يقال في علم الطب "آخر مراحل العلاج الكي ثم البتر"، ولم يعد أمام المدرب الوطني الجزائري جمال بلماضي إلا اللجوء لعلاج كهذا، بعدما استوفى هو ومن سبقه من المدربين كل طرق العلاج، الحديث منها والقديم، عن طريق الأدوية أو الحقن، العلاجات الجسدية والنفسية، غير أن جسد المنتخب الجزائري المنهك بالأمراض المتعددة لم يستجب لأي علاج، وما أن يستفيق قليلا من أي نوبة، وتظهر عليه ملامح الشفاء حتى يعود إلى انتكاسة جديدة تعيده إلى نقطة الصفر.
ومع قدوم المدرب الحالي جمال بلماضي، حاول منذ البداية أن يكون علاجه نفسيا، فاستدعى معظم اللاعبين ممن مروا على المنتخب خلال السنوات الأخيرة، حاول عمل معهم جلسات علاج، بالحديث معهم جماعة و فرادى، تحدث عن المشاكل التي يعرفها هو من الداخل بحكم قربه من بعض اللاعبين قبل قدومه للمنتخب، حتى إعلاميا دافع عنه بشدة، وصرح أنه جاء ليدافع عمن أشير إليهم مرارا أنهم غير وطنيين، وأنهم لا يقدمون كل ما لديهم فوق المستطيل الأخضر، فجعل لاعبيه في راحة على أريكة طويلة وتحت ضوء خافت وموسيقى شبه صامتة، حتى يستجيبوا لعلاجه النفسي، غير أن النتيجة كانت مخيبة له بطريقة هو نفسه لم يتوقعها، ففشلوا في جلب الفوز أمام غامبيا.
بعد المرحلة النفسية بدأت مرحلة العلاج بالأدوية، فقد واصل منح لاعبيه ترياق العلاج من خلال الدفاع عنهم بشراسة خلال الندوات الصحافية، وحتى استدعاء من يشاء من اللاعبين دون أخذ آراء الخبراء أو المحللين بعين الاعتبار، ومنحهم جرعة من الثقة بإعادتهم إلى معقلهم ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، فكان للجمهور وقتها الأثر الإيجابي على صحة المنتخب، وبدا بوجه غير شاحب لكن غير منشرح، غير عليل لكن غير متعاف، غير ضعيف لكن ليس بالقوي، وسرعان ما جاءت الانتكاسة بعدها في كوتونو بهزيمة مرة لا يمكن للمدرب أو المعالج أن تمر عليه مرور الكرام.
زال الشفاء المؤقت وعاد المرض، ومعه عاد الوجه شاحبا والضعف والوهن رغم المقاومة، فجاءت الهزيمة التي جعلت المدرب يستفيق ويعرف أن طرق العلاج التي انتهجها خاطئة، وأنه ليس بأحسن ممن سبقه ممن حاولوا إعادة الروح للجسد الميت من دون أي جدوى، فما كان عليه إلا أن يعود إلى قاعدة العلاج الأصح على مر التاريخ "أن آخر مراحل العلاج هو الكي"، فكان ملجأه وقرر كي بعض اللاعبين حتى يستفيقوا من سباتهم، فكل من بلفوضيل، بن طالب، قديورة، غزال تم كيهم بعمق تاركا أثر الحروق عميقة على تلك الأماكن، لعل الأمر يأتي بالجديد، وآخرين تم كيهم بلطف ومن دون أي آثار كبيرة على غرار سليماني وتايدر الاحتياطيين، فما كان للجسد إلا أن استجاب بسرعة للعلاج، فظهر الأمر جليا على الملامح المنشرحة والجسد القوي، رغم أنه لعب خارج ملعبه من دون أي جرعة منشطات.
اقــرأ أيضاً
الآن وبعد أن اهتدى بلماضي إلى مكامن العلة، وعرف أين كان الخطأ، بات يملك التشخيص الصحيح، إذ خدمه القدر مرة واحدة، فبعد أن عرف مكامن ضعف بعض اللاعبين، جاءت الإصابة وأبعدت لاعبا آخر ظل لسنوات يعطل طريقة لعب الخضر، ولاعبا آخر تراكمت البطاقات فغاب وغابت مشاكله، حتى إصابة آخر جعلت المدرب يجعل من كان عبئا على محور الدفاع بأخطائه البدائية يلعب في غير ذلك المنصب ويتركه لمن هو أولى به، كل هذا جعل جمال يعرف أن التشافي الذي رآه في كوتونو، لا بد أن يواصل طريقة العلاج، فإن لم ينجح الكي فلا يزال هناك البتر، وإبعاد كل من لا يقدم كل ما لديه خلال التسعين دقيقة مهما كانت الظروف وأينما كان اللقاء وكيفما طلب منه المدرب اللعب، فهذا المنتخب بهذا الكم من المواهب أكبر من أن يبقى في دوامة المرض.
ومع قدوم المدرب الحالي جمال بلماضي، حاول منذ البداية أن يكون علاجه نفسيا، فاستدعى معظم اللاعبين ممن مروا على المنتخب خلال السنوات الأخيرة، حاول عمل معهم جلسات علاج، بالحديث معهم جماعة و فرادى، تحدث عن المشاكل التي يعرفها هو من الداخل بحكم قربه من بعض اللاعبين قبل قدومه للمنتخب، حتى إعلاميا دافع عنه بشدة، وصرح أنه جاء ليدافع عمن أشير إليهم مرارا أنهم غير وطنيين، وأنهم لا يقدمون كل ما لديهم فوق المستطيل الأخضر، فجعل لاعبيه في راحة على أريكة طويلة وتحت ضوء خافت وموسيقى شبه صامتة، حتى يستجيبوا لعلاجه النفسي، غير أن النتيجة كانت مخيبة له بطريقة هو نفسه لم يتوقعها، ففشلوا في جلب الفوز أمام غامبيا.
بعد المرحلة النفسية بدأت مرحلة العلاج بالأدوية، فقد واصل منح لاعبيه ترياق العلاج من خلال الدفاع عنهم بشراسة خلال الندوات الصحافية، وحتى استدعاء من يشاء من اللاعبين دون أخذ آراء الخبراء أو المحللين بعين الاعتبار، ومنحهم جرعة من الثقة بإعادتهم إلى معقلهم ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، فكان للجمهور وقتها الأثر الإيجابي على صحة المنتخب، وبدا بوجه غير شاحب لكن غير منشرح، غير عليل لكن غير متعاف، غير ضعيف لكن ليس بالقوي، وسرعان ما جاءت الانتكاسة بعدها في كوتونو بهزيمة مرة لا يمكن للمدرب أو المعالج أن تمر عليه مرور الكرام.
زال الشفاء المؤقت وعاد المرض، ومعه عاد الوجه شاحبا والضعف والوهن رغم المقاومة، فجاءت الهزيمة التي جعلت المدرب يستفيق ويعرف أن طرق العلاج التي انتهجها خاطئة، وأنه ليس بأحسن ممن سبقه ممن حاولوا إعادة الروح للجسد الميت من دون أي جدوى، فما كان عليه إلا أن يعود إلى قاعدة العلاج الأصح على مر التاريخ "أن آخر مراحل العلاج هو الكي"، فكان ملجأه وقرر كي بعض اللاعبين حتى يستفيقوا من سباتهم، فكل من بلفوضيل، بن طالب، قديورة، غزال تم كيهم بعمق تاركا أثر الحروق عميقة على تلك الأماكن، لعل الأمر يأتي بالجديد، وآخرين تم كيهم بلطف ومن دون أي آثار كبيرة على غرار سليماني وتايدر الاحتياطيين، فما كان للجسد إلا أن استجاب بسرعة للعلاج، فظهر الأمر جليا على الملامح المنشرحة والجسد القوي، رغم أنه لعب خارج ملعبه من دون أي جرعة منشطات.
الآن وبعد أن اهتدى بلماضي إلى مكامن العلة، وعرف أين كان الخطأ، بات يملك التشخيص الصحيح، إذ خدمه القدر مرة واحدة، فبعد أن عرف مكامن ضعف بعض اللاعبين، جاءت الإصابة وأبعدت لاعبا آخر ظل لسنوات يعطل طريقة لعب الخضر، ولاعبا آخر تراكمت البطاقات فغاب وغابت مشاكله، حتى إصابة آخر جعلت المدرب يجعل من كان عبئا على محور الدفاع بأخطائه البدائية يلعب في غير ذلك المنصب ويتركه لمن هو أولى به، كل هذا جعل جمال يعرف أن التشافي الذي رآه في كوتونو، لا بد أن يواصل طريقة العلاج، فإن لم ينجح الكي فلا يزال هناك البتر، وإبعاد كل من لا يقدم كل ما لديه خلال التسعين دقيقة مهما كانت الظروف وأينما كان اللقاء وكيفما طلب منه المدرب اللعب، فهذا المنتخب بهذا الكم من المواهب أكبر من أن يبقى في دوامة المرض.