امرأةٌ تقفُ على الشاطئ، بين ذراعيها طفلها الذي لا تظهرُ ملامحه بشكلٍ واضح. هذا المشهد الفنيّ معروفٌ لكل عشّاق الفن التشكيليّ، إذْ إنّه لوحة مشهورة للرسام الإسباني المشهور، بيكاسو. لكن، تحت اللوحة، اكتشف العلماء، مُؤخّراً، عند استخدام الأشعّة تحت الحمراء، شيئاً جديداً لم يكن مُكتشفاً من قبل. إذْ وجد العلماء صورة أخرى تماماً، وهي امرأةٌ جالسةٌ على طاولة يستقرُّ عليها كأس زجاجي.
ولكنّ السؤال المهم، لماذا رسم بيكاسو لوحة غير واضحة لا يمكن أن تُكْتشَف سوى بالأشعة الحمراء تحت لوحةٍ واضحة؟ من المعروف أنَّ بيكاسو رسم هذه اللوحة في سياق أعماله المنتظمة التي كان ينفذها، إذْ إنّه كان فناناً غزير الإنتاج. بدأ العلماء بفحص لوحات بيكاسو بالأشعة تحت الحمراء، ذلك أنه في شباط/ فبراير الماضي، ظهرت لوحة أخرى غير واضحة تحت لوحة بيكاسو المشهورة "La Miséreuse accroupie"، أو "المتسوّلة الرابضة".
اللوحتان معا، "الأم والطفل على الشاطئ" و"المتسوّلة الرابضة"، تنتميان إلى المرحلة الزرقاء من حياة بيكاسو المهنيَّة، وقد كانت تلك الفترة مُظلمةً وبائسة في حياة الرسّام، وهذا ينعكس بشكل واضح على كلّ أعمالهِ في تلك الفترة في بداية القرن العشرين. في عام 1901 كان بيكاسو قد عاد من باريس إلى إسبانيا، بعد حياة فقرٍ شديدة عاشها في باريس. حتّى قيل إنّه في عام 1902، قام أصدقاء بيكاسو بحرق رسومه من أجل الحصول على بعض الدفء، وذلك لعدم وجود نقودٍ كافية لشراء الفحم والحطب آنذاك. ويرجّح العلماء أنَّ الرسم غير واضح لأنَّ بيكاسو لم يستطع، بسبب الفقر، توفير قماشٍ جيّد يظهر الرسوم بشكل واضح. ذلك الفقر، وتلك الظروف الصعبة التي أدّت إلى هذه الرسوم غير الواضحة، جعلتها تساوي الآن ملايين الدولارات، كما ذكرت صحيفة "Die Zeit" الألمانية في الإشارة إلى هذه المفارقة الساخرة، من ناحية أنّ الفنان يعيش فقراً شديداً في حياته، وتصبح أعماله ثمينة بعد موته.
ومن أجل كشف سرّ لوحة "الأم والطفل على الشاطئ"، استخدم العلماء إجراءات خاصَّة، كتطبيق الأشعة السينيَّة وتحت الحمراء، بالنسب التي لا تتلف الصور من خلالها. وقد استخدمت هذه التقنيَّة من أجل كشف أسرار الأعمال الفنيّة باستمرار.
وكان من الضروري إرسال الصور إلى المختبر، ولكن المواصلات دومًا محفوفةٌ بالمخاطر، ومن الممكن أن تؤدّي فعلاً إلى إتلاف الأعمال الفنيّة، الأمر الذي يحرج المتاحف في كثير من الأحيان. وقدّ طور الباحثون أجهزة نقل محمولة حديثة جداً، لذلك فإنَّ تكاليف التأمين في حالات كهذه مرتفعة للغاية. وجدير بالذكر أنَّه بفضل هذه التقنيات، تمكّن العلماء من كشف بعض الأعمال الخفيَّة أيضاً لفان كوخ وإدغار ديغا.
لم يرسم بيكاسو لوحاته المخفيَّة على القماش الرخيص فحسب، بل رسمها أيضاً على الصحف. في إحدى اللوحات، اكتشف العلماء أنّ بيكاسو قد رسم على صحيفة "لو جورنال" الفرنسيَّة عدد 18 يناير/ كانون الثاني عام 1902. وبعد البحث، تبيَّن أنَّ الصحيفة كانت قد نشرت في اليوم نفسه، تقريراً حول النقاش البرلماني في لندن، ومقالاً ثقافياً حول معرض فني في باريس.
ولكنّ السؤال المهم، لماذا رسم بيكاسو لوحة غير واضحة لا يمكن أن تُكْتشَف سوى بالأشعة الحمراء تحت لوحةٍ واضحة؟ من المعروف أنَّ بيكاسو رسم هذه اللوحة في سياق أعماله المنتظمة التي كان ينفذها، إذْ إنّه كان فناناً غزير الإنتاج. بدأ العلماء بفحص لوحات بيكاسو بالأشعة تحت الحمراء، ذلك أنه في شباط/ فبراير الماضي، ظهرت لوحة أخرى غير واضحة تحت لوحة بيكاسو المشهورة "La Miséreuse accroupie"، أو "المتسوّلة الرابضة".
اللوحتان معا، "الأم والطفل على الشاطئ" و"المتسوّلة الرابضة"، تنتميان إلى المرحلة الزرقاء من حياة بيكاسو المهنيَّة، وقد كانت تلك الفترة مُظلمةً وبائسة في حياة الرسّام، وهذا ينعكس بشكل واضح على كلّ أعمالهِ في تلك الفترة في بداية القرن العشرين. في عام 1901 كان بيكاسو قد عاد من باريس إلى إسبانيا، بعد حياة فقرٍ شديدة عاشها في باريس. حتّى قيل إنّه في عام 1902، قام أصدقاء بيكاسو بحرق رسومه من أجل الحصول على بعض الدفء، وذلك لعدم وجود نقودٍ كافية لشراء الفحم والحطب آنذاك. ويرجّح العلماء أنَّ الرسم غير واضح لأنَّ بيكاسو لم يستطع، بسبب الفقر، توفير قماشٍ جيّد يظهر الرسوم بشكل واضح. ذلك الفقر، وتلك الظروف الصعبة التي أدّت إلى هذه الرسوم غير الواضحة، جعلتها تساوي الآن ملايين الدولارات، كما ذكرت صحيفة "Die Zeit" الألمانية في الإشارة إلى هذه المفارقة الساخرة، من ناحية أنّ الفنان يعيش فقراً شديداً في حياته، وتصبح أعماله ثمينة بعد موته.
ومن أجل كشف سرّ لوحة "الأم والطفل على الشاطئ"، استخدم العلماء إجراءات خاصَّة، كتطبيق الأشعة السينيَّة وتحت الحمراء، بالنسب التي لا تتلف الصور من خلالها. وقد استخدمت هذه التقنيَّة من أجل كشف أسرار الأعمال الفنيّة باستمرار.
وكان من الضروري إرسال الصور إلى المختبر، ولكن المواصلات دومًا محفوفةٌ بالمخاطر، ومن الممكن أن تؤدّي فعلاً إلى إتلاف الأعمال الفنيّة، الأمر الذي يحرج المتاحف في كثير من الأحيان. وقدّ طور الباحثون أجهزة نقل محمولة حديثة جداً، لذلك فإنَّ تكاليف التأمين في حالات كهذه مرتفعة للغاية. وجدير بالذكر أنَّه بفضل هذه التقنيات، تمكّن العلماء من كشف بعض الأعمال الخفيَّة أيضاً لفان كوخ وإدغار ديغا.
لم يرسم بيكاسو لوحاته المخفيَّة على القماش الرخيص فحسب، بل رسمها أيضاً على الصحف. في إحدى اللوحات، اكتشف العلماء أنّ بيكاسو قد رسم على صحيفة "لو جورنال" الفرنسيَّة عدد 18 يناير/ كانون الثاني عام 1902. وبعد البحث، تبيَّن أنَّ الصحيفة كانت قد نشرت في اليوم نفسه، تقريراً حول النقاش البرلماني في لندن، ومقالاً ثقافياً حول معرض فني في باريس.