يطمع الاحتلال الإسرائيلي بأراضي الفلسطينيين في بلدة الخضر، جنوبي مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، ويحاول بشتى الطرق سرقة أراضيهم لبناء المزيد من البؤر الاستيطانية، التي تلتهم المئات من الدونمات الزراعية لصالح تلك المستوطنات.
وصعّد الاحتلال من عمليات تجريف الأراضي، في ظل ما يذيعه الإعلام العبري عن نية حكومة الاحتلال بناء أكثر من 70 وحدة استيطانية، لاستيعاب المزيد من المستوطنين في تجمع مستوطنات "غوش عتصيون".
وفي المنطقة الجنوبية، تشرع جرافات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف ما يصل إلى 170 دونما من الأراضي، بعضها زراعية، في مناطق خلة العين، وكفرة حماد، وخلة الفحم، بغرض شق طريق استيطاني لربط مستوطنات القدس بمستوطنات "غوش عتصيون"، تمهيدا لبناء بؤرة استيطانية توسيعا لمستوطنة "إليعازر" المقامة على أراضي البلدة، بينما أغلقت الطرق المؤدية إليها ببوابات حديدية، ومنعت الأهالي من الوصول إلى أراضيهم.
ويقول ممثل اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الخضر، أحمد صلاح، لـ"العربي الجديد"، إنّ جرافات الاحتلال تعمل بشكل مكثف في تلك المناطق، تنفيذا لتعليمات رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لبناء بؤرة استيطانية جديدة، في الوقت الذي تمنع فيه بشكل يومي المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم والاعتناء بأشجارهم.
ويؤكد أن غالبية تلك الأراضي توجد أوراق ثبوتية لها لدى أصحابها، باستثناء جزء منها كان مرهونا للحكومة الأردنية، واستولت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي عند احتلال الضفة، بينما تقع تلك الأراضي في المناطق المصنفة بحسب اتفاقية أوسلو بتصنيف (c)، وهي مصادرة في وقت سابق.
ويوضح صلاح أنه في حال أقيمت تلك البؤرة الاستيطانية، فإنّ عشرات المزارعين الفلسطينيين سيحرمون من الوصول إلى أراضيهم. في المقابل ستكون نقطة ربط لمشاريع استيطانية كبيرة يخطط لها الاحتلال في محيط مستوطنات القدس وبيت لحم على أراضي الفلسطينيين، من بينها الحديقة القومية التوراتية، وربط "غوش عتصيون" بالقدس وغيرها.
ويعد وضع بلدة الخضر دقيقاً، كونها تربط بين جنوب الضفة الغربية المحتلة والقدس، وهي بالأساس محاطة بالمستوطنات، وجدار الفصل العنصري، والطرق الالتفافية. ويلتهم الاستيطان معظم أراضيها، وهي كذلك نقطة تماس مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، وتجري فيها بشكل شبه يومي مواجهات معهم، إضافة إلى حملات الدهم والتفتيش والاعتقال شبه اليومية، في محاولة لترويع وتخويف الأهالي والسيطرة على أراضيهم.
ويلفت صلاح إلى أن مخططات الاحتلال الإسرائيلي واضحة في بلدتهم، وكل ممارساته ترمي إلى سياسة التهجير وتفريغ الأراضي من أصحابها.