بغداد: هستيريا أمنية وعمليات تفتيش غير مسبوقة

02 يونيو 2015
تحذيرات نيابية من عودة ظاهرة المليشيات إلى الشوارع (Getty)
+ الخط -

اتخذت الحكومة العراقية، خلال الساعات القليلة الماضية، سلسلةً من الإجراءات الأمنية الجديدة في العاصمة بغداد، تحت ذريعة الحد من حدوث خروقات تستهدف المدنيين والمباني الحكومية من جهة، وسد الثغرات التي قد يستغلها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للتوغل في بغداد من جهة أخرى.

وذكر شهود عيان من أهالي العاصمة، لـ"العربي الجديد"، أنّ الفرق الأمنية المنتشرة في مناطق العامرية والمنصور والجندول والخارجية والدورة، قامت بتفتيش أجهزة الهاتف النقال للرجال والنساء والشباب وحتى الأطفال، بهدف إيجاد ذريعة لاعتقال أي شخص، وأضافوا أن عدداً كبيراً من الشباب قاموا بإرسال رسائل تحذيرية لجميع معارفهم.

وتعليقاً على الأمر، أكدت النائبة، ميسون الدملوجي، المتحدثة الرسمية باسم "ائتلاف الوطنية"، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي أياد علاوي، استمرار الاعتقالات العشوائية في عموم مناطق العراق، مشيرةً في حديثٍ خاص مع "العربي الجديد"،  إلى أنّ "قادة الائتلاف وبعض القوى السياسية الأخرى، عبّروا عن استغرابهم الشديد من استمرار حملات الاعتقال، التي تتزامن مع دعوات الحكومة لضرورة تنفيذ مشروع المصالحة الوطنية، فضلاً عن ميثاق الشرف الذي تبنّته المرجعية الدينية الشيعية في العراق".

وأشارت الدملوجي، إلى أنّ الاعتقالات العشوائية ما زالت مستمرة خلافاً لمبادئ حقوق الإنسان، التي نص عليها دستور البلاد والشرائع والاتفاقات الدولية، موضحةً أن أعضاء "ائتلاف الوطنية" و"تحالف القوى العراقية" وبعض الكتل النيابية الأخرى، سيعقدون قريباً اجتماعاً موسعاً لبحث هذه التطورات، وتوجيه رسالة إلى الحكومة للمطالبة بوقف هذه الاعتقالات التي تطاول الأبرياء فقط.

على صعيد متصل، أعلن "تحالف القوى العراقية"، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، أنّ الأيام الأخيرة التي شهدت عودة ظاهرة المليشيات إلى الشوارع، وانتشار الفرق الأمنية الوهمية داخل بغداد وفي أماكن منتقاة، تعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الطائفية التي شهدتها البلاد، خلال عامي 2006 و2007.

وقال عضو التحالف، طلال الزوبعي، لـ"العربي الجديد"، إن "عناصر المليشيات قامت من خلال تلك الفرق الأمنية، بخطف المواطنين المدنيين وتعذيبهم وقتلهم بدم بارد، وإلقاء جثثهم في الشوارع"، مؤكداً أن "هذه المليشيات تقوم بأعمالها الإجرامية أمام أنظار القوات الأمنية، وهو أمر يوحي بوجود تواطؤ بين الطرفين".

كما اعتبر الزوبعي، أنّ "عدم وجود تحرك رسمي وغياب إدانة الفاعلين، لا يدع مجالاً للشك بوجود مخطط لدفع العراقيين إلى الاقتتال الطائفي، وجعل دمائهم عربوناً للحفاظ على المناصب، وتنفيذاً لبرنامجٍ سياسي مشبوه".

ودعا الزوبعي، رئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزارتي الدفاع والداخلية، إلى تحمّل مسؤولياتهم والقضاء على هذه الظاهرة الخطرة، التي تؤثر على أمن العراقيين ووحدة البلاد.

اقرأ أيضاً: إجراءات أمنية عراقية غير مسبوقة لتحصين المنطقة الخضراء

المساهمون