وفيما دعمت ميركل بثبات العقوبات الأوروبية على موسكو بسبب ضمِّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية ودورها في النزاع في الشرق الأوكراني، تعتبر المستشارة مُحاورة أساسية لبوتين في الملف الأوكراني.
وقال الرئيس الروسي في مؤتمر عقب اللقاء، إن روسيا تدين أي استخدام للأسلحة الكيميائية وتريد إجراء تحقيق كامل ونزيه في هجوم بالغاز السام في مدينة خان شيخون بسورية، الشهر الماضي.
وأضاف بوتين: "يجب الوصول إلى المذنبين ومعاقبتهم. لكن لا يمكن فعل هذا قبل تحقيق نزيه (...) لا يمكن التوصل لحل في سورية إلا عبر الوسائل السلمية وتحت إشراف الأمم المتحدة".
من جهتها، دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، جميع الأطراف في الصراع الأوكراني إلى العمل على وقف إطلاق النار بموجب اتفاقات مينسك، قائلة إن تنفيذ تلك الاتفاقات قد يؤدي إلى رفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا.
واستبعدت ميركل الحاجة لاستبدال عملية مينسك التي تستهدف إنهاء الصراع بين المتمردين المدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا وحكومة كييف. وقالت: "بالنسبة لي الهدف هو التوصل إلى مرحلة في تنفيذ اتفاقات مينسك حيث يمكننا رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا".
في سياق آخر، قالت ميركل، عندما سئلت عن احتمال تدخل روسيا في الحملة الانتخابية في ألمانيا هذا العام، إنها ليست ممن يخافون وستواجه المعلومات غير الدقيقة بالحقائق. وقالت ميركل خلال المؤتمر: "لست شخصاً قلقاً وسأخوض الانتخابات على أساس قناعاتي".
وأضافت أن الألمان سيتعاملون بشكل حاسم مع أي حالات تتعلق بمعلومات خاطئة.
وهذه الزيارة الأولى لميركل إلى روسيا منذ زيارتها الخاطفة إلى موسكو في 10 مايو/ أيار 2015 في أوج التوتر بين روسيا والغربيين بسبب النزاع الأوكراني. آنذاك قاطعت ميركل، على غرار أغلبية الدول الغربية، العرض العسكري الروسي السنوي في 9 مايو، احتفالاً بسبعين عاماً على هزيمة ألمانيا النازية.
مذاك التقى بوتين وميركل مرات عدة بحضور الرئيسين الأوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا هولاند في صيغة لقاءات سُميت بـ"النورماندي"، للتوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية العالقة في طريق مسدود منذ إبرام اتفاقات مينسك في فبراير/ شباط 2015.
كذلك تحادث بوتين وميركل هاتفياً بانتظام. وفي الاتصال الأخير في 18 إبريل/ نيسان "أتيح صدور إعلان مشترك للمسؤولين الأربعة، ما لم يحدث منذ فترة طويلة"، على ما صرّح المتحدث باسم ميركل شتيفن تسايبرت، يوم الجمعة.
وقال "يلقي موضوعان بثقلهما على العلاقة (الثنائية)، أولهما ضم القرم المخالف للقانون الدولي، وثانيهما زعزعة استقرار أوكرانيا الشرقية بيد انفصاليين موالين لروسيا". ولطالما نفت روسيا بحزم اتهامات كييف والغربيين لها بدعم المتمردين الانفصاليين شرقي أوكرانيا، عسكرياً ومالياً.
وأكد المتحدث "أنها خلفية صعبة لا يمكن تجاهلها. لكننا نسعى إلى إشراك روسيا في اتفاقات بناءة"، مضيفاً أن ميركل وبوتين سيعقدان مؤتمراً صحافياً في (12.30 توقيت غرينتش).
تطبيع
بالنسبة إلى الكرملين ستشكل زيارة ميركل فرصة "لبحث الوضع الراهن وإمكانات تطبيع العلاقات الثنائية".
واعتبرت إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية أن لقاء بوتين وميركل يعني "أن فترة الجمود الدبلوماسي ربما أوشكت على نهايتها"، ويوجه "إشارة دبلوماسية قوية" بشأن إرادة البلدين استئناف الحوار.
إلى جانب الملف الأوكراني تهدف زيارة المستشارة الألمانية خصوصاً، إلى الإعداد لقمة مجموعة العشرين المقبلة المقررة في 7 و8 يوليو/تموز في هامبورغ (ألمانيا)، بحسب ما أفاد مصدر حكومي ألماني.
وكانت المستشارة الألمانية قد زارت السعودية، يوم الأحد، للإعداد لقمة مجموعة العشرين التي باتت صيغة اللقاء الوحيدة المتوافرة بين روسيا والقوى الكبرى الأخرى، نظراً لاستبعاد موسكو من مجموعة الثماني، والتي أصبحت مجموعة السبع.
غداة لقاء ميركل، من المقرر أن يستقبل بوتين، غداً الأربعاء، في سوتشي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدما شهدت علاقات تركيا مع ألمانيا توتراً حاداً.
(فرانس برس، رويترز)