24 اغسطس 2018
بوريس جونسون ونيران الإسلاموفوبيا
أصيل الشرعبي (اليمن)
وجهت شخصيات بريطانية انتقادات لاذعة إلى وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، لهجومه على المسلمات اللواتي يرتدين النقاب، وتشبيهه لهن بـ "لصوص البنوك وصناديق البريد". كما وصف الدين الإسلامي بالمشكلة.
تصريحات تعرّض على إثرها جونسون لانتقادات لاذعة ومطالبات بالاعتذار. كذلك اتهمه النائب عن حزب العمال، ديفيد لاميه، بـ "إذكاء نار الإسلاموفوبيا". ودعا المجلس الإسلامي البريطاني، والذي يعدّ أكبر منظمة مدنية للمسلمين في بريطانيا، حزب المحافظين إلى التحقيق في حوادث الإسلاموفوبيا ضمن أوساط الحزب، مشيرا أنّ هناك ارتفاعاً ملحوظاً في مثل تلك الحوادث.
وذكرت منظمة "تيل ماما" البريطانية، في بيان لها، "ليس لدى جونسون سوى فكرة ضئيلة عن الصحة النفسية والعاطفية، وفي بعض الأحيان المعاناة الجسدية التي تشعر بها النساء عندما تستهدفهن الكراهية".
لن أتحدث عن الحرية كما يعتقدها جونسون وأمثاله؛ وإنما عن الحرية مبدأ وقيمة إنسانية وأخلاقية، والحرية الفردية هي قول وإبداء وجهات نظر، خصوصا ما لم تمس مشاعر الآخرين. وأيضا هي دراية عميقة لعواقب المحظور، أي لاستخدام المتاح لتبرير غير المباح، فلا يسمح لشخص بالانجرار خلف تيارات متناقضة وتوجهات منحرفة عن المسار الأخلاقي، مدّعيا بذلك الحرية.
كان على جونسون أن يترفع عن مستنقع العنصرية، لكنه نسي أو تناسى أنه في بلد متحضر يوجد فيه ناس عديدون بمختلف جنسياتهم ودياناتهم، يتعايشون مع بعضهم بعضا. ولم يحترم مشاعر 4.1 مليون مسلم في بريطانيا. الكل يعلم أنّنا أحرار في التعبير عن مشاعرنا ما لم نقلّل من قيمة الآخرين. لكنه لا يدرك ذلك، وأراد الظهور على الساحة السياسية على حساب انتقاد المرأة المنقبة. ولكي يثير ضجة إعلامية استخدم تعبيراً مستفزاً، وهو تشبيه المرأه المنقبة "بلصوص البنوك".
طريقة لباس المرأة، هي حرية شخصية، ليس لأحد أن يتطفل أو يسخر منها، سواء المرأه العربية أو الأجنبية. لست مع ارتداء النقاب أو ضده، لكني أدافع عن حرية المرأة في ارتداء ملابسها، وأحترم من يقول إنّ الزي يخرج عن نطاق الحرية الشخصية، ما دام لا يتناسب مع المجتمع، ولكن لا يحق لشخص أن يسخر من الآخرين، بسبب ارتداءهم لباسا معينا.
ليس جونسون وحده الذي اتخذ هذا النهج، فهناك حزب "استقلال المملكة المتحدة" المناهض للهجرة، إذ أعلن فيما مضى أنّه سيدرج في برنامجه الانتخابي منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة. لقد زادت المشاهد التي تتجلّى فيها مظاهر التخويف من الإسلام، كالهجمات اللفظية ضد النساء اللواتي يرتدين النقاب، ونشر صورة نمطية سلبية عن المسلمين، وترويج هذه الصورة النمطية على نطاق واسع في وسائل الإعلام والخطاب السياسي. لكن الحدث الأهم مطالبة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الوزير السابق، بالاعتذار عن تصريحاته. ويدل تصريح تيريزا ماي على التحضر والرقي والترفع عن مستنقع الكراهية والتحريض على الآخرين.
لم أنتقد يوما ما أي إنسانا لديه أفكاره ومعتقداته، ولكني أنتقد من يفرض آراءه على الآخرين، أو يسخر منهم، فهل البشر آلات مضبوطة من المصنع على فكرة واحدة ورأي واحد؟
الإختلاف جزء من طبيعة البشر، لست وحدي، فحتى العصافير تغرّد معي في السماء، لنبذ التطرّف والتشدّد والتطفل على حرية الآخرين. من حقي أن أشير إلى جونسون بالعوار الذي أصاب تفكيره بسبب عدم احترام المرأة المنقبة، فهو يعتبر المرأة المنقبة غريبة ومختلفة عن المرأة الأجنبية، ونسي أنّ السيمفونية لا تصبح رائعة إلا بمقدار الإختلاف المبدع بين النغمات ودرجات السلم الموسيقي. أخيرا، ليس وحده جونسون الذي أشعل نيران الإسلاموفوبيا، فهناك كثيرون ممن يحاولون تشويه الإسلام وتقديم صورة مشوهة، لا تمثل الإسلام ولا مبادئه الداعية إلى السلام والتعايش مع الآخرين، مهما كانت معتقداتهم.
تصريحات تعرّض على إثرها جونسون لانتقادات لاذعة ومطالبات بالاعتذار. كذلك اتهمه النائب عن حزب العمال، ديفيد لاميه، بـ "إذكاء نار الإسلاموفوبيا". ودعا المجلس الإسلامي البريطاني، والذي يعدّ أكبر منظمة مدنية للمسلمين في بريطانيا، حزب المحافظين إلى التحقيق في حوادث الإسلاموفوبيا ضمن أوساط الحزب، مشيرا أنّ هناك ارتفاعاً ملحوظاً في مثل تلك الحوادث.
وذكرت منظمة "تيل ماما" البريطانية، في بيان لها، "ليس لدى جونسون سوى فكرة ضئيلة عن الصحة النفسية والعاطفية، وفي بعض الأحيان المعاناة الجسدية التي تشعر بها النساء عندما تستهدفهن الكراهية".
لن أتحدث عن الحرية كما يعتقدها جونسون وأمثاله؛ وإنما عن الحرية مبدأ وقيمة إنسانية وأخلاقية، والحرية الفردية هي قول وإبداء وجهات نظر، خصوصا ما لم تمس مشاعر الآخرين. وأيضا هي دراية عميقة لعواقب المحظور، أي لاستخدام المتاح لتبرير غير المباح، فلا يسمح لشخص بالانجرار خلف تيارات متناقضة وتوجهات منحرفة عن المسار الأخلاقي، مدّعيا بذلك الحرية.
كان على جونسون أن يترفع عن مستنقع العنصرية، لكنه نسي أو تناسى أنه في بلد متحضر يوجد فيه ناس عديدون بمختلف جنسياتهم ودياناتهم، يتعايشون مع بعضهم بعضا. ولم يحترم مشاعر 4.1 مليون مسلم في بريطانيا. الكل يعلم أنّنا أحرار في التعبير عن مشاعرنا ما لم نقلّل من قيمة الآخرين. لكنه لا يدرك ذلك، وأراد الظهور على الساحة السياسية على حساب انتقاد المرأة المنقبة. ولكي يثير ضجة إعلامية استخدم تعبيراً مستفزاً، وهو تشبيه المرأه المنقبة "بلصوص البنوك".
طريقة لباس المرأة، هي حرية شخصية، ليس لأحد أن يتطفل أو يسخر منها، سواء المرأه العربية أو الأجنبية. لست مع ارتداء النقاب أو ضده، لكني أدافع عن حرية المرأة في ارتداء ملابسها، وأحترم من يقول إنّ الزي يخرج عن نطاق الحرية الشخصية، ما دام لا يتناسب مع المجتمع، ولكن لا يحق لشخص أن يسخر من الآخرين، بسبب ارتداءهم لباسا معينا.
ليس جونسون وحده الذي اتخذ هذا النهج، فهناك حزب "استقلال المملكة المتحدة" المناهض للهجرة، إذ أعلن فيما مضى أنّه سيدرج في برنامجه الانتخابي منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة. لقد زادت المشاهد التي تتجلّى فيها مظاهر التخويف من الإسلام، كالهجمات اللفظية ضد النساء اللواتي يرتدين النقاب، ونشر صورة نمطية سلبية عن المسلمين، وترويج هذه الصورة النمطية على نطاق واسع في وسائل الإعلام والخطاب السياسي. لكن الحدث الأهم مطالبة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الوزير السابق، بالاعتذار عن تصريحاته. ويدل تصريح تيريزا ماي على التحضر والرقي والترفع عن مستنقع الكراهية والتحريض على الآخرين.
لم أنتقد يوما ما أي إنسانا لديه أفكاره ومعتقداته، ولكني أنتقد من يفرض آراءه على الآخرين، أو يسخر منهم، فهل البشر آلات مضبوطة من المصنع على فكرة واحدة ورأي واحد؟
الإختلاف جزء من طبيعة البشر، لست وحدي، فحتى العصافير تغرّد معي في السماء، لنبذ التطرّف والتشدّد والتطفل على حرية الآخرين. من حقي أن أشير إلى جونسون بالعوار الذي أصاب تفكيره بسبب عدم احترام المرأة المنقبة، فهو يعتبر المرأة المنقبة غريبة ومختلفة عن المرأة الأجنبية، ونسي أنّ السيمفونية لا تصبح رائعة إلا بمقدار الإختلاف المبدع بين النغمات ودرجات السلم الموسيقي. أخيرا، ليس وحده جونسون الذي أشعل نيران الإسلاموفوبيا، فهناك كثيرون ممن يحاولون تشويه الإسلام وتقديم صورة مشوهة، لا تمثل الإسلام ولا مبادئه الداعية إلى السلام والتعايش مع الآخرين، مهما كانت معتقداتهم.