بن سلمان دعا روسيا سراً عام 2015 كي تتدخل في سورية

17 اغسطس 2020
نصح بن زايد ولي العهد السعودي بالعثور على أصدقاء أبعد من واشنطن (الأناضول)
+ الخط -

يكشف نصّ الدعوى القضائية التي رفعها مسؤول الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري ضدّ ولي العهد محمد بن سلمان في واشنطن، عن أن الأخير قلب في صيف عام 2015، عندما كان وزيراً للدفاع، السياسة الخارجية لبلاده وأعطى ضوءاً أخضر سرياً لتدخل روسيا في سورية.

وتشير صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير نشرته الأحد، إلى أن الجبري يزعم في دعواه أن هذا التحول المفاجئ في المسار من قبل الرجل الذي أصبح الآن ولياً للعهد، أثار قلق مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" آنذاك جون برينان، الذي التقى الجبري في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015 لنقل توبيخ من إدارة باراك أوباما.

وعبّر برينان، وفق نص الدعوى، عن قلقه من أن المدعى عليه بن سلمان كان يشجع التدخل الروسي في سورية، في وقت لم تكن فيه روسيا بعد طرفاً في الحرب هناك. وبحسب المصدر نفسه، فقد نقل الجبري رسالة برينان إلى بن سلمان، الذي تجاوب معها بغضب.

ويقول الجبري إن اجتماعاته مع برينان كلّفته وظيفته كثاني أقوى رجل في الاستخبارات السعودية، فضلاً عن ارتباط بلاده بالـ"سي آي إيه".

وقدّم الجبري اتهامه بمحاولة القتل خارج نطاق القضاء باعتبارها "انتهاكاً صارخاً لقانون الولايات المتحدة والأعراف والمعايير الدولية".

ولم تعلّق الحكومة السعودية ولا سفارتها لدى واشنطن على هذه المزاعم، كما أن الجبري لم يقدم أدلة على ذلك، علماً أن "ذا غارديان" قالت إنها "لم تتمكن من التحقق من المزاعم بشكل مستقل".

ورأت الصحيفة البريطانية أن الادعاء بأن بن سلمان دعا روسيا سراً للتدخل في سورية، في وقت كان بشار الأسد على وشك السقوط، هو بمثابة "قنبلة".

وتلفت الصحيفة إلى زيارة قام بها بن سلمان إلى سان بطرسبرغ في يونيو/حزيران 2015 حيث التقى بوتين، ووقع معه اتفاقات تعاون في مجالات النفط والفضاء والطاقة النووية، لكنهما ناقشا أيضاً، وفق دعوى الجبري، دخول روسيا الحرب السورية. وعندما سمعت الـ"سي آي إيه" بالمباحثات بين بن سلمان وبوتين، طلب برينان من الجبري عقد لقاء عاجل في يوليو/تموز في دبلن، وفق مصدر مطلع على المداولات بين الجانبين، قال إن "الأميركيين كانوا غاضبين. كان الأمر كما لو أن الأسد على وشك أن يتلقى ضربة قاضية، وأعطاه محمد بن سلمان قبلة الحياة".

ورفض برينان التعليق على ادعاءات الجبري، كما أن المسؤولين السعوديين لم يردوا على طلبات للتعليق.

ويقول الدبلوماسيون الغربيون إنه بعد فترة قصيرة من تعيين محمد بن سلمان وزيراً للدفاع، تأثر كثيراً بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، شاب ناشئ آخر صاحب أفكار راديكالية.

وقال مصدر مطلع على تسلسل الأحداث في عام 2015، إن بن سلمان وبن زايد التقيا في معرض "أيدكس" للسلاح في أبوظبي في فبراير/شباط من ذلك العام، مضيفاً أن هذه اللحظة "كانت نقطة تحوّل في طموح ورؤية ومعتقدات بن سلمان".

وتلفت الصحيفة إلى أنه يُقال إن بن زايد جادل بأن خطر ثورة الإخوان المسلمين في سورية كان أكبر من خطر نجاة الأسد، من وجهة نظر ممالك الخليج.

وتقول الصحيفة إن الأمير الإماراتي أقنع نظيره السعودي الطموح بأنه إذا أراد منافسة ولي العهد السعودي آنذاك، ابن عمه الأمير محمد بن نايف، والإطاحة به، عليه العثور على أصدقاء أبعد من واشنطن.

وأفاد المصدر بأن بن زايد قال لبن سلمان إنه عليه البدء ببناء تحالفات جديدة، وإن عليه الاستدارة نحو الصين وروسيا، لافتاً إلى أن بن زايد على علاقة جيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

المساهمون