لم يخف المدير الفني للمنتخب الجزائري، جمال بلماضي، رغبته في إقامة مواجهة ودية مع المنتخب الفرنسي، عائداً بالذاكرة للمباراة الشهيرة التي جمعت المنتخبين ودياً عام 2001 بـ"استاد فرنسا"، وعرفت فوز منتخب "الديوك" (4/1).
وكان بلماضي وراء تسجيل هدف "الخضر" الوحيد من مخالفة رائعة، لكن المباراة لم تستكمل بسبب غزو الجماهير الجزائرية لملعب المباراة ربع ساعة قبل النهاية، وعن ذلك قال بلماضي: "سيكون من الكذب القول إن ما حدث في ذلك اللقاء صدمة صغيرة، ولهذا لا أخفي رغبتي في تنظيم مواجهة جديدة ضد منتخب فرنسا. هم أبطال العالم، وهذا بالتأكيد سيسمح لنا بالتطور أكثر".
واعترف بلماضي في حوار له مع مجلة "ليكيب" الفرنسية، بأنه لا يملك أي نموذج في عالم التدريب، لكنه لم يخف إعجابه بالمدير الفني لريال مدريد، زين الدين زيدان، فتابع "ليس لدي نموذج حقاً، لكن لا أتردد في مشاهدة ما يفعله كلوب، زيدان وغوادريولا... أنت لا تدرك كم أن زيدان مدرب عظيم، لو رأينا مورينيو أو غوادريولا يفوزان بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية سنبقى نتحدث عن ذكائهما طوال سنوات".
وأضاف "لكن زيدان حقق ذلك ورأينا من هو العبقري، على الرغم من أنه لم يُحدث أي ثورة تكتيكية في كرة القدم، لكن أحياناً نبقى نتحدث عن فلسفة مدربين وهم لم يحققوا شيئاً، وفي الواقع على ماذا نحكم نحن؟ هل على الفوز؟ أو الفلسفة؟ الجماهير عندما تراك مدرباً لناديها أو منتخبها الوطني لا تريدك إلا للفوز بالألقاب ولا شيء غير ذلك".
وتحدث المدرب الشاب عن الطموحات التي يحملها مع لاعبيه في منتخب الجزائر في حال التأهل لمونديال قطر، فأشار إلى أن "الأمر لا يصدق، أن ترى قطر البلد الذي عشت فيه والذي أعطاني الفرصة لكي أصبح مدرباً سينظم المونديال، وأنا سأكون مدرباً للجزائر. نسبة توقعي لحدوث هذا الأمر كانت 0.01%".
وأردف بلماضي "لكن قبل التفكير في المونديال علينا التأهل أولاً، وطبعاً هذا لن يكون سهلاً، رغم أننا بالطبع نملك حظوظا لذلك، وفي حال نجاحنا علينا أن نكون مؤمنين بالمستحيل، ويجب أن نحمل طموحاً كبيراً من أجل الذهاب بعيداً في المنافسة".
وعاد بلماضي ليكشف عن أهم العوامل التي ساعدته على قيادة "محاربي الصحراء" للفوز ببطولة أمم أفريقيا 2019 بمصر، فقال "مباراتنا في التصفيات ضد منتخب توغو كانت مفتاح ذلك، فهناك استطعنا تحقيق الفوز خارج الديار بعد 3 سنوات عجاف، ثم غيرنا تكتيك المنتخب إلى (4/3/3)، ومنح الفرصة لبلايلي وبلعمري وتسليم شارة القيادة لرياض محرز".
وأوضح مدرب الدحيل السابق أنه "من أكثر الأمور التي وضعتها كهدف، هي رؤيتي محرز ناجحاً مع المنتخب، وقبل مواجهة توغو تحدثت معه مطولاً ووضعته أمام الأمر الواقع، وكم كان رائعاً برؤيتي له وهو يسجل هدفين في تلك المباراة".
وعن سرّ إقناعه للاعب ياسين براهيمي بأن يصبح لاعباً احتياطياً في المنتخب، بعدما كان أحد أعمدته الأساسية، أكد بلماضي أنه "تعجبني عقلية هذا اللاعب. لقد كان يعمل مثل المجنون، وفي إحدى المرات تحدثت معه واعترف لي بأن الأمر صعب وبات مقتنعاً بأن بلايلي يستحق فرصة مكانه. ما فعله ياسين أعطى قوة للمجموعة وجعل الآخرين يمشون على خطاه".
وسرد بلماضي قصته مع رد فعل الجالية الجزائرية في باريس، خاصة مع النجاح الذي حققه مع منتخب الجزائر "عندما أكون في باريس لا أدفع شيئاً، في بعض المرات مثلا أستقل سيارة أجرة مع عائلتي فلا يقبل السائق تسلم أجرته، وهذا ما يحدث لي في المطاعم كذلك".
وختم "ما يحدث يجعلني أشعر بحجم الإنجاز الذي حققناه في مصر، وأنا لا أنسى الجماهير الكبيرة التي أتت إلى ملعب ليل في مواجهة كولومبيا الودية، وكيف نفدت التذاكر بعد ساعات من طرحها، دون أن نغفل الاستقبال الجماهيري الذي حظينا به بعد عودتنا باللقب إلى الجزائر. فعلاً إنها قصة تفوق الخيال".