بوادر انتفاضة أسرى في سجون الاحتلال

17 سبتمبر 2014
فعاليات تضامنية مع الأسرى (إياد البابا/الأناضول)
+ الخط -
يؤكد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال أنّهم سيشرعون في خطوات تصعيدية ابتداءً من اليوم الخميس، وذلك احتجاجاً على العقوبات التي فرضتها إدارة السجون عليهم في الآونة الأخيرة، خصوصاً منع الأهالي من الزيارة.

ويوضح "نادي الأسير الفلسطيني" أن الأسرى أبلغوا مدير الوحدة القانونية في النادي، المحامي جواد بولس، خلال زيارته لسجن "عوفر" في وقت سابق، يوم الثلاثاء الماضي، أنّ قرارهم بالشروع في الخطوات الاحتجاجية جاء عقب الردود السلبية التي تلقوها من إدارة مصلحة السجون يوم الاثنين خلال اجتماع بين قيادة الأسرى في "عوفر" ومسؤولين في مصلحة السجون بشأن زيارة العائلات.

بدوره، يؤكد بولس أنّ نادي الأسير يتابع بعض الشكاوى في المسار القانوني، ورفع قضايا باسم عائلات الأسرى الممنوعة من الزيارة.
ويجمع الأسرى على أن هناك خيارات عدة كخطوات احتجاجية ضد العقوبات وسياسة حرمان بعض الأسرى من زيارة عائلاتهم، تبدأ بإعلان التمرد داخل السجون، والذي يتمثّل في عدم الانصياع لأوامر السجانين، ويتبع ذلك تقديم مسؤولي الهيئات التنظيمية في السجون استقالتهم من تمثيلية التنظيمات، وبعد استنفاد جميع الخطوات التي تقرّها قيادة الأسرى في موعد أقصاه نهاية الأسبوع الجاري، يبقى خيار الإضراب المفتوح عن الطعام وارداً.

في موازاة ذلك، يؤكد أسرى سجني "شطة" و"جلبوع" لمحامي نادي الأسير، أن حالة من التوتر يشوبها الحذر تخيّم على السجون، وذلك بعد مرور أسبوع على استشهاد الأسير رائد الجعبري مع استمرار الإجراءات "التنكيلية" التي تفرضها مصلحة سجون الاحتلال بحقهم.

وفي السياق، أدلى الأسير محمد العزة بشهادته خلال زيارة محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين نسيم أبو غوش، له، من سجنه في "عسقلان"، أول أمس الثلاثاء، حول قضية استشهاد الجعبري، مؤكداً أن الأخير تعرّض لضرب مبرح من قبل قوات القمع الإسرائيلية "النحشون"، مما أسفر عن استشهاده الأسبوع الماضي في مستشفى "سوركا" الإسرائيلي.

وروى العزة أنه كان برفقة الجعبري في سجن "عوفر" في الثامن من الشهر الجاري، وأنه نقل والشهيد وأسير آخر يُدعى أبو جاد من قرية بيت سوريك في رام الله، إلى "معبار" سجن الرملة، ليجري توزيعهم على السجون.

وتابع: "وصلنا إلى سجن "الرملة"، وكان الوضع طبيعياً، ثم تناولنا طعام العشاء، وبعدها جلسنا نتحدث قليلاً، ومن ثم ذهبنا إلى النوم، وفي الصباح خرجنا مع قوات "النحشون" إلى سجن "إيشل"، وعند وصولنا، نزل الشهيد رائد، أما أنا فبقيت في مركبة "النحشون"، وبعد مرور ربع ساعة تقريباً، عاد أحد عناصر "النحشون" إلى المركبة، وقال لي: رائد طلع عند ربه".

وأوضح العزة أنه بعدما سمع ذلك، بدأ بالصراخ وسأل رجل "النحشون" عن سبب هذا الكلام، فلم يجبه وضربه وأغلق الباب، ومن ثم جرى نقله إلى سجن "عسقلان"، مؤكداً أن قوات "النحشون" هي التي قتلت الجعبري عمداً بالضرب المبرح بعد إنزاله من مركبة النقل بعشر دقائق.

في هذه الأثناء، قال مدير "نادي الأسير" في الخليل، أمجد النجار، في بيان صحافي: إن 90 فلسطينياً من بلدة بيت أمر، شمالي الخليل، تتراوح أعمارهم ما بين 14 و18 عاماً، تعرضوا لعمليات اعتقال، منهم 46 اعتقلوا منذ بداية حملة الاعتقالات في يونيو/حزيران الماضي.

وبيّن النجار أن قوات الاحتلال صعّدت من هجماتها على البلدة من خلال عمليات اعتقال تجري يومياً، لتصبح بذلك الأعلى في نسبة الاعتقالات، مقارنة مع البلدات التابعة لمحافظة الخليل، لوقوعها في منطقة احتكاك مباشرة مع المستوطنين.

إلى ذلك، أكد "نادي الأسير" أن سلطات الاحتلال احتجزت الأسيرين فادي جعافرة ومحمود العزة، من الخليل، لأربع وعشرين ساعة داخل غرفة حديدية، من دون أن تقدم لهما الطعام أو الشراب، إضافة إلى تعرّضهما للتنكيل.

في المقابل، أفاد مركز "أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان"، أن سلطات الاحتلال أفرجت عن النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس"، أيمن دراغمة، بعد اعتقال إداري دام ثلاثة أشهر. وبالإفراج عن دراغمة يتبقى في سجون الاحتلال 31 نائباً ووزيران.

دلالات
المساهمون