بوشعيب المسعودي: الأوبئة في الفن السابع

29 يوليو 2020
(من فيلم "الإحساس المثالي" لـ دافيد ماكنزي)
+ الخط -

في كتابه "السينما والأوبئة"، الصادر حديثاً عن "مطبعة ياموس"، يتناول الطبيب والمخرج السينمائي المغربي بوشعيب المسعودي الجوائح من وجهة نظر طبية، متوقّفاً عند علاقة الفن السابع بالأوبئة.

يضمّ العمل، الذي يتضمّن عدداً من صور وملصقات الأفلام، ثلاثة فصول هي: "الأوبئة الأكثر انتشاراً في العالم"، وفيه يُقدّم المؤلّف لمحةً عن تاريخ الأوبئة في العالم، مركّزاً على الأمراض الأكثر انتشاراً؛ مثل الطاعون والجدري والإنفلونزا وإيبولا وسارس والملاريا والحمّى الصفراء والكوليرا، كما يتطرّق إلى الأوبئة التي شهدها المغرب والكتابات والدراسات التاريخية التي تناولتها.

وفي الفصل الثاني، الذي يحمل عنوان "السينما والأوبئة"، يتناول المسعودي حضور الأوبئة في الفن السابع، مستعرضاً ومحلّلاً عدداً من الأفلام الروائية التي تطرّقت إلى الموضوع؛ من بينها: "الحمّى السوداء" لـ إيلي روث، و"إنذار" لـ فولفغانغ بيتريس، و"الإحساس المثالي" لـ دافيد ماكنزي، و"يوم القيامة" لـ نيل مارشال، و"عدوى" لـ لويجي كوزي.

السينما والأوبئة - القسم الثقافي

في مقابل هذا الحضور في السينما العالمية، يُشير المؤلّف إلى غياب ما يُسمّيه "السينما الوبائية" عربياً، مضيفاً أنَّ الأفلام العربية تناولت موضوع الأوبئة بشكل غير مباشر؛ كما في أفلام: "صراع الأبطال" لتوفيق صالح، و"اليوم السادس" ليوسف شاهين"، و"عاصفة في الريف" لأحمد بدر خان"، و"النوم في العسل" لشريف عرفة.

ويعتبر المسعودي أنَّ ما يُميّز الأفلام التي تناولت موضوع الأوبئة هو واقعيتها واعتمادها على الإثارة، وأنّ هذا النوع من الأعمال السينمائية يتطلّب مخرجين ذوي رؤية فنّية عالية وإلمام بالجوانب العلمية، مضيفاً أنّ جائحة "كوفيد-19" أعادت إحياء الاهتمام بهذا النوع السينمائي.

من الأفلام الوثائقية التي يستعرضها هذا الفصل: "المستعمرة" لـ أبو بكر شوقي، و"كيف تنجو من الطاعون" لـ ديفيد فرانس، و"مقاتل إبولا: بطل بألف وجه" لـ جويل. ن كلارك، و"الفيروس التاجي من 93 مصاب إلى 0: ما الذي فعلته هذه المدينة الصينية لاحتواء الفيروس؟" لـ ريو تاكيوتشي.

في الفصل الثالث والأخير، "كورونا ووسائل التواصل الاجتماعي"، يتناول الكاتب دور وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة وباء كورونا، معتبراً أنّ وسائل التواصل الاجتماعي برهنت على أهميتها وضرورتها في هذا الظرف الصحّي العالمي، مشيراً أيضاً إلى جانبها السلبي المتمثّل في نشر الأخبار الزائفة.

في خاتمة الكتاب التي حملت عنوان "كورونا الخاتمة"، يُشير المسعودي إلى أنّ أفلام الأوبئة تبقى أعمالاً فنّية ولا تُقدّم العلم على عكس ما تدّعيه، مرجّحاً أنها غالباً ما تستثمر في الخوف لأغراض ترتبط بالترفيه. 

يُذكر أن بوشعيب المسعودي طبيب متخصّص في العظام ومخرج سينمائي، من أفلامه: "أسير الألم"، و"أمغار"، كما صدرت له عدّة كتب من بينها: "تيه ومتاهة في عالم الطب"، والكتابُ الجديد هو ثالث مؤلّفاته في مجال السينما بعد كتابيه: "الوثائقي أصل السينما" (2012)، و"الثقافة الطبية في السينما" (2018).

المساهمون