حجز فريق الأهلي الإماراتي مقعده في المشهد النهائي لمسابقة دوري أبطال آسيا، بعدما هزم ضيفه، الهلال السعودي، (3 - 2) في المباراة الدراماتيكية المثيرة، التي جمعت الفريقين مساء اليوم، الثلاثاء، على إستاد النادي الأهلي الإماراتي، في إياب نصف نهائي المسابقة الآسيوية.
وشهدت المباراة تقلبات مثيرة في نتيجتها؛ فبعدما تسيّد الأهلي الإماراتي النتيجة في الشوط الأول بهدفين نظيفين؛ استغل الهلال حالة التراجع الغريبة، التي طرأت على ألعاب الأهلي في الشوط الثاني، لينجح في تعديل الكفة بهدفين.
وفي الوقت القاتل جاء رد الأهلي عنيفا، حينما سجل الهدف الثالث في الدقيقة الخامسة من الوقت بدلا من الضائع، ساهم في إيقاف أفراح الهلاليين بشكل مفاجئ، ونقل الفريق الإماراتي للمباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، ليضرب موعدا مع الفائز من مواجهة غامبا أوساكا الياباني ونظيره غوانزو الصيني، والمقررة يوم الأربعاء والتي فاز في ذهابها الفريق الصيني 2-1.
وكانت مباراة الذهاب قد انتهت أيضا بتعادل الفريقين 1-1 الشهر الماضي في الرياض، وتأهل الأهلي للمباراة النهائية المقررة في السابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، فيما تقام مواجهة الإياب في 21 من ذات الشهر.
الأهلي ...إصرار وتسجيل
شكلت البداية الحذرة من الفريقين جزءا بسيطا من انطلاقة الشوط الأول، سرعان ما تحولت لطلعات هجومية خاطفة هدفها اصطياد الشباك، ورغم بعض الهبّات التي أظهرها الضيف السعودي، إلا أن الأهلي الإماراتي كان الأفضل نسبيا من حيث الانتشار وتنويع الألعاب بالاختراق عبر الأطراف ومن العمق، فيما ركز الهلال على إغلاق مناطقه الدفاعية خوفا من تلقي هدف مبكر.
الأهلي نجح في التمركز في وسط الملعب وتشكيل ثقل مميز أعطى الأفضلية للفريق؛ فعمد الثلاثي ماجد حسن وحبيب الفردان وإيفرتون ريبيرو إلى السيطرة على منطقة العمليات، من أجل المساهمة في إتاحة الفرصة أمام أحمد خليل والحمادي وليما لإشغال دفاعات الهلال في الوقت الذي تفرغ فيه رباعي الدفاع، هيكل وكوون كيونغ وسالمين خميس وصنقور، لتنظيف المنطقة المحرمة من أية أطماع هلالية لحماية مرمى الحارس، أحمد محمود.
احتاج صاحب الأرض لـ 17 دقيقة فقط كي يترجم أفضليته إلى هدف التقدم، حينما توغل النجم أحمد خليل داخل مناطق الهلال، ومرر كرة لزميله ليما، وسط غياب المتابعة من لاعبي الهلال، ليودعها الأخير في الشباك بسهولة هدف الأهلي الأول في الدقيقة 17.
الهدف شكل صدمة على الهلاليين، الذين باتوا يبحثون عن التعديل معولين على تحركات ياسر الشهراني وسالم الدوسري وسعود كريري ونواف العابد في الوسط، لكنهم فشلوا في تعزيز الحضور الهجومي للثنائي إدواردو والميدا اللذين قبعا تحت وطأة الرقابة الدفاعية، فيما تعرض رباعي الدفاع الهلالي أحمد شراحيلي وكواك تاي هي ومحمد جحفلي وعبد الله الزوري للضغط من قبل لاعبي الأهلي، وفي تلك الأثناء كاد أحمد خليل أن يضرب من جديد حينما توغل من ميسرة الهلال، وسدد الكرة بقوة في جسد الحارس عبد الله السديري، تبعه ليما بتسديدة قوية أخرى مرت بجانب القائم.
تبديل وصدمة
شعر مدرب الهلال بمشكلة الفريق، فزج بلاعبه محمد الشلهوب بديلا لأحمد شراحيلي في ظل عدم خشيته على شيء، وطالبه بالتسجيل بأية طريقة، فيما خرج مدافع الأهلي صنقور مضطرا نظير إصابته، ليشرك مدرب الأهلي لاعبه وليد عباس بدلا منه، وكاد الهلال يسجل التعادل لكن إلتون الميدا لم ينجح في استغلال الكرة، التي وصلته من الدوسري لتمر بجانب المرمى.
وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع نهاية الشوط الأول، مرر القائد أحمد خليل كرة ذكية للبرازيلي إيفرتون ريبيرو، الذي رفعها من فوق حارس الهلال هدفا ثانيا للأهلي في الدقيقة 45 صعّب به مهمة الهلال للتأهل.
الهلال ينتفض
ولم يعد الهلال يخشى شيئا فانطلق بثقة أكبر في الشوط الثاني، ودفع مدربه دونيس بمهاجمه ناصر الشمراني بدلا من سالم الدوسري لتعزيز الحضور الهجومي، وكاد قائد الفريق محمد الشلهوب أن ينجح في تقليص الفارق لكن تألق حارس الأهلي، أحمد محمود، في صدها ساهم في إبعاد الخطر.
وفي غضون خمس دقائق كثف الهلال من تواجده في مناطق الأهلي، حتى حصل على مراده بعدما سجل لاعبه البرازيلي الميدا هدف تقليص الفارق في الدقيقة (50)، بعدما استقبل الكرة الرائعة من سعود كريري "بالكعب" ليودعها الميدا بالشباك هدفا اشتعلت معه مجريات المباراة.
ظهر الهلال بشكل مغاير مع دقائق الشوط الثاني وبعد الهدف الأول، وبدت الجدية أكثر من لاعبيه، فتألق الشلهوب في إزعاج دفاعات الأهلي بتمريرات خطيرة قبل أن ينتفض الهلال بتسجيل هدف التعادل الثاني بفضل لاعبه البرازيلي، كارلوس إدواردو، الذي أطلق كرة صاروخية استقرت في شباك حارس الأهلي هدفا في الدقيقة (64) أعاد ممثل السعودية للمباراة من جديد.
التعادل تسبب في تراجع غريب لدى صاحب الأرض، فبسط الهلال سيطرته على المجريات واضطر مدرب الأهلي كوزمين إلى سحب لاعبه أحمد خليل وإشراك أسامة السعيدي، لإعادة الأمور لنصابها.
هدف تاريخي قاتل
حاول أصحاب الأرض البحث عن هدف ثالث يؤهلهم، فهاجموا من مختلف المحاور، لكنهم اصطدموا بدفاع هلالي متين، استمر حتى الوقت الضائع الذي شهد هدفا قاتلا، حينما سجل الكوري كوون كيونغ هدفا في الدقيقة 95 ليعلن الأفراح الإماراتية بالتأهل للنهائي لأول مرة في تاريخه.
اقرأ أيضاً..
حافلة بايرن ميونخ تصطدم بسيارة في طريقها لمواجهة آرسنال!