في مسعى لتهدئة المخاوف حيال الوزن الذي سيكون عليه عملاق النفط أرامكو السعودية عند إدراجه، استحدثت بورصة "تداول" السعودية حدا أعلى لمؤشر الأسهم بنسبة 15%، فيما قال مصدران مطلعان لرويترز، إن أوبك وحلفاءها يعتزمون زيادة تخفيضات إنتاج النفط، وسريان الاتفاق حتى يونيو/ حزيران 2020 على الأقل، إذ تريد السعودية القيام بمفاجأة إيجابية للسوق قبل إدراج أرامكو السعودية.
ومن المتوقع أن تدرج شركة النفط المملوكة للدولة 1.5% من أسهمها هذا الشهر في صفقة قد تجمع أكثر من 25 مليار دولار، وتتخطى الرقم القياسي للطرح العام الأولي المسجل باسم شركة مبيعات التجزئة الصينية علي بابا ببورصة نيويورك في 2014، فيما يُعتبر الطرح العام الأولي لأرامكو اختبارا للبورصة السعودية، حيث تبلغ قيمة أضخم إدراج حتى الآن 6 مليارات دولار.
وقال المستشارون الماليون لأرامكو، في بيان مشترك اليوم الاثنين، إن الشركة استقطبت أوامر اكتتاب بقيمة تزيد عن 144.1 مليار ريال (38.4 مليار دولار) لشريحة المؤسسات من طرحها العام الأولي المزمع.
وبدأ بناء دفتر أوامر المؤسسات في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني، ولدى المستثمرين حتى 4 ديسمبر/ كانون الأول للاكتتاب.
وقالت "سامبا كابيتال" و"الأهلي كابيتال" و"إتش.إس.بي.سي العربية السعودية" إن الشركة تلقت طلبات اكتتاب من مشترين من المؤسسات لنحو 4.6 مليارات سهم حتى الآن. (الدولار= 3.75 ريالات).
مدير إدارة الأبحاث في الراجحي المالية، مازن السديري، قال إن "هذا إجراء احترازي لطمأنة المستثمرين فيما يتعلق بتأثير أرامكو على المؤشر السعودي، في حال حدوث مزيد من التصفية في المستقبل أو في حال ارتفاع سعر السهم".
وأضاف أن الإجراء سيحد من خطر أي ورقة مالية تمثل نسبة مئوية كبيرة من المؤشر وتصبح خطرا كبيرا بالنسبة للسوق، وكذلك وضع حد لارتباط المؤشر بسعر النفط.
في غضون ذلك، تناقش منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون اتفاقا من المقرر أن يضيف ما لا يقل عن 400 ألف برميل يوميا إلى التخفيضات القائمة، بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، فيما ينتهي الاتفاق الحالي في مارس/ آذار، فيما قال أحد المصدرين إن السعوديين "يريدون أن يفاجئوا السوق".
وقال مصدران آخران إن أحدث تحليل لأوبك، والذي أعده مجلس اللجنة الاقتصادية التابع للمنظمة، أظهر أنه في غياب تخفيضات إضافية، سيكون هناك فائض كبير في المعروض وتراكم في المخزونات في النصف الأول من 2020.
وتعارض روسيا، وهي حليف رئيسي غير عضو في المنظمة، حتى الآن زيادة التخفيضات أو التمديد لفترة أطول. لكن موسكو عادة ما تتبنى موقفا متشددا قبل كل اجتماع ثم توافق في النهاية على السياسة. وتقول مصادر إن السعودية تعكف على إقناع روسيا.
وتستفيد روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية، أيضا من أسعار النفط المرتفعة، وتعمل مع أوبك فيما يخص التخفيضات لمنع تكون تخمة نفطية، نتيجة انتعاش الإنتاج من الولايات المتحدة التي صعدت لتصبح أكبر منتج في العالم للنفط.
وقالت مصادر إن عبد العزيز بن سلمان سيتوجه إلى فيينا هذا الأسبوع، لحضور أول اجتماعاته بأوبك كوزير للطاقة في السعودية، وهو يريد أن يضمن بقاء أسعار النفط مرتفعة بالقدر الكافي خلال الطرح العام الأولي لأرامكو.