حتّى فيلمه الجديد How to make love like an English man، كان الممثل بيرس بروسنان واحداً من أبرز "جيغولو" السينما حول العالم. بطل سلسلة "OO7" لعشر سنوات، الذي أعجبت به كلّ نساء أفلامه، ويعيش عازباً متنقّلا من امرأة إلى أخرى. يكسر قلوبهنّ ويهجرهنّ إذ يعاملهنّ مثل مغامراته الأمنية. لكلّ مغامرة امرأة. وأحياناً أكثر من امرأة في الفيلم الواحد.
كان "الجنس" هو الأساس في معظم أفلامه وليس "الحبّ". "العلاقة" وليس "الزواج". "التغيير" وليس "الثبات". "المغامرة" وليس "الخضوع للقوانين". خصوصاً في سلسلة "جيمس بوند" التي كان بطلها بين العامين 1994 و2005.
وفي أفلامه التي تلت "سلسلة بوند"، منها "قوانين الانجذاب Laws of Attraction"، كان بارعاً في تقديم الالتباس القويّ بين "الجنس" و"الحب" وبين "الارتباط" و"الزواج". في الفيلم المذكور يتزوّج جوليان موور، غريمته في مرافعة قانونية حول قضية ما، في ليلة سكر شديد. لكنّه، في اليوم التالي، يكابر على الحبّ وعلى الزواج، بسنواته التي كانت لا تزيد عن 51 يوماً.
تحوّلات طفيفة
ثم كان فيلم "بعد غياب الشمس After the Sunset"، في عام 2004. يلعب دور سارق مجوهرات قرّر التوبة والعيش مع زوجته سلمى حايك. لكنّه يظلّ "لعوباً" في مغامرات تشكّ بها الزوجة، وفي "شهوة" سرقة المجوهرات. وكما في الفيلم السابق كان "المتفلّت" من قوانين الحبّ والارتباط، السارق والشهوانيّ.
في فيلمه اللاحق Mamma Mia، عام 2008، لعب دوراً مشابهاً: واحد من ثلاثة رجال لا تعرف ميريل ستريب أيّاً منهم هو والد ابنتها التي ستتزوّج. فتدعو الثلاثة إلى "أسبوع" الزفاف. هنا، أيضاً، يمثّل دور الأب المهمل الذي لم يعرف أنّه والد، ولا يعرف أصلاً إذا كان هو الوالد، والذي لا يزال يملك "سحر" الإغراء.
اقرأ أيضاً: بالصور.. أكثر 10 أفلام سينمائية منتظرة في خريف 2015 وفي فيلم "كاتب الظلّ The Ghost Writer" في عام 2010 يلعب دور رئيس وزراء سابق متّهم بجرائم حرب، وهي شخصية تصبّ في نهر "الخروج على القوانين" بطرق مختلفة.
"كرش" لزير النساء
في فيلم "الحبّ هو كلّ ما تحتاجه Love Is All You Need" في 2012 يكتشف "الحبّ". ونرى بعضاً من "كرشه" ومن ترهلات العمر التي بدأت تظهر. يلعب دور والد يصطدم عن طريق الصدفة بوالدة الفتاة التي كانت ستتزوّج ابنه. يلغي الزواج ويقع في حبّ الوالدة المجروحة من خيانة زوجها.
لكن، اليوم، كلّ شيء تغيّر، وقد بات في عامه الـ62. في الفيلم الجديد نشهد كيف بدأ المغامر جنسياً في التحوّل إلى "عاشق حقيقيّ". الوالد المتهوّر تحوّل إلى والد حريص، يفعل كلّ ما بوسعه، كي يكون إلى جانب طفله في عامه الخامس أو السادس.
تخونه زوجته الشابة جيسيكا ألبا مع شاب من عمرها. بعدما تزوّجته حين كان يدرّسها في الجامعة، وحملت منه. تزوّجها على الرغم من فارق العمر بينهما والذي يصل إلى 30 عاماً لأنّه لا يريد "قتل" ابنه. وكان مخلصاً لها ويساعدها في ترتيب المنزل ورعاية الطفل. لكن فجأة اكتشفت أنّها تريد أن تكون مع رجل من عمرها.
هكذا تحوّل بيرس بروسنان من الرجل المرغوب، الهارب من الارتباطات، والخارج على كلّ قانون عاطفي أو وضعيّ، إلى رجل تهجره جيسيكا ألبا من أجل شاب عاديّ. بروسنان هنا هو "أستاذ الرومانسية" في الجامعة، لكن غير الرومانسي. الذي يخالف القوانين في سعيه إلى الحفاظ على علاقته بطفله، حين تقرّر السلطات الأميركية ترحيله إلى بلده الأصلي، بريطانيا، بسبب خطأ في "أوراقه".
ولأنّها تريد أن تسافر في رحلة عمل مع حبيبها الجديد، تستدعي جيسيكا ألبا شقيقتها سلمى حايك، الأكبر منها، والمجروحة من حبيبها أيضاً. هنا يكتشف الوالد المجروح الحبّ الحقيقي.
الرجل الضعيف
ساعة كاملة من "الحبّ" والصراع والحزن والضياع والركض وراء حبّ يبدو مستحيلاً، خوفاً من ردّة فعل الأخت، زوجته الخائنة. هكذا صار بيرس بروسنان، رجلاً ضعيفاً ومكسوراً، شخصيته هشّة، يخاف من زوجته الخائنة، ويعشق أختها، ومستعدّ للموت من أجل البقاء إلى جانب طفله، خلال عبوره الحدود بطريقة غير قانونية من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ساعة كاملة تنهار خلالها صورة "زير نساء" هوليوود، ومعه، بنسبة أقلّ، صورة واحدة من محبوبات هوليوود سلمى حايك. كما لو أنّه "يتقاعد" في هذا الفيلم من أدوار الإغواء والإغراء، ويستسلم إلى عمره.
"زير النساء" الذي صار "مهجوراً" و"متروكاً" بات مضطرّاً للبحث عن "الحبّ" حين ما عاد جسده وعمره و"همّته" تسمح له أن يتنقّل من "زهرة إلى أخرى"، ولا أن يمضي سنوات بعيداً عن أطفاله.
وداع جيل كامل
How to make love like an English man، هو فيلم يودّع خلاله جيل كامل أبطاله، مثل سلمى حايك وبيرس بروسنان. تماماً كما ودّع آباؤنا ميريل ستريب . أيضاً كما نودّع آرنولد شوارز ينيغير وسيلفستر ستالون، اللذين كانا من "أيقونات" مراهقة من باتوا في الثلاثين والأربعين اليوم. حين كانوا يهزمون جيوشاً وحدهم. وقد شاخوا وبتنا نتندّر عليهم في أفلام يكابرون على شيخوختهم فيها. مثل Expandable وTerminator الجديد، مع آرنولد في عامه الـ68!
وتماماً كما نودّع أنجيلينا جولي، وقد فقدت كلّ أسباب أنوثتها الجسدية، بعد قرارها الطوعي استئصال ثدييها ومبيضيها حفاظاً على حياتها. هي التي كانت "أيقونة" المرأة بالنسبة إلى جيل كامل. على عكس من "رحلنَ" في أوج شبابهنّ، مثل مارلين مونرو، التي لم تسمح للزمن بأن يأخذ صوراً غير التي "خلّدتها".
اقرأ أيضاً: ماغي غيلينهال: لستُ شابة بما يكفي في هوليوود!
هكذا يشيخ أبطالنا في أفلامهم. بعضهم يكابر مثل آرنولد، ويجعلنا نضحك وهو يحاول إنقاذ العالم بعضلاته، هو وأعوامه الـ68، وبعضهم يستسلم، كما فعل بيرس بروسنان، استسلاماً يليق به وبسنواته الـ62.
كان "الجنس" هو الأساس في معظم أفلامه وليس "الحبّ". "العلاقة" وليس "الزواج". "التغيير" وليس "الثبات". "المغامرة" وليس "الخضوع للقوانين". خصوصاً في سلسلة "جيمس بوند" التي كان بطلها بين العامين 1994 و2005.
وفي أفلامه التي تلت "سلسلة بوند"، منها "قوانين الانجذاب Laws of Attraction"، كان بارعاً في تقديم الالتباس القويّ بين "الجنس" و"الحب" وبين "الارتباط" و"الزواج". في الفيلم المذكور يتزوّج جوليان موور، غريمته في مرافعة قانونية حول قضية ما، في ليلة سكر شديد. لكنّه، في اليوم التالي، يكابر على الحبّ وعلى الزواج، بسنواته التي كانت لا تزيد عن 51 يوماً.
تحوّلات طفيفة
ثم كان فيلم "بعد غياب الشمس After the Sunset"، في عام 2004. يلعب دور سارق مجوهرات قرّر التوبة والعيش مع زوجته سلمى حايك. لكنّه يظلّ "لعوباً" في مغامرات تشكّ بها الزوجة، وفي "شهوة" سرقة المجوهرات. وكما في الفيلم السابق كان "المتفلّت" من قوانين الحبّ والارتباط، السارق والشهوانيّ.
في فيلمه اللاحق Mamma Mia، عام 2008، لعب دوراً مشابهاً: واحد من ثلاثة رجال لا تعرف ميريل ستريب أيّاً منهم هو والد ابنتها التي ستتزوّج. فتدعو الثلاثة إلى "أسبوع" الزفاف. هنا، أيضاً، يمثّل دور الأب المهمل الذي لم يعرف أنّه والد، ولا يعرف أصلاً إذا كان هو الوالد، والذي لا يزال يملك "سحر" الإغراء.
اقرأ أيضاً: بالصور.. أكثر 10 أفلام سينمائية منتظرة في خريف 2015 وفي فيلم "كاتب الظلّ The Ghost Writer" في عام 2010 يلعب دور رئيس وزراء سابق متّهم بجرائم حرب، وهي شخصية تصبّ في نهر "الخروج على القوانين" بطرق مختلفة.
"كرش" لزير النساء
في فيلم "الحبّ هو كلّ ما تحتاجه Love Is All You Need" في 2012 يكتشف "الحبّ". ونرى بعضاً من "كرشه" ومن ترهلات العمر التي بدأت تظهر. يلعب دور والد يصطدم عن طريق الصدفة بوالدة الفتاة التي كانت ستتزوّج ابنه. يلغي الزواج ويقع في حبّ الوالدة المجروحة من خيانة زوجها.
لكن، اليوم، كلّ شيء تغيّر، وقد بات في عامه الـ62. في الفيلم الجديد نشهد كيف بدأ المغامر جنسياً في التحوّل إلى "عاشق حقيقيّ". الوالد المتهوّر تحوّل إلى والد حريص، يفعل كلّ ما بوسعه، كي يكون إلى جانب طفله في عامه الخامس أو السادس.
تخونه زوجته الشابة جيسيكا ألبا مع شاب من عمرها. بعدما تزوّجته حين كان يدرّسها في الجامعة، وحملت منه. تزوّجها على الرغم من فارق العمر بينهما والذي يصل إلى 30 عاماً لأنّه لا يريد "قتل" ابنه. وكان مخلصاً لها ويساعدها في ترتيب المنزل ورعاية الطفل. لكن فجأة اكتشفت أنّها تريد أن تكون مع رجل من عمرها.
هكذا تحوّل بيرس بروسنان من الرجل المرغوب، الهارب من الارتباطات، والخارج على كلّ قانون عاطفي أو وضعيّ، إلى رجل تهجره جيسيكا ألبا من أجل شاب عاديّ. بروسنان هنا هو "أستاذ الرومانسية" في الجامعة، لكن غير الرومانسي. الذي يخالف القوانين في سعيه إلى الحفاظ على علاقته بطفله، حين تقرّر السلطات الأميركية ترحيله إلى بلده الأصلي، بريطانيا، بسبب خطأ في "أوراقه".
ولأنّها تريد أن تسافر في رحلة عمل مع حبيبها الجديد، تستدعي جيسيكا ألبا شقيقتها سلمى حايك، الأكبر منها، والمجروحة من حبيبها أيضاً. هنا يكتشف الوالد المجروح الحبّ الحقيقي.
الرجل الضعيف
ساعة كاملة من "الحبّ" والصراع والحزن والضياع والركض وراء حبّ يبدو مستحيلاً، خوفاً من ردّة فعل الأخت، زوجته الخائنة. هكذا صار بيرس بروسنان، رجلاً ضعيفاً ومكسوراً، شخصيته هشّة، يخاف من زوجته الخائنة، ويعشق أختها، ومستعدّ للموت من أجل البقاء إلى جانب طفله، خلال عبوره الحدود بطريقة غير قانونية من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ساعة كاملة تنهار خلالها صورة "زير نساء" هوليوود، ومعه، بنسبة أقلّ، صورة واحدة من محبوبات هوليوود سلمى حايك. كما لو أنّه "يتقاعد" في هذا الفيلم من أدوار الإغواء والإغراء، ويستسلم إلى عمره.
"زير النساء" الذي صار "مهجوراً" و"متروكاً" بات مضطرّاً للبحث عن "الحبّ" حين ما عاد جسده وعمره و"همّته" تسمح له أن يتنقّل من "زهرة إلى أخرى"، ولا أن يمضي سنوات بعيداً عن أطفاله.
وداع جيل كامل
How to make love like an English man، هو فيلم يودّع خلاله جيل كامل أبطاله، مثل سلمى حايك وبيرس بروسنان. تماماً كما ودّع آباؤنا ميريل ستريب . أيضاً كما نودّع آرنولد شوارز ينيغير وسيلفستر ستالون، اللذين كانا من "أيقونات" مراهقة من باتوا في الثلاثين والأربعين اليوم. حين كانوا يهزمون جيوشاً وحدهم. وقد شاخوا وبتنا نتندّر عليهم في أفلام يكابرون على شيخوختهم فيها. مثل Expandable وTerminator الجديد، مع آرنولد في عامه الـ68!
وتماماً كما نودّع أنجيلينا جولي، وقد فقدت كلّ أسباب أنوثتها الجسدية، بعد قرارها الطوعي استئصال ثدييها ومبيضيها حفاظاً على حياتها. هي التي كانت "أيقونة" المرأة بالنسبة إلى جيل كامل. على عكس من "رحلنَ" في أوج شبابهنّ، مثل مارلين مونرو، التي لم تسمح للزمن بأن يأخذ صوراً غير التي "خلّدتها".
اقرأ أيضاً: ماغي غيلينهال: لستُ شابة بما يكفي في هوليوود!
هكذا يشيخ أبطالنا في أفلامهم. بعضهم يكابر مثل آرنولد، ويجعلنا نضحك وهو يحاول إنقاذ العالم بعضلاته، هو وأعوامه الـ68، وبعضهم يستسلم، كما فعل بيرس بروسنان، استسلاماً يليق به وبسنواته الـ62.