وكانت قوة من جهاز الأمن القومي، والذي يخضع لسيطرة الحوثيين، اعتقلت في العاشر من أغسطس/آب الجاري، 68 بهائياً، خلال ملتقى شبابي في العاصمة صنعاء. الملتقى انعقد خلال الفترة من 3 إلى 10 أغسطس/آب، بتمويل داخلي، وهو نشاط سنوي مفتوح يهدف إلى "رفع مستوى وعي الشباب بحسّ الولاء الوطني النابع من الولاء لله" بحسب أدبيات الملتقى.
وفي هذا الإطار، يقول المتحدث باسم الطائفة البهائية في اليمن عبد الله العلفي لـ"العربي الجديد": "يوم اختتام الملتقى، اقتحم أفراد الأمن القومي مؤسسة يمن جود التي نظمنا فيها الملتقى. كان الشباب مع المدربين والإداريين يلتقطون صورة جماعية في حوش المؤسسة، فاقتحم المكان أكثر من 20 فرداً ملثمين بزي عسكري غير موحد. واعتقلوا كلّ الموجودين".
ويؤكد أنّ من بين المعتقلين نساء وفتيات وصغاراً بين عمر 12 و15 عاماً، وأنّ ضابط مجموعة الأمن قال إنّ لديهم توجيهات بالقبض على المشاركين في الملتقى. يتابع: "نحن -البهائيين - نؤمن أنّ الإنسان خلق للمحبة والتطور والارتقاء، وأنّ الأديان إنّما جاءت للألفة والتسامح والمحبة بين كلّ الناس وليس للعداء. والطائفة البهائية تنظم سنوياً ملتقى للشباب في جميع دول العالم، وبدورنا نظمنا هذا الملتقى تزامناً مع غيرنا حول العالم".
وبخصوص أسباب الاعتقال، أضاف: "بالتأكيد هو لأسباب دينية. وربما هناك توجيهات من النيابة الجزائية المتخصصة بذلك. اعتقال البهائيين في الملتقى هو امتداد لقضية البهائي حامد بن حيدرة المعتقل منذ عام 2013، والمنظورة قضيته في المحكمة الجزائية".
اضطهاد
من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، الحوثيين إلى الإفراج عن 27 من أتباع الطائفة البهائية يحتجزونهم منذ أسبوع. وقالت المنظمة في بيان: "على جماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على بعض أجزاء اليمن أن تضمن بشكل فوري الإفراج عن الأفراد الـ27 من الطائفة البهائية الذين احتجزوا في العاصمة صنعاء لأسبوع من دون أي اتهام".
واعتبرت هذا الاحتجاز "حالة صارخة من الاضطهاد في حق أقلية دينية". كذلك، أشارت إلى أنّ البهائيين عانوا أيضاً من الاضطهاد وأعدم عدد من أفراد الطائفة إبان حكم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والذي استمر 33 عاماً.
وأوضحت المنظمة أنّ "مسلحين مقنعين من مكتب الأمن الوطني اقتحموا في العاشر من أغسطس/آب ورشة عمل شبابية للبهائيين في صنعاء وأوقفوا 65 شخصاً، من بينهم 14 امرأة وستة أشخاص ما دون الثامنة عشرة من العمر". وفي حين أشارت إلى الإفراج عن عدد من هؤلاء خلال الأيام الماضية، أوقف الحوثيون بهائيين آخرين الثلاثاء. وقالت المنظمة إنّ الحوثيين لا يسمحون للمحتجزين بلقاء أقاربهم أو التواصل مع محامين.
وفي هذا الإطار، قالت نائب مدير منظمة العفو في الشرق الأوسط ماغدالينا مغربي إنّ "التوقيفات الاعتباطية للبهائيين لحضورهم حفلاً سلمياً، غير مبررة على الإطلاق". واعتبرت الخطوة "المثال الأحدث على اضطهاد السلطات لحقوق الأقليات الدينية". ودعت مغربي الحوثيين (زيديون) إلى "إنهاء تحرشهم بالأقليات واحترام الحق بالحرية الدينية".
حيدرة
وكانت السلطات اليمنية قد اعتقلت في ديسمبر/كانون الأول 2013 حامد حيدرة (52 عاماً)، وأخفي قسرياً لمدة 9 أشهر، قبل إحالته إلى محكمة متخصصة في أمن الدولة بعدة تهم، أبرزها "التخابر مع إسرائيل والإساءة إلى الإسلام".
وتقول النيابة إنّ حيدرة مواطن إيراني اسمه "حامد ميرزا كمالي سروستاني" وتتهمه بـ "انتهاك استقلال الجمهورية اليمنية ووحدتها، والإساءة إلى الإسلام، والردة". لكنّ أفراد الطائفة البهائية يؤكدون أنّ حيدرة مواطن ولد في اليمن، وأنّ "هذه التهم ملفقة الهدف منها محاربة الطائفة البهائية والقضاء عليها بالرغم من أنّها أحد مكونات المجتمع اليمني"، بحسب بيان عن الطائفة.
وظهر العشرات من أفراد من الطائفة البهائية في اليمن، يوم 3 أبريل/ نيسان الماضي، لأول مرة بشكل علني، في وقفة تضامنية مع حامد كمال بن حيدرة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة شرقي صنعاء.
ويجرّم قانون الجرائم والعقوبات اليمني ترك الإسلام إلى ديانة أخرى. وتؤكد المادة 259 الخاصة بحدّ الردة على عقوبة الإعدام في أفعال "الردّة عن الإسلام، والجهر بأقوال تنافي قواعد الإسلام وأركانه، والجهر بأفعال تنافي قواعد الإسلام وأركانه".