بوتين: أوكرانيا في حرب أهلية "حقيقية"... وعشرات القتلى بالشرق

23 مايو 2014
عزّز الجيش الأوكراني وجوده في الشرق (برندان هوفمان/Getty)
+ الخط -


أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، عن اعتقاده أن "أوكرانيا تنزلق إلى حرب أهلية". وقال في تصريحات، نقلتها عنه وكالة "رويترز"، لرجال أعمال في مؤتمر بمدينة سان بطرسبرغ، إن "هناك حالة من الفوضى تعمّ أوكرانيا، منذ الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، من السلطة".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بوتين قوله إن "الأزمة اندلعت لأن يانوكوفيتش ارجأ اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي. وتلى ذلك انقلاب، بدعم من أصدقائنا الاميركيين، والنتيجة كانت الفوضى وحرب أهلية حقيقية".
ومع ذلك، أكد أن "بلاده ستعترف بالنتيجة التي ستخرج بها الانتخابات الرئاسية الأوكرانية".

وأضاف أن "روسيا ستكون جاهزة للعمل مع القيادة الجديدة"، معرباً عن أمله "في أن تضع القيادة الأوكرانية حدّاً للعمليات العسكرية في شرق البلاد".

ميدانياً، قُتل سبعة من الانفصاليين وأُصيب 16، في اشتباك مع الجيش الأوكراني في مدينة لوغانسك شرقي أوكرانيا، اليوم الجمعة، في وقت دعت فيه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، روسيا إلى القبول بإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، في حين دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب إلى التخلي عن "جنون العظمة".

 وأفادت قناة "روسيا اليوم" بوقوع اشتباك، اليوم الجمعة، في مدينة لوغانسك شرقي أوكرانيا، وذلك بعد يوم واحد على مقتل 16 جندياً أوكرانياً، وإصابة نحو 40 آخرين، في هجوم شنّه مسلحون على نقطة تفتيش، قرب مدينة دونيتسك شرقي البلاد.

وقُتل خمسة أشخاص في كارليفكا، شمال غرب دونيتسك، بحسب "فرانس برس"، وتشير المعلومات الى أربعة من القتلى هم انفصاليون، والخامس أحد المتطوعين الذين يقاتلون الى جانب الجيش الأوكراني في الشرق.

وفي السياق، كثّفت الحكومة الأوكرانية من عملياتها العسكرية ضد الانفصاليين، قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد يوم الأحد.

وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" أن "حكومة كييف أرسلت تعزيزات عسكرية إلى ولايتي دونيتسك ولوغانسك، اللتين أعلنتا استقلالهما من طرف واحد، بعد استفتاء أجري في وقت سابق الشهر الحالي، بهدف الانفصال عن أوكرانيا".

وتقوم المدرعات العسكرية الأوكرانية التي تحاصر لوغانسك، بإطلاق قذائف مدفعية باتجاه وسط المدينة.

وأعلن الانفصاليون من قبل أنهم لن يسمحوا بإجراء الانتخابات الرئاسية في لوغانسك، التي تشهد اشتباكات منذ فترة بين الانفصاليين والقوات الحكومية، أدت إلى سقوط ضحايا من الجانبين.

واتخذ الانفصاليون تدابير أمنية مشددة للتصدي لأي عملية عسكرية، ودعوا المواطنين كافة إلى حمل السلاح من أجل الدفاع عن مدينتهم.

سياسياً، دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في مقابلة صحافية نشرت اليوم الجمعة، روسيا إلى قبول تقييم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لانتخابات الرئاسة، التي ستجري يوم الأحد المقبل في أوكرانيا.

وقالت ميركل: "أتوقع ان تحترم روسيا تقييم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي سيكون دون شك موضوعياً، وقبل كل شيء هو صادر عن هذه المنظمة ذاتها"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

ومن المقرر أن ينتشر نحو 1000 مراقب من المنظمة في أنحاء أوكرانيا، لمتابعة انتخابات الرئاسة.

وقالت ميركل إن "هذه البعثة ستقوم بواحدة من أكبر مهام مراقبة الانتخابات على الإطلاق"، وأضافت "مع الأسف امتنعت روسيا عن إرسال مراقبين في بعثة المنظمة، رغم أن الدعوة وجهت إليها لكي تفعل".

بدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب بتأجيج الأزمة الأوكرانية بما سماه "جنون العظمة" لدى الدول الغربية.

وحث لافروف، في تصريحات له، اليوم، نقلتها وكالة "أسوشييتد برس"، الغرب على التوقف عما سماه "لعبة محصلتها صفر" ضد روسيا، والبحث عن صيغة تعتمد على المصالح المتبادلة.

من جهته، وجه رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، اللوم للدول الغربية لتشجيعها الاحتجاجات الضخمة التي أدت إلى إقصاء الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا من السلطة في فبراير/شباط الماضي.

ونقلت "رويترز" عن غراسيوموف قوله، اليوم، إن موسكو ستتخذ خطوات للرد على ما قال إنه نشاط متزايد لحلف شمال الاطلسي بالقرب من حدود روسيا، على خلفية الأزمة التي تشهدها أوكرانيا.

وقال غيراسيموف "الاستعداد القتالي والاستعداد للعمليات من جانب قوات الحلف (العسكري الغربي) وكثافتها في ازدياد بالقرب من الحدود الروسية. في هذه الظروف يتعين علينا اتخاذ اجراءات للرد".

المساهمون