بوتفليقة يشارك في "حلقة ذكر" وينتصر للصوفية ضد السلفية

16 مايو 2018
بوتفليقة من أتباع الطريقة البلقايدية (العربي الجديد)
+ الخط -
شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء، في حلقة دينية بزاوية في منطقة  تيقصراين بالعاصمة، تابعة للطريقة البلقايدية التي تنسب إلى علم من أعلام التصوف هو الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد، ومركزها في منطقة الغرب ومدن وهران وتلمسان التي يتحدر منها بوتفليقة، والذي يعد من أتباعها.

وأشرف بوتفليقة بمعيّة شقيقه، على تدشين الزاوية الدينية، وأدى الصلاة داخل مسجد صغير بداخلها، قبل أن ينضم إلى عدد من المشايخ وعلماء الطرق الصوفية في الجزائر، لمشاركتهم جلسة ذكر وتكبير وتهليل. وظهر على كرسيه المتحرك، قرب شيخ الطريقة الصوفية الذي كان يجلس على كرسي متحرك أيضا، فيما افترش رجال الدين الحصائر، وهم يتلون آيات من القرآن الكريم.

وهذه المرة الأولى التي يشرف فيها الرئيس الجزائري على تدشين زاوية دينية تتبع الطرق الصوفية، لكن اللافت أنه منذ اعتلاءه سدة الحكم عام 1999، يدفع باتجاه التمكين لهذه المؤسسات غير الرسمية ضمن سياساته ذات الصلة بالشأن الديني والثقافي، كما يعمل على دعم الزوايا ماديا وتوسيع نفوذها الشعبي، بحكم كونها تمثل الإسلام المحلي ولقربها من الأوساط الشعبية، على حساب تيارات دينية أخرى، خاصة أنها توفر له دعما كبيرا، وتزكي سياساته في الاستحقاقات الانتخابية.

وأطلقت تنسيقية الزوايا الصوفية في الجزائر قبل شهرين نداء إلى الرئيس للترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المقررة عام 2019. وقال المتحدث باسمها عبد القادر باسين، إنّ "الزوايا ترى أنه لا يجوز الترشح في مواجهة الرئيس بوتفليقة مادام على قيد الحياة".

ويأتي تدشين بوتفليقة للزاوية الصوفية بمثابة انتصار منه لصالح الطرق الصوفية، ضد هجمة شديدة شنتها تيارات ومرجعيات السلفية العلمية في الجزائر، والتي تتهم الطرق الصوفية بالشعوذة والبدع.

وانتقل بوتفليقة بعد ذلك إلى زيارة مسجد الجزائر الكبير في الضاحية الشرقية للعاصمة، والذي يجري إنجازه منذ أربع سنوات، ويتوقع تسليمه نهاية السنة الجارية، ويضم أطول مئذنة في أفريقيا.

ويعدّ هذا الظهور الثاني من نوعه للرئيس عبد العزيز بوتفيلقة خلال شهر، إذ ظهر في التاسع من أبريل/نيسان الماضي، عندما دشن مسجد كتشاوة التاريخي في قلب العاصمة بعد ثلاث سنوات من إغلاقه، وخط مترو الأنفاق الرابط بين ساحة الشهداء وحي عين النعجة نقطة انطلاقه.

يدعم الزوايا الدينية (العربي الجديد)


وأغلقت السلطات الطريق السريع المؤدي إلى منطقة تيقصراين في أعالي العاصمة الجزائرية، وأدى مرور الموكب الرئاسي إلى توقف كامل لحركة السير على الطريق السريع، ما أثار استياءً كبيرا لدى السائقين بسبب هذه المبالغة في التدابير الأمنية التي تتزامن مع تحركات الرئيس بوتفليقة.

وعلق أحدهم قائلا "توقفت حركة المرور في العاصمة بسبب خروج الرئيس بوتفليقة، وكم من مريض مات في الطريق وكم من حامل وضعت في السيارة، وكم من طائرة طارت بدون مسافريها من هواري بومدين، وكم من محاكمة تأجلت بسبب عدم حضور أطرافها، وكم من طالب لم يلتحق بامتحانات الجامعات؟ وكم من موظف لم يلتحق بمنصبه".