بلبلة بالبرلمان المصري لكشف قاتل ريجيني بعد ضغوط إيطالية

22 يوليو 2016
الحكومة الايطالية لديها معلومات كاملة عن مقتل ريجيني(Getty)
+ الخط -
تصاعدت أزمة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني (28 عاماً)، الذي عثر عليه مقتولاً على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، في فبراير/شباط الماضي، ووصلت إلى مراحل خطيرة داخل القاهرة. وتسعى الحكومة الإيطالية إلى فضح مصر في الخارج، والتشهير بها في المنظمات الدولية، واتهامها بقتل الأبرياء الأجانب داخل بلادها.

ورفض مجلس النواب الإيطالي وعدد من المسؤولين كل الحجج التي قدمها وفد البرلمان المصري برئاسة السفير محمد العرابي رئيس لجنة العلاقات الخارجية، الأسبوع الماضي، باعتبار أن الوفد المصري لم يقدّم أسماء المتورطين في الواقعة، وهو ما فسره البعض بـ"فشل الوفد المصري" في تلك الزيارة، مما يترتب عليه تصعيد من الجانب الإيطالي.

فيما تؤكد تقارير مصرية أن الحكومة الإيطالية لديها معلومات كاملة عن الحادث، وأنّ أجهزة سيادية قامت بتدبيره، ومَن نفّذ عملية القتل هم عدد من الأشخاص بينهم ضباط بمختلف الرتب. وتضيف التقارير أن تقديم القاهرة للمتهمين في تلك القضية ربما يعصف بالنظام كاملاً، لافتة إلى أنّ القتيل كان له أنشطة حقوقية ودائم التحرك داخل القاهرة، وكان له لقاءات عدة مع عدد من المنظمات العمالية، وساعده على ذلك قدرته على التحدث باللغة العربية، وهو الأمر الذي أزعج الداخلية المصرية. ولم تستبعد هذه التقارير أن يكون المجني عليه قد تعرّض للتعذيب والضرب بطريقة ممنهجة، وقُتل داخل أحد مراكز الشرطة، وتم إلقاؤه في إحدى الطرق السريعة لإبعاد الشبهة الجنائية، وعُثر على جثته وبها آثار تعذيب، وهو الأمر الذي رفضته الأجهزة الأمنية المصرية.

في السياق ذاته، يقول برلماني مصري إن لجنة الدفاع والأمن القومي عقدت اجتماعاً سرياً، أخيراً، داخل البرلمان، بحضور عدد من الضباط، وجهات سيادية، وجهاز الأمن الوطني، وعدد من أعضاء نيابة أمن الدولة والنيابة العامة، مؤكداً أن هناك ضغوطاً تمارس من قبل أعضاء في البرلمان لضرورة الإفصاح عن أسباب قتل ريجيني، والإعلان عن القاتل الحقيقي، والتعامل بشفافية مطلقة في تلك القضية للوقوف على الحقيقة الكاملة. ويشير البرلماني ذاته إلى أن هناك جهات ترفض تلك المقترحات، زاعمة أنه ليس لديها أي دليل عن الواقعة، ومن هو وراء تلك الجريمة.

وحضر ريجيني إلى القاهرة في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو طالب دكتوراه في جامعة كمبريدج البريطانية، وكان يعد بحثاً حول الحركات العمالية في مصر، وينشر مقالات عن مصر تتعلق بالمعاناة التي يعيشها العمال، في صحيفة "المانيفستو" الإيطالية، بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، باسم مستعار. وشغل ريجيني منصب باحث زائر بالجامعة الأميركية بالقاهرة، وكان يتمتع بمهارات عالية وقدرات في بحثه، خصوصاً أنه يتقن أربع لغات، مما أهله للحصول على منح دراسية عدة. وتسبب مقتل الباحث الإيطالي بتوتر العلاقات المصرية ـ الإيطالية، خصوصاً في ظل تضارب الروايات والتصريحات الأمنية حول مقتل ريجيني.


المساهمون