وشدد بنكيران، في كلمة له، اليوم الأحد، أمام أعضاء في حزبه، على أن المناصب ما كانت لتهم حزبه الذي فاز في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، في خضم مرحلة ما سمي بالربيع العربي، قبل أن يقود الحكومة بائتلاف يتشكل من أربعة أحزاب مختلفة المرجعيات.
وقال بنكيران إنه "قبل دخول التجربة الحكومية، ولما كان حزبه يمارس المعارضة، كان يتراءى له أن الإصلاح سهل القيام به، بمجرد الوصول إلى الحكم"، معترفاً بالقول: "كان فينا شيء من العجلة"، قبل أن يؤكد أنه "بدخول الحكومة تبين له أن للفساد أساليب وأشخاص"، وفق تعبيره.
وعرج رئيس الحكومة إلى الحديث عن تحسّن الأوضاع في المغرب بين الأمس واليوم، وقال إن حرية الصحافة تطورت مقارنة بالماضي، وبأن تعامل السلطات الأمنية مع المواطنين تحسّن، مستدلاً بتظاهرة احتجاجية شارك فيها سنة 1980، ليتم اعتقاله وتعليقه من يديه، بخلاف حرية التعبير السائدة اليوم البلاد.
ويضيف رئيس الحكومة أن الكثير من المراقبين ورؤساء الدول والسفراء يستغربون ويسألونه عن سر الاستقرار الذي تنعم به المملكة، وكيف لا يوجد في البلاد إرهاب، وكيف تم تجاوز المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
وأبرز بنكيران أن وصوله إلى الحكومة يأتي بفضل ثلاثة أمور رئيسة: أولاً بقدرة الله، وثانياً بإرادة من الشعب المغربي الذي صوّت بكثافة لحزب العدالة والتنمية، وثالثاً بفضل الملك محمد السادس الذي اختاره رئيساً للحكومة، وكان بإمكانه اختيار غيره من شخصيات الحزب الفائز بالانتخابات.
واغتنم رئيس الحكومة الفرصة ليوجه خطابه إلى المعارضة التي تسعى إلى تبخيس منجزاته، وفق تعبيره، ودعت غير مرة إلى رحيله وتقديم استقالته، واصفاً إياها بـ"الفاشلة والضعيفة، لأنها لم تستطع تحمّل رئيس للحكومة ولايته 5 سنوات، ومنتخب ديمقراطياً من طرف الشعب".
ودعا بنكيران أحزاب المعارضة إلى مناقشته في ملفات حقيقية لم تنجز فيها الحكومة شيئاً بعد، مثل ملف تشغيل العاطلين، وملف تفاقم حوادث السير، وأيضاً قضية التعليم الذي لا يزال يعتريه الكثير من النقص، عوضاً عن اختلاق مواضيع بعيدة عن اهتمامات المغاربة.
اقرأ أيضاً: حكومة بنكيران الثالثة في مرمى المعارضة