بوادر أزمة جديدة بين الخرطوم وحكومة طبرق

13 اغسطس 2015
الخرطوم تحتج على ايواء طبرق حركات مسلحة دارفورية (Getty)
+ الخط -

ظهرت بوادر أزمة جديدة بين السودان وليبيا، بعد هدنة قصيرة خفت معها حدة الاتهامات بين الطرفين، فيما يتصل بالنزاع "الليبي ــ الليبي". وجاءت الأزمة على خلفية اتهام الخرطوم حكومة طبرق بدعم وإيواء إحدى الحركات المسلحة الدارفورية، والاستفادة منها كمرتزقة ضمن قوات اللواء خليفة حفتر.

وشرعت الخارجية السودانية، عبر اتصالات مع سفارتها في ليبيا، بدراسة موقف الحكومة الليبية بشأن دعم الحركات الدارفورية.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية، علي الصادق، أن الوزارة ستقرر وفقاً لتلك الدراسة ما إذا كانت ستستدعي السفير الليبي بالخرطوم من عدمه.

وكانت القوات المسلحة السودانية قد استدعت أخيراً الملحق العسكري الليبي في الخرطوم، وأبلغته احتجاجها على خطوة احتضان طبرق حركة "تحرير السودان" الدارفورية، وعدت الخطوة تدخلاً سافراً في السيادة الوطنية ومهدداً للأمن السوداني والإقليمي.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أنّ الخطوة من شأنها توتير علاقة الطرفين، وإعادتها للمربع الأول بعد تحسّنها نسبياً، عقب زيارة رئيس الوزراء الليبي، عبدالله الثني، الخرطوم.

ويقول المحلل السياسي، أحمد عبد المعطي، لـ"العربي الجديد"، إنّه من الواضح أن هناك أزمة مكتومة بين ليبيا والسودان، بدت دلائلها بانسحاب الجانب الليبي من القوات المشتركة المنتشرة على الحدود، وهو ما شكّل علامة استفهام كبيرة لدى الجانب السوداني، الذي اعتمد على تلك القوات في إغلاق ثغرة نشاط الحركات المسلحة السودانية هناك.

ويلفت عبد المعطي إلى أنّ "مخاوف الخرطوم تتصل بأن الخطوة من شأنها تقوية الحركات المسلحة، التي تراهن على أنها في أضعف حالاتها، مما يشعل معه الحرب من جديد في دارفور بطريقة أكثر ضراوة، لا سيما وأن المقابل لمشاركة الحركات في القتال الليبي ــ الليبي هو المزيد من الدعم اللوجستي".

وكان اللواء خليفة حفتر قد اتهم الخرطوم بدعم فصيل من الفرقاء الليبيين "الإسلاميين"، لكن الخرطوم أبدت محاولات للتقرب من حفتر، إذ تخشى أن يعمد إلى احتضان الحركات الدارفورية، وتقويتها واستخدامها ضدها.

وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أكد وزير الخارجية السوداني السابق، علي كرتي، نجاح الحكومة في إفشال مخططات الحركات السودانية المسلحة، في تحريض حفتر ضد نظام الخرطوم، مشيراً إلى حرصها على أن تكون في مسافة واحدة من كل الفرقاء الليبيين.

وأبلغت مصادر، "العربي الجديد"، أن الحكومة أجرت بالفعل اتصالات مكثفة طوال الأشهر الماضية بحفتر، في محاولة لتحسين الأجواء، لكنها حتى تاريخ اليوم لم تثمر، لا سيما وأن الرجل بقي مصراً على اتهام  الخرطوم بدعم قوات "فجر ليبيا".

اقرأ أيضاً: الحوار السوداني الشامل: مرونة حكومية لترميم شرعيتها ومهمة أمبيكي

المساهمون