بوتين لسحب تفويض التدخل بأوكرانيا والهدنة على وشك الانهيار

25 يونيو 2014
الانفصاليون يخرقون الهدنة بإسقاط مروحية تابعة لكييف (إيليا بيتاليف/Getty)
+ الخط -

في خطوة غير متوقعة، وبعد جولة أولى من المفاوضات بين أطراف النزاع في أوكرانيا، تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطلب إلى مجلس الفيدرالية لإلغاء التفويض الصادر عنه بتاريخ 1 مارس/آذار، الذي يخوله استخدام القوات المسلحة على أرض أوكرانيا. ذلك ما نقلته وكالة "إنترفاكس" مساء 24 يونيو/حزيران. وقد وجه بوتين كتاباً بهذا الشأن في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران، إلى رئيس مجلس الفيدرالية، فالينتينا ماتفيينكو، قبيل زيارته الرسمية إلى النمسا.

وطلب الرئيس بوتين في الأول من مارس/آذار الماضي من المجلس تفويضه باستخدام القوات المسلحة الروسية على أرض أوكرانيا. وأثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده بوتين في فيينا تحدث عن رسالته إلى مجلس الفيدرالية، قائلا:" طلبي التفويض كان مرتبطا بالأحداث في القرم. ولم أستبعد حينها استخدام القوات المسلحة. ولكن كما تعرفون، والحمد لله، لم نستخدمها...وأما التشكيلات المسلحة التي استخدمناها فلكي يتمكن أهالي القرم من التعبير عن إرادتهم الحرة، ولم يتم، والحمد لله استخدام قتالي للقوات الروسية في القرم".

جولة مفاوضات أولى: هل من ثانية؟

عشية إعلان بوتين رغبته في سحب التفويض باستخدام القوة في أوكرانيا من يده، كانت قد بدأت في إدارة منطقة دونيتسك (شرق أوكرانيا) مفاوضات بين ممثلين عن السلطة الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد.

ووفقا لوكالة "إنترفاكس الروسية" شارك في المفاوضات كل من: سفير روسيا في أوكرانيا، ميخائيل زورابوف، وممثل رئيس منظمة التعاون والأمن الأوروبي، هايدي تليافين، ورئيس أوكرانيا الأسبق، ليونيد كوتشما، ورئيس منظمة "الخيار الأوكراني" الاجتماعية، فيكتور ميدفيدشوك، ورئيس وزراء جمهورية دونييتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد، ألكسندر بورودين، وزعيم حركة "جنوب-شرق" المرشح السابق لانتخابات الرئاسة الأوكرانية، أوليغ تسارييف، وممثلون عن جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة من طرف واحد. علما بأن الرئيس الأوكراني الأسبق، لونيد كوتشما، يمثل السلطات الأوكرانية الحالية في المفاوضات.

بنتيجة الجولة الأولى من المفاوضات، اتفقت الأطراف على وقف إطلاق النار. ففي دونيتسك تم الاتفاق بين سلطات كييف وتشكيلات المقاتلين على وقف إطلاق النار حتى الساعة العاشرة من صباح يوم 27 يونيو/حزيران.

ووفقا لما نقله موقع (rnbo.gov.ua) عن زعيم حركة "جنوب شرق" أوليغ تسارييف، فإن الجولة المقبلة من المفاوضات يمكن أن تجري في سلافيانسك. فقد طلب أنصار الفيدرالية من ممثلي كييف ذلك. وكان مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني قد أعلن أن المقاتلين الانفصاليين قد التزموا وقف إطلاق النار، من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء بتوقيت كييف. ويمكن الحديث عن وقف فعلي لإطلاق النار من قبل جميع الأطراف. وأضاف العسكريون الأوكرانيون، وفقاً للموقع إياه، أنه لم تسجل محاولات لاحتلال مبان حكومية ومواقع عسكرية ونقاط أخرى خلال اليوم.

وقد أفادت وكالة "ريا نوفوستي"، نقلاً عن مكتب الرئاسة الأوكرانية الصحفي، باقتراح أن تقوم روسيا بدور مراقب للمفاوضات. فالرئيس الأوكراني، بيوتر بوروشينكو، اقترح على روسيا إشراك مفتشيها في مجموعة مراقبي بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لمراقبة وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا. ووفقا لما جاء في الخبر فقد قدم " بوروشينكو رسمياً عرضا للجانب الروسي لإرسال مفتشين للمشاركة في بعثة الأمن والتعاون الأوروبي ليشهدوا على تنفيذ وقف إطلاق النار من الجانب الأوكراني". وأشير إلى أن الرئيس بوروشينكو قدّم هذا العرض أثناء محادثة هاتفية مع المستشار الألماني، إنجيلا ميركل.

الهدنة لم تصمد

صباح اليوم التالي للاتفاق (24 يونيو/حزيران) حصل تفجيران لسكة حديد في موقعين مختلفين في لوغانسك على خط "موسكو-لوغانسك". ذلك ما أعلنت عنه وكالة "أوسترو" الأوكرانية، بناء على مصادر في إدارة سكك حديد في دونيتسك. ووفقا للمصدر، فقد وقع الانفجار الأول عند الكيلومتر 959 على مقطع (كوندراشيفسكايا-نوفايا- أوغورودني)، فيما وقع الانفجار الثاني بعد نصف ساعة منه، عند الكيلومتر 954 على مقطع (كراسنوزيروفكا-أوغورودني)، ولحسن الحظ لم يوقع الانفجاران ضحايا.

وتشير إدارة سكك الحديد في دونيتسك إلى أن انفجارا آخر كان قد وقع في وقت سابق (2 يونيو/حزيران)، تحت سكة حديد شرق أوكرانيا أدى إلى خروج 14 عربة شحن من قطار بضائع روسي عن سكته. كما استهدف انفجار سابق قطارا لنقل الوقود لكنه لم يصب هدفه.

خرق الهدنة لم يأت فقط من جهة كييف، فقد أسقط مقاتلو سلافيانسك مروحية عسكرية يوم 24 يونيو/ حزيران. وقد أكد خبر إسقاط المروحية المتحدث باسم الجيش الأوكراني في منطقة العمليات، فلاديسلاف سيليزنوف.

ووفقاً له، جرت الحادثة حوالي الساعة الخامسة مساء بتوقيت كييف، في منطقة كاراتشون غير البعيدة عن سلافيانسك. وأشار إلى أن المروحية (مي-8) كانت في طريق عودتها من حاجز عسكري أوكراني بعد أن أوصلت إليه تجهيزات. وقد كتب سيليزنوف على حسابه في فيسبوك:" لجأ المقاتلون بعد أن أطلقوا صاروخا على المروحية إلى قرية بيلباسوفا الأقرب إلى المكان. وكان على متن المروحية 9 أخصائيين نفذوا مهمة تثبيت أجهزة لمراقبة المنطقة وتسجيل الخروقات لخطة التسوية السلمية للنزاع شرقي أوكرانيا. جميعهم لقوا مصرعهم".

اتهامات واستعداد لاستئناف المواجهة

إلى ذلك، أطلق رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الانفصالية المعلنة من طرف واحد، ألكسندر بوروداي، على الهدنة المؤقتة مع كييف تعبير الخدعة، كما أعلن موقع (dialog.ua). وقال بوروداي:" لم توقف كييف الحرب، فالمدفعية استمرت بقصف سلافيانسك، وسنيجنويه، ومطار دونيتسك، وهناك قتلى وجرحى من كلا الطرفين"، وأكد أن كييف تتظاهر بأنها توقف إطلاق النار حتى السابع والعشرين من يونيو/حزيران، ذلك" لأن توقيع الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي" يفترض أن يتم في هذا اليوم.

بدوره، لم يستثن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو إمكانية إلغاء عاجل لقرار وقف إطلاق النار من قبله. فقد نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن مكتب الرئاسة الأوكرانية الإعلامي، قول بوروشينكو، معللاً الاستعداد لإلغاء الهدنة:" آخذين بعين الاعتبار الخروقات المستمرة لوقف إطلاق النار من قبل المقاتلين الموجهين من الخارج...فقد فتح الإرهابيون النار 35 مرة على الجيش الأوكراني"، وجاء في الخبر أن الرئيس أعطى أمراً لقادة التشكيلات الأوكرانية المسلحة بـ" إطلاق النار دون تردد" رداً على أي هجوم قد يتعرضون له.