الأسبوع المنصرم، تحولت معراب (مقر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع) محط اهتمام الجميع في لبنان والعالم، بعد "المصالحة المسيحية" مع خصمه النائب ميشال عون. إذ أعلن جعجع دعمه ترشيح الأخير، لرئاسة الجمهورية، بعد عقود من الصراع السياسي والعسكري والدموي بين القطبين المسيحيين الأبرز في لبنان.
تسبّب الحدث بإعصار إعلامي، من خلال التغطية وإعداد تقارير شاملة ومفصّلة. كما فتحت القنوات اللبنانية الهواء لاستقبال المحللين والسياسيين، إلاّ أن قناة LBCI لم تكتف بالتغطية الإعلامية، فبدأت بشن هجوم اعتُبر "نافرا" على الاتفاق الذي حصل بين الحزبين (القوات-الوطني الحر)، وذلك عبر نشرات الأخبار وبرامجها السياسية والاجتماعية التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الإعلامية.
Twitter Post
|
البداية كانت مع الإعلامي مارسيل غانم الذي استهل برنامجه "كلام الناس"، بمقدمة أثارت جدلا واسعا بين اللبنانيين، بعد أن وصفهم بـ"الغنم"، قائلاً "لو ما نكون غنم ما كانوا تجرأوا لا على استغبائنا ولا على استحمارنا ولا على استكرادنا.. لو ما نكون غنم لم يتجرأوا رعاتنا بعد سنين من الدموع والشهداء مطرح ما كان والضحايا والحزن انو يطلعوا على التلفزيونات بعد تهريبات بالسر ليسقطوا علينا عصارة نكايتهم وتكتكاتهم.. لو ما نكون غنم كنا سألنا كيف صار جعجع يثق بعون الحليف الأول لخصمه الأول لحزب الله.. لأننا غنم لم يتجرأوا أن يعتذروا من الشهداء والضحايا والناس الذين سقطوا من أجلهم".
وأثارت مقدمة غانم، تحديداً لاستخدامه عبارة "استكرادنا" غضباً واسعاً، لما فيها من إساءة إلى الأكراد، ليقوم بعدها بالاعتذار على حسابه على "تويتر".
Twitter Post
|
الإعلامي جو معلوف، وفي حلقته الإثنين المنصرم من خلال برنامج "حكي جالس"، وصف جعجع وعون بالمجرمين، قائلاً: "هيك اتفقوا بلا ما ينقال كلمة للقطيع.. اتفقوا مجرمي الحرب سوا، ومتل اجرن المعاناة التي تركوها ببيوت الناس لـ30 سنة والاحاد التي تركوها بنفوسهم.. كيف ممكن لمجرمي الحرب أن يتفقوا على السلام.. عن أي إيمان عم تحكوا انتوا يللي بعتوا الايمان وبعتوا الدين وتاجرتوا بالله.. هي الامم المتحدة بامها وابوها ما بحياتها اتحدت لأن العالم يندار من أمثالكم.. المجرم اتفق مع المجرم الفاشل اتفق مع الفاشل والعدو اتفق مع عدوه وصار فينا نكتب تاريخ موحد للبنان.. مبروك للبنان ترشيح رئيس عمره 80 سنة".
Twitter Post
|
التفاهم المسيحي لم يسلم من سخرية الإعلامي هشام حداد (المعروف بانتمائه للتيار الوطني الحر) فبدأ مقدمة برنامجه "لهون وبس" يوم الثلاثاء، بالسخرية من الاتفاق قائلا "نحن اليوم بزمن جديد.. كنت سهران مبارح حطوا أغنية "يا سيف على الأعدا طايل" ما حدا تحرك..صارت أبيخ أغنية بالسهرة".
كما استقبل النائب دوري شمعون (حزب الوطنيين الأحرار) الذي كان له تصريحات مدويّة ورافضة للاتفاق. هذا الى جانب برامج أخرى كـ"دمى قراطية" و"كتير سلبي" والتقارير الإخبارية ومقدمات نشرات الأخبار.
في المقابل، يقول رئيس مجلس إدارة المحطة بيار الضاهر في حديث مع "العربي الجديد": "قبل أن نتكلم عن هجوم الـLBCI على "اتفاقية معراب"، يجب أن نسأل اللبنانيين هذه الأسئلة: "بعد الذي شهدناه في معراب هل سمعنا اعتذارا واحدا من أمهات وأهالي الـ600 شهيد وباقي الجرحى الذين سقطوا في الحرب بينهما؟" وهل شرحوا لنا لماذا تقاتلوا؟ وهل وعدونا بأنهم لن يستعملوا السلاح بعد الآن؟".
وأضاف "من المعروف أن الأطراف التي تتقاتل، عندما تتصالح تعتذر وتترحم على شهدائها، لا تفتح الشمبانيا فرحا كما شهدنا في معراب، ونحن كقناة لسنا ضد الاتفاقية، بل على العكس نحن مع كل تلاقي. إنما نحن لم نقدر شكل المسرحية التي شهدناها وإخراجها غير المنطقي إلى جانب الآمال التي وضعت جراء هذا الاتفاق وكأنها بمصاف الاتفاق النووي".
وعن ارتباط الهجوم على "الاتفاق المسيحي" بالخلاف القانوني مع جعجع يقول "نحن قناة نطرح أسئلة بعد كل قرار سياسي يؤخذ في لبنان وهذا حقنا، ومن يريد أن يظهر على شاشتنا ويقول أن الاتفاق الذي حصل لم يشهد مثله لبنان منذ 1982 أهلا وسهلا به".
وتابع "خلافي مع جعجع بدأ منذ 2007، لكنْ هناك فصل بين الخلاف الشخصي والقرارات السياسية، نحن نغطي أخباره كغيره من السياسيين، ولم نقم بمقاطعته رغم الخلاف".
وعن هجوم غانم ومعلوف وحداد على الاتفاق يشرح "هل يقوم سركيس نعوم باستشارة نائلة تويني قبل كتابة أي مقال؟ بالطبع لا. ومارسيل غانم لم يهاجم عون وجعجع فقط بل هاجم أيضا سعد الحريري عندما رشح سليمان فرنجية وكل القوى السياسية الأخرى. أما بالنسبة لجو معلوف فهو طرح أسئلة تطرح في الصالونات وبين اللبنانيين، فيما هشام حداد هاجم سامي الجميل أكثر من جعجع وعون".
وختم حديثه بالقول: "أنا أطمح إلى صحافة حرة، يعمل فيها أحرار، ليسوا مضطرين لأخذ إذن من أحد قبل إبداء موقفهم، ونحن قناة لدينا كامل الحرية بطرح أي شيء ولسنا "غنماً" كغيرنا من القنوات".
اقرأ أيضاً: لبنان... كرونولوجيا العداء التي أوصلت إلى ترشيح جعجع لعون