وأكد مصدر رفيع بالحكومة العراقية، لـ"العربي الجديد"، أن حظر الطيران على مطارات إقليم كردستان سيرفع خلال ساعات في حال انصياع أربيل للبنود الدستورية المتعلقة بالمنافذ البرية والجوية، والتعامل معها كملف سيادي خاضع لسلطة بغداد وليس الإقليم.
وقال المصدر الرفيع إن "الشروط الثلاثة لم تنفذ من قبل أربيل. الشرط الأول أن تكون إدارة المطارات أمنيا من قبل القوات العراقية، بما فيها توحيد قوائم الممنوعين من السفر أو المطلوبين للقضاء العراقي في النظام الأمني بالمطارات".
والشرط الثاني، بحسب المصدر، أن "تخضع المطارات لسلطة الطيران المدني العراقي، وأن تخضع دائرة الجمارك في المطارات الموجودة بالإقليم لسلطة بغداد حصرا"، مبرزا أن الشرط الثالث لبغداد أن "تفرض وزارتا الداخلية والنقل العراقيتان كامل سيطرتهما في تلك المطارات، وليس بالشكل الصوري الذي يطمح إليه مسؤولون في الإقليم".
ولفت المتحدث ذاته إلى أن "بغداد تريد، ووفقا للدستور العراقي، أن تعيد السلطة الاتحادية للمطارات، وكذلك المنافذ البرية والحدود الدولية مع تركيا وإيران لسلطتها، عبر نشر القوات العراقية هناك، وتتولى البشمركة أو أجهزة الأمن الأخرى في الإقليم حفظ وتنظيم شؤون كردستان الداخلية لا أكثر"، مؤكدا أن "القرار في أربيل ما زال مترددا حيال هذه الشروط، لذا تم تمديد الحظر، وسيتم رفعه رسميا بعد تطبيق كامل الشروط".
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، سعدي بيرة، إنّ "وفدا من الأحزاب الكردية سيتوجه اليوم إلى النجف، للقاء المرجع الديني علي السيستاني"، مبينا أنّ الوفد يضم أعضاء من التحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير الكردية، والجماعة الإسلامية الكردستانية.
وأوضح أنّ "اللقاء سيبحث الأوضاع السياسية في العراق، وتجاوز الأزمة بين حكومتي بغداد وأربيل"، مبينا أنّ "الزيارة ستستمر لمدة يومين".
يأتي ذلك في وقت يلف الجمود ملف مفاوضات الأزمة بين بغداد وأربيل، بعد أن تقدمت خلال الفترة السابقة، بينما أكد مسؤولون أنّ مشكلة الموازنة والخلاف بين الحكومة والكرد بشأنها عقّد من حوارات الجانبين.
من جانبه، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إن المفاوضات ما زالت مستمرة حيال تسلم الحكومة المركزية إدارة المطارات والمنافذ وفقا للدستور، وإذا وجدت الحكومة التزاما سيتم رفع الحظر فورا".
وأضاف الزاملي "الحكومة عازمة حقا على إنهاء الأزمة وحل الموضوع، لكن يجب أن يكون بالشكل الدستوري والقانوني الذي على الإقليم أن يلتزم به"، معلقا على توجه الوفد الكردي إلى النجف بالقول إن "المرجعية تتدخل بشكل إيجابي لصالح العراق ككل، وبالتأكيد موقفها مع الدستور والقانون الذي هو موقف الحكومة الحالي"، وفقا لقوله.
وكشف القيادي بالتحالف الكردستاني، حمه أمين، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ "زيارة الوفد الكردي جاءت بسبب الجمود في الأزمة بين بغداد وأربيل، والتي لم تسجل أي خطوات بالاتجاه نحو الحل".
وأضاف أنّ "الكرد لا يعولون على حل من قبل الحكومة العراقية لهذه الأزمة، ولم نجد حلا سوى الاستعانة بالسيد السيستاني لحلها، من خلال إمكانيته بالتأثير على الحكومة"، معربا عن أمله بأن "يسهم المرجع بدور فعال لإقناع الحكومة، وتوجهها نحو قرار يصب بمصلحة الشعبين العراقي والكردي".