بلدة الطوز العراقية: تدهور أمني خطير وصراعات قومية

27 ديسمبر 2017
دخول القوات العراقية إلى كركوك فاقم الوضع (Getty)
+ الخط -

تشهد بلدة الطوز، التابعة لمحافظة صلاح الدين العراقية، تدهوراً أمنياً، بعد دخول القوات العراقية إلى كركوك، منتصف تشرين الأول الماضي، ما تسبب في تصاعد حدّة الصراعات القومية فيها.

وقال مسؤول محلي في البلدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بلدة الطوز تعاني أوضاعا أمنية مأساوية، إذ إنّ بعضا من مناطقها بدت محرّمة على بعض المكونات"، مبينا أنّ "هناك تحشيد من قبل الحشد الشعبي، الذي أدخل قطعات كبيرة في البلدة، تحت حجة وجود فصائل مسلحة فيها، وانتشرت القطعات في أغلب المناطق ذات المكون الكردي وغيرها، ما دفع مئات العائلات إلى النزوح منها".

وأضاف أنّ "هناك عصابات تابعة للأكراد أيضا بدأت تنشط في مناطق البلدة، وتحاول الانتقام لمكونها، وتنفيذ عمليات خطف وقتل"، كما أنّ "الجهات العربية تطالب بحماية من هذا الصراع الذي ينحو منحى قوميا في البلدة".

وأشار إلى أنّ "البلدة تشهد حالياً وضعاً خطيراً، وهي على حافة الانهيار"، مشدداً على "ضرورة أن تضع الحكومة حلّاً لانتشال البلدة، والسيطرة على ملفها الأمني، بأسرع وقت ممكن".

وشهدت الفترة التي أعقبت أحداث كركوك وانتقال الملف الأمني من "البشمركة" إلى القوات العراقية، في بلدة الطوز، انتكاسة أمنية، ونشاطاً ملحوظاً للعصابات الإجرامية فيها، في وقت تتقاذف الجهات السياسية الاتهامات بشأنها.

وفي السياق، قال القيادي في حزب البارزاني، شوان خليل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأوضاع في بلدة الطوز لا تبشر بخير، فهناك جهات سياسية قومية تسعى إلى الاستحواذ على البلدة بالقوة وفرض سيطرتها عليها، وتنفيذ أجندة قومية خطيرة".

وأكد أنّ "التركمان استعانوا بمليشيات الحشد الشعبي لتنفيذ هذه الأجندة"، مشيراً إلى أنهم "يعملون حالياً على السيطرة الكاملة عسكرياً على البلدة، من خلال انتشارهم الكثيف فيها"، مؤكداً أنّ "مئات العائلات الكردية هاجرت بعد تلقيها تهديدات من "الحشد"، الأمر الذي يؤشر إلى عزم تلك الجهات على إحداث تغيير ديموغرافي في البلدة".

وأضاف أنّ "الحكومة المركزية على علم بكل ذلك، وتتجاهل ما يحدث في البلدة، وتعلم أنّ سكوتها فرصة لتحقيق الأجندات السياسية فيها"، محذّرا من خطورة الموقف، وما قد تصل إليه الأمور، إذا لم يوضع حد لتلك الأجندات.


دلالات