بوسكيتس دورتموند وكانتي إيفرتون.. الارتكاز قبل الهداف أحياناً

10 أكتوبر 2016
ثنائي عالمي على خطى بوسكيتش برشلونة (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -

العمل أم الموهبة؟ يجيب عراب الكرة السوفييتية وأستاذ الأوكران، فاليري لوبانوفيسكي، قائلاً "يعود الفضل في النجاح الكروي إلى العمل الجاد بنسبة تصل إلى 95%، بينما تتضمن الموهبة نسبة لا تزيد عن 5% فقط. أنت تحتاج إلى بناء اللاعب خطوة فخطوة، تعمل معه بشكل فردي وجماعي، تعطيه نصائح تكتيكية وأخرى شخصية، تغرز فيه التواضع والاستماع، هي مهارات يحتاجها أي لاعب حتى يصل إلى قدر مميز من النجاح. وأكثر اللاعبين الذين يلتزمون بهذه الصفات هم جنود الارتكاز".

مقارنة للتاريخ
خلال فترة تألق نغولو كانتي مع ليستر سيتي، الفتى الفرنسي الصغير الذي وصفه رانييري بأنه لا يمل ولا يكل من الجري، ويستطيع الركض المتواصل طوال التسعين دقيقة. لعب كانتي دور البطل المجهول في تكتيك ليستر، ليذهب الثناء والشكر إلى الثنائي محرز وفاردي، لكن بمجرد انتقال الارتكاز إلى تشلسي، تحول فريق كلاوديو إلى نسخة أقل جودة على صعيد الأداء والنتائج.

ربما بسبب عوامل كالجنسية وطريقة اللعب والنسيان الإعلامي، تحدث كثيرون عن الشبه بين كانتي وماكيليلي، لدرجة أن متوسط ميدان منتخب فرنسا شارك فيما بعد أساسياً رفقة الديوك في يورو 2016، بسبب قوته في الافتكاك، وتواجده كحائط دفاعي أولي أمام خط الظهر، وإعطائه الفرصة لزملائه بالمساندة الهجومية إلى الأمام.

وعندما حاول القائمون على الصفحة الرسمية بالنادي الإنكليزي وضع مقارنة بين كانتي ولاعب آخر بلغة الأرقام، اختاروا بوسكيتس نجم برشلونة ومنتخب إسبانيا، وكأنهم يعرفون جيداً أن هذا الثنائي يمثل وجهي العملة في التكتيك الجديد، حيث الاختلاف الجوهري في طريقة اللعب، مع الاتفاق في خدمة المجموعة على طول الخط.

لا يحاول بوسكيتس قطع الكرة بالعرقلة عكس كانتي، لكنه يراهن على ذكائه الفطري بالتحرك والتمركز، عكس لاعب تشلسي الجديد الذي يندفع أكثر بدنياً نحو الكرة، ليحاول دائماً الاحتكاك بها. ويبقى هذا الثنائي ضمن الأفضل في العالم، لكن كل مدرب، مشجع، وخبير، يفضل أحدهما في فريقه، إنها مدارس في المجمل، ووجهات نظر بالنهاية.

أسد السنغال
"إنه لاعب مثالي في كل شيء، صفقة الموسم بالنسبة لي"، يصف رونالد كومان قدرات وإمكانات لاعبه الجديد إدريسا غاي، النجم الذي تعلم مبادئ اللعبة في أكاديمية ليل الفرنسي، قبل أن ينتقل إلى البريمييرليغ، ويشق طريقه مع أستون فيلا ثم التوفيز مطلع هذا الموسم، ويحصل سريعاً على الخانة الأساسية في تكتيك 4-3-3 للمدرب الهولندي الخبير.

يعتبر غايا لاعب متعدد الاستخدامات، لخلفيته الهجومية في السابق كلاعب وسط مائل للأمام، لكن بسبب سرعته وقوته البدنية، عاد بضع خطوات إلى الخلف ليصبح لاعب وسط دفاعي صريح، نتيجة مهارته الشديدة في العرقلة المشروعة، الاستخلاص الواضح، وافتكاك الكرات في نصف ملعب فريقه، مما جعله لاعب ارتكاز أقرب إلى الاتجاه اليميني، أي طريق ماكيليلي وكانتي وأقرانهم.




يشارك إدريسا كلاعب وسط مائل مع إيفرتون، تكتيك الريشة الذي انتشر في أوروبا اخيراً، ليقوم بالتغطية في العمق وعلى الأطراف، ويسمح للأظهرة بالتقدم لمساندة الهجوم دون خوف، بالإضافة إلى عودته المستمرة لتشكيل ثنائية الارتكاز رفقة باري، مع قدرته على اللعب بمفرده أمام رباعي الدفاع.

تقول لغة الأرقام، إن غاي في طريقه لتحطيم أسطورة كانتي هذا الموسم، بعد تفوقه على الفرنسي في مهارتي العرقلة والحجز الدفاعي، ليقدم نفسه كأحد أهم الحلول التكتيكية بالبطولة الإنكليزية، ويعيد اكتشاف موهبته بعد فترات طويلة من الاكتفاء بدور لاعب الظل.

موهبة دورتموند
ومن ملاعب إنكلترا إلى البوندسليغا، حيث يستحوذ بروسيا دورتموند على اهتمام معظم متابعي البطولة، بسبب العروض الجمالية لفريق المدرب توخيل، الشاب الذي أنسى جمهور السيغنال أيدونا بارك كلوب سريعاً، بالكرة الهجومية التي يقدمها، واعتماده على مواهب شابة أبرزهم على الإطلاق، جوليان فيغل، الصاروخ الألماني الجديد.

الشاب الصغير الذي يلعب كارتكاز أول، يمرر بسهولة، يتحرك بذكاء، ويملأ الفراغات وقت الحاجة، إنه واحد من أفضل الأسماء التي تتحكم في المساحة الخالية داخل الملعب. وعلى الرغم من أنه لا يلمس الكرة كثيراً مثل غيره، لكنه يستطيع مساعدة فريقه بالتمركز المثالي والتغطية المستمرة خلف نقاط الضعف.

رقمياً، عدد الدقائق التي يحصل اللاعب فيها على الكرة ثلاث دقائق، وبالنسبة لأعظم اللاعبين الذين يجيدون التصرف تكون 4 إلى 5 دقائق، أما المدافعون فتكون دقيقتين فقط، وبالتالي العبرة ليست أبداً بتحويل اللعبة إلى مجرد إحصاءات، فلاعب مثل فيجل لا يسجل، ولا يصنع أهدافاً، ونقاط دفاعه أقل من غيره، إلا أنه يعوض كل ذلك بالوقوف الصحيح داخل الملعب، من دون الكرة.

يتحرك فيغل بحرية بين الوسط والدفاع، يعود أمام مرماه لاستلام الكرة، لتتحول اللعبة إلى استراتيجية الثلاثي الخلفي، مع إمكانية كسر ضغط الخصم، بحركته الدائرية بالكرة، أو قيامه بشغل الفراغ في وبين الخطوط، أملاً في فتح زوايا التمرير أمام غيريرو وكاسترو والبقية.

يدعو جوليان خصومه إلى نصف ملعب دورتموند، يسحبهم بوقوفه بالكرة أو طلبه لها في مناطق خطيرة، قبل أن يقلب اللعب بتمريرة طولية أو كرة قطرية، إنها اللعبة التي يهدف توخيل منها إلى نقل الهجمة من جانب إلى آخر، وبكل تأكيد ارتكازه الشاب هو النموذج المثالي لتطبيق هذه الأفكار داخل المستطيل.

دلالات
المساهمون