وقال مصدر بوزارة الخارجية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزير الأميركي وصل إلى بغداد وكان باستقباله عدد من المسؤولين العراقيين، وموظفي السفارة الأميركية"، لافتاً إلى أنّ "برنامج الزيارة يتضمن لقاءات مع المسؤولين العراقيين، وأبرزهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي".
وأكد المصدر أنّه "من المرجح أن يبحث بومبيو، خلال الزيارة، ثلاثة ملفات بارزة؛ هي: العقوبات الأميركية على إيران، لا سيما طلب العراق مجدداً استثناءه من العقوبات في ما يتعلّق بالغاز والكهرباء على وجه التحديد، وملف الوجود الأميركي العسكري في العراق، فيما الملف الثالث هو تثبيت استقرار المدن العراقية المحررة من تنظيم داعش، وبرنامج إعادة تأهيلها وضمان عدم عودة العنف إليها"، وفقاً لقوله.
وكشف المصدر أنّ "زيارة بومبيو إلى بغداد ستستغرق يوماً واحداً على الأكثر، وهي زيارة بمهمات محددة، لكنّها ستسهم في تلطيف الأجواء بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المحرجة للعراق، أخيراً".
وقام ترامب، في 26 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، بزيارة مفاجئة للقوات الأميركية بقاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، بمناسبة عيد الميلاد، وقال إنّه ليست لديه خطط للانسحاب من العراق.
ولم يلتق الرئيس الأميركي خلال الزيارة أياً من المسؤولين العراقيين، الأمر الذي خلّف عاصفة سياسية وأمنية في العراق، وردود فعل غاضبة من قبل قوى سياسية وفصائل مسلحة مقرّبة من إيران.
وفي السياق ذاته، قال مكتب رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، اليوم الأربعاء، في بيان مقتضب، إنّ الأخير "استقبل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي وصل إلى بغداد صباح الأربعاء"، مضيفاً أنّ "الحلبوسي استقبل الوزير الأميركي مع لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي".
وبدأ بومبيو، أمس الثلاثاء، من الأردن، جولة في الشرق الأوسط تشمل ثماني دول عربية هي مصر والبحرين والإمارات وقطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت، وتستمر حتى 15 يناير/ كانون الثاني الجاري، لبحث التطورات في المنطقة، لا سيما الانسحاب الأميركي من سورية، والحرب الدائرة في اليمن، والنفوذ الإيراني.
وقال الباحث في الشؤون السياسية العراقية أسعد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "الأميركيين أبدوا مؤشرات على أنّ العراق ساحة لا يمكن الانسحاب منها مستقبلاً، وهي ساحة صراع رئيسية مع إيران، لذا نعتقد أنّ الوزير بومبيو لديه ما يعرضه على الحكومة العراقية الجديدة من ملفات حساسة ومهمة".
وأضاف عبد الله أنّ "بومبيو، على الأرجح، سيسلّم دعوة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي لزيارة واشنطن للقاء ترامب، وقد تكون هناك مقايضة من نوع ما حول العقوبات الأميركية على إيران، واستثناء العراق منها، مقابل شيء معين بالتأكيد تحصل عليه الولايات المتحدة داخل المعادلة العراقية".
وتبحث الكتل السياسية العراقية تمرير قانون في البرلمان، خلال الجلسات المقبلة، ينص على إخراج القوات الأميركية من العراق، وسط خلافات وتقاطعات في الرأي.
ويرتبط العراق مع واشنطن باتفاقية الإطار الاستراتيجي، التي نصّت على الدعم العسكري الأميركي للعراق. ويؤكد مراقبون أنّ الاتفاقية ملزمة للعراق، ولا يمكن معارضتها بقانون آخر.