بعد سواريز..أي لاعب يستحق أن يسير وحده يا ليفربول؟

13 يونيو 2015
+ الخط -


رفض نادي ليفربول الإنجليزي عرض مواطنه مانشستر سيتي، بخصوص ضم جناح الفريق رحيم ستيرلينغ مقابل مبلغ يصل إلى 30 مليون جنيه استرليني، لتصبح قضية الساعة في إنجلترا، "كيف ستنتهي قضية ستيرلينغ وليفربول، وما هو السيناريو الأخير لهذا الحدث المستمر؟"، في إشارة واضحة على صعوبة الموقف، سواء بالنسبة للنادي أو اللاعب المميز.

ستيرلينغ
بدأ ستيرلينغ اللعب في مركز الجناح التقليدي، كونه لاعبا سريعا جداً ينطلق على خط الملعب، ويتجاوز المدافعين بخفته بعد رمي الكرة إلى الأمام. أسلوب لعب يشبه اللاعبين القدامى في فترة التسعينيات، اللاعب السريع الذي يمرر بقدمه اليمنى، يتم وضعه على اليمين، ويجري بالكرة على الخط الجانبي من الملعب.

هناك نجوم إنجليز أبدعوا في هذا المركز، كثيو والكوت ورايت فيليبس ورايان غيغز وأخيراً رحيم ستيرلينغ، الذي بدأ مسيرته الكروية كلاعب تقليدي على الطرف الأيمن من الملعب، ثم عمل لفترة طويلة مع المدرب براندن رودجرز، ليتحول تماماً ويصبح لاعبا أقرب إلى النسخة المتكاملة، سواء على الرواق أو داخل العمق.

مع توظيفه كجناح يتحول إلى صناعة اللعب من منتصف الملعب وبالتحديد في منطقة الارتكاز، لذلك لعب ستيرلينغ كجناح صريح، وآخر مقلوب في بعض المباريات، كلاعب أيمن يتمركز على الجبهة اليسرى من الملعب، وتم تحسين أدائه بوضوح، حتى أصبح أحد أهم اللاعبين في تشكيلة ليفربول، ومنتخب إنجلترا، قبل أن يتمرد سريعاً ويطالب بعقد جديد مع الفريق وإلا فإنه سيرحل إلى ناد آخر.

ليفربول
اعتمدت خطة ليفربول 3-4-2-1على التناغم الدائم بين كتلة الفريق ككل من أجل خلق الفراغ اللازم لتحرك اللاعب "الحر" من خلاله، ومباغتة المنافس. ولعب رحيم دورا محوريا في هذا التكتيك، نتيجة قدرته على التواجد كمهاجم متحرك، أو جناح مائل للعمق أمام منطقة المنتصف، من أجل الحصول على الكرات دون مزاحمة من ارتكاز المنافس المنشغل بإيقاف الأسماء الأخرى بين الوسط والدفاع، ومنهم بكل تأكيد ستيرلينغ.

صحيح أن قيمة اللاعب الشاب كبيرة في صفوف ليفربول، لكنه في النهاية لم يحمل الريدز على عاتقه كما فعل سواريز مثلاً من قبل، لذلك لم يحصل الفريق على أي بطولة مؤخراً، وفشل في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا، مع أداء كارثي في الأمتار الأخيرة. بالطبع هذا الأمر لا يقلل أبداً من ستيرلينغ، لكنه ينعكس بالسلب على مطالباته المالية المستمرة، التي ترفضها إدارة زعيم الميرسيسايد، لذلك أصبح الطلاق القريب هو الحل المنتظر.

بين المطرقة والسندان
"الحقيقة الوحيدة هو تبقي عامين لرحيم ستيرلينغ في تعاقده مع ليفربول"، هكذا علق المدير الفني رودجرز على أنباء قرب رحيل اللاعب، واستمرار مفاوضاته مع أندية أخرى داخل وخارج إنجلترا. ويعكس تصريح المدرب الرأي الرسمي للنادي الذي يصر مسؤولوه على رفض كل العروض المتاحة، والإبقاء على الجناح السريع حتى نهاية عقده، في حالة عدم التوصل إلى اتفاق جديد من أجل تمديد التعاقد.

يرفض ليفربول بيع نجومه، ويقوم بهذه الخطوة في أضيق الأحوال، كما حدث في قصة سواريز الموسم الماضي، بعد حادثة "العضة" الشهيرة، والخلافات المستمرة بين الهداف اللاتيني والصحافة البريطانية، مما عجّل برحيل النجم الكبير إلى برشلونة. لكن رحيم لاعب إنجليزي لا تواجهه مشاكل كسواريز، ولا يحن إلى وطنه الأصلي كحالة تشابي ألونسو من قبل.

وعلى النقيض تماماً، يرتبط ستيرلينغ بعروض عديدة، أهمها على الإطلاق من ريال مدريد، خصوصاً بعد إبداء رافا بينيتيز إعجابه به، ويبدو أن قدرات رحيم تناسب أفكار المدرب الإسباني كثيراً، لأنه سيكون خيارا عبقريا أثناء التحولات من الدفاع إلى الهجوم، مع قدرته على أداء الواجبات الدفاعية.

الحل الأفضل
مع الرفض المبالغ فيه من جانب إدارة ليفربول لبيع ستيرلينغ إلى نادي إنجليزي، خصوصاً مع العرض الرسمي لمانشستر سيتي، وإبداء اليونايتد وآرسنال قدراً من الاهتمام تجاه اللاعب، فإن كل الطرق تقود نادي الميرسيسايد إلى التفكير في حل آخر غير العناد مع اللاعب، لذلك فكرة انتقال ستيرلينغ إلى فريق بعيد عن الدوري الإنجليزي ستكون مثالية لكل الأطراف.

"على جمهور ليفربول عدم القلق، النادي قادر على تعويض ستيرلينغ في حالة رحيله، ولا أراه أبداً بقيمة سواريز، لذلك لا خطر على الريدز مستقبلاً إذا تم البيع القريب"، يؤكد مايكل أوين نفس وجهة النظر الفائتة التي تنص على وجوب السماح للاعب بالانتقال إلى فريق آخر، ومحاولة شراء نجوم جدد عوضاً عنه.

الكرة الحديثة لا تحتاج أبداً للثبات على مبدأ واحد، ويجب على الفريق الإنجليزي البحث عن بدائل جديدة، خصوصاً مع بزوغ مواهب مميزة، كباتريك هيرمان في البوندسليغا، وتألق الثنائي فيتولو وإيبورا مع إشبيلية، بالإضافة إلى إمكانية جلب نجم بقية وقدرات ماركو رويس، وبالتالي مسألة تقوية الفريق منطقية للغاية، سواء بالتعاقد مع لاعب كبير متاح أو البحث عن موهبة شابة تستحق الاهتمام والتدقيق، فقط الأمر يحتاج إلى مغامرة وسرعة اتخاذ القرار الحاسم.

لمتابعة الكاتب
اقرأ أيضاً

رافا بينيتيز.. اختصاصي التكتيك في حضرة "النيو غلاكتيكوس"
المساهمون