بلجيكا: مبادرة لمسلمين لإصلاح كنيس يهودي

01 ابريل 2015
المبادرة نموذج للتعايش بعيداً عن الخلافات (Getty)
+ الخط -

في حدث وصفته بـ"الاستثنائي والأمر الذي يصعب تصديقه"، بسبب ما يجري في العالم من أحداث، نقلت صحيفة "لوموند" على صفحاتها خبرَ مبادرةٍ قامت بإطلاقها مجموعة من المسلمين بمدينة أرلون البلجيكية (جنوب)، من أجل جمع التبرعات لتمويل عمليات إصلاح كنيس يهودي، أصبح عرضة للانهيار، وتم إغلاقه منذ عدة أشهر.

هذا الخبر، الذي اعتبرته الصحيفة الفرنسية أمراً يبعث على الدهشة، أوضحت في المقابل أنه ينم عن إمكانية التعايش بين أبناء الطائفتين اليهودية والمسلمة، وهو الأمر الذي يطمح إليه الكثير من المواطنين البلجيكيين، مثلهم مثل عدد كبير من الأوروبيين، توضح الصحيفة.

ولم يفت الصحيفة التذكير بالأحداث الأليمة التي تجعل هذا التعايش صعبا، كالهجوم الذي استهدف المتحف اليهودي في 2014، وصدى هجمات باريس، وكذا الخرجات الإعلامية لزعيم حزب التحالف الفلاماني الجديد، الذي اختار عن عمد التركيز على مسائل العنصرية والتطرف الديني من أجل استقطاب الناخبين من اليمين المتطرف. وذكرت الصحيفة أن آخر الخرجات الإعلامية لهذا الأخير كان الهدف من ورائها تشويه سمعة مناهضي العنصرية والطائفة الإسلامية من أصول مغربية.


وفي ظل هذه الأجواء، اعتبرت الصحيفة أنه ينبغي التحلي بشجاعة كبيرة للتمكن من كسر الحواجز وترك الأفكار المغلوطة جانبا، والخروج من مربع الانتماء الطائفي الضيق. كما حيت المبادرة التي قادتها جمعية مسلمي أرلون، التي نجحت في تجاوز كل ذلك، بعدما تمكن أفرادها من جمع التبرعات الكافية لإصلاح الكنيس اليهودي، التي تصل قيمتها إلى 400 ألف يورو.

كما أبرزت الصحيفة أن هذا التصرف النبيل نجح في جلب أنظار وسائل الإعلام المحلية وبالخارج، وأوضحت أن الصحافيين وقفوا على حقيقة التعايش بين أبناء الديانات المختلفة القائم منذ عدة سنوات. من جهة أخرى، أوضحت "لوموند" أن المبادرة مكنت كذلك من تسليط الأضواء على غياب مسجد بالمدينة، وهو ما يأمل أعضاء جمعية مسلمي أرلون في الحصول عليه بمساعدة من السلطات.

اقرأ أيضاً: فرنسا: الهزيمة التاريخية لليسار لا تعبّد طريق اليمين للرئاسة

المساهمون