، على طريقة دول العالم الثالث الديكتاتورية، وعند "الأشقاء" في موسكو وسان بطرسبرغ.
قبضة الثورة المرفوعة من شباب ثائر حول العالم تحولت في مينسك (وعلى المعصم شريط أبيض كدليل على تأييد المعارضة)، إلى تهمة قبل يوم واحد من الانتخابات، وجرّت العشرات إلى السجون. وقبل يوم واحد أيضاً كان "الرفيق لوكاشينكو" يستعرض بقوافل عسكرية في العاصمة قوته في مواجهة شارع يفترض أنه صوّت له بـ80 في المائة.
سجل لوكاشينكو معروف في مطاردة الصحافيين وأي منتقد لحكمه، وسجونه تعج بهم وبمعارضي حكمه. وكلما حكم أكثر كشف النظام عن وجهه القمعي الحقيقي بإسكات الناس والدوس على حرية التعبير بكل الوسائل. نعم، فاز ألكسندر لوكاشينكو على شاشات وسائله الدعائية برئاسة جديدة، لكنه في قادم الأسابيع سيضطر لمواجهة حقيقة أن الـ80 في المائة ليسوا كذلك، بل هم أوهام الحكم الأبدي،على طريقة رفيقيه فلاديمير بوتين في موسكو وبشار الأسد في دمشق.

المساهمون