بيتو ولعنة جوتمان يمنحان أشبيلية لقب الدوري الأوروبي

15 مايو 2014
بيتو يتصدى لركلة جزاء كاردوزو التي منحت التقدم لأشبيلية(Getty)
+ الخط -
 

حقق أشبيلية فوزاً تاريخياً على بنفيكا بركلات الترجيح (4 – 2)، بعد مباراة مجنونة ومثيرة لم تنته في ظرف 120 دقيقة متواصلة، تحت عنوان مباراة الفرص الضائعة، لتأتي ركلات الحظ وتحسم موقعة نهائي الدوري الأوروبي لمصلحة الفريق الإسباني الذي ظفر بلقبه الثالث في هذه البطولة.    

 بداية المباراة كانت حماسية حيثُ الندية على أرض الملعب كانت من الطراز الرفيع لأن الفريقين كانا يتسارعان من أجل دق أبواب الخصم بسرعة، لكن العمليات الحربية اقتصرت على غارات وهمية ومناوشات بدينة من أجل استكشاف السواحل البرتغالية والإسبانية بأقل الاضرار المُمكنة.

 ولم ينتظر أشبيلية مرحلة جس النبض بل حاول منذ الدقائق الأولى فرض شخصيته القوية على البساط الأخضر، من خلال هجمات مرتدة شنها على بنفيكا في أكثر من مناسبة، كان أبرزها الكرة التي أحدثت بلبلة داخل منطقة الجزاء لينقذها الدفاع إلى ركلة ركنية.

 في حين كان بنفيكا يرصد تحركات خصمه من أجل ضربه في المكان الذي يوجعه، خصوصاً أن الفريق البرتغالي لم يتذوق لقباً أوروبياً منذ ان فاز مع المدرب المجري جوتمان في العام 1962، والذي دعا على الفريق ألا يفوز بأي لقب قاري لمئة عام، بعد أن رفض رئيس النادي زيادة راتبه، لتصبح الدعوة معروفة بـ "لعنة المجري" التي ما زال بنفيكا يعاني منها حتى اليوم لأنه لم يظفر بأي لقب أوروبي بعد مرور 51 عاماً منذ اللعنة.

 وظهر بنفيكا أكثر ثقة واندفاعاً من أجل هز الشباك حيثُ تناقل لاعبوه الكرات بشكل منظم في ظل تركيز عالٍ من أجل عدم ارتكاب أي خطأ فني، في حين كان أشبيلية يُبادر لصناعة الهجمات خصوصاً عبر الأجنحة من أجل كسر التكتل الدفاعي البرتغالي في الوسط.

 وغياب الفرص الخطيرة على المرمى قابله وفرة في الأخطاء بسبب الشد العصبي الذي بدت أثاره تظهر بوضوح على أرض الملعب، والسبب الرئيسي وراء عدم خلق الفرص هو التماسك الدفاعي الرهيب الذي تميز به الفريقان عن جدارة واستحقاق.

 لكن أشبيلية خلق الفرصة الأولى عبر تسديدة مقوسة من المدافع مورينو كانت ضعيفة بين يدي الحارس (د.36)، ليرد عليها بنفيكا بكرتين رائعتين والأخطر في المباراة، الأولى اثر كرة بينية باغتت الجميع لتصل إلى ماكسي بيريرا الذي حول خدع الحارس عن طريق لعبها من فوقه لكنه فشل في وضعها في الشباك (د.45+1)، والثانية كانت تسديدة قوية من رودريجو أنقذها الحارس (د.45+2).  

 ولم يتأخر بنفيكا كثيراً من أجل التكشير عن أنيابه في الشوط الثاني وضرب أشبيلية بأكثر من ثلاث كرات خطيرة من خلال فرصة واحدة، كان أبرزها تسديدة من ليما تم إنقاذها من على خط المرمى والثانية عبر تسديدة من جوميز ارتطمت بأقدام أحد المدافعين(د.47).

 وحاول أنطونيو رييس افتتاح التسجيل عبر تسديدة أنقذها الحارس على مرتين (د.51)، لتظهر بوضوح النوايا الهجومية للفريقين التي تُبشر بحضور أهداف في المباراة، لكن السفن الهجومية في البحر الإيطالي تبدو متوازنة من حيثُ القوة والصلابة، الأمر الذي لن يكشف عن هوية كاسر العقدة.

 لتتحول الليلة إلى نهائي أوروبي مجنون مُشتعل بإيقاع سريع غير طبيعي، لأن كل هجمة لها مثلها في الطرف الثاني وكل همسة داخل منطقة الجزاء لها أبعادها وأثارها النفسية على كل فريق سعياً وراء التتويج، إلا أن أموراً تعجيزية حصلت على أرض الملعب بسبب عناد الكرة المستمر ورفضها دخول الشباك في مباراة الفرص الضائعة، وكاد رودريجو أن يضع بنفيكا في المقدمة عبر تسديدة صاروخية عابرة للقارات أنقذها الحارس بييتو ببراعة (د.84)، ليعود غاراي ويتابع كرة عرضية برأسه قريبة من المرمى بعد خروج خاطئ لبييتو(د.85)، لتنتهي المباراة المجنونة سلبياً لينتقل الحسم إلى الأشواط الإضافية أو ركلات الترجيح.

 في الشوط الإضافي الأول استمر مهرجان الفرص الضائعة واحدة لبنفيكا عبر ركلة حرة سددها ليما وأنقذها الحارس(د.98)، والأخرى أخطر إثر انفراد تام لباكا بالمرمى ليهدر فرصة ذهبية من أجل إنهاء المباراة بهدف قاتل، ويسدد كرة لافة لامست القائم الأيمن (د.101).

 في حين لم يأتِ الشوط الإضافي الثاني بالكثير بل كان خالياً من الفرص تماما وذلك لم يكن مستبعداً بسبب التعب البدني الذي أدى إلى تراجع في المستوى والأداء، لتنتقل السفينة الإسبانية إلى نقطة الجزاء من أجل مواجهة النسر البرتغالي عبر ركلات الترجيح التي لا تعترف إلا بالحظ.

 والركلات الترجيحية حسمها أشبيلية لمصلحته (4 – 2)، سجل لأشبيلية باكا وستيفان مبيا وكوكي وجاميرو، بينما سجل لبنفيكا ليما ولويزاو، في حين أهدر كاردوزو ورودريجو ركلتي جزاء، ليحتفي أشبيلية باللقب الثالث تاريخياً ويفشل بنفيكا مجدداً بالفوز في النهائي واستمرار لعنة المجري جوتمان.   

المساهمون