لم تكن قد عرفت هويّات الضحايا بعد. لم تكن قد عرفت أعداد الضحايا بعد. في لحظات ما بعد تفجير القاع، المسائيّة، الاثنين، كان اللبنانيّون يعرفون شيئاً واحداً: العنصريّة.
فبينما هزّت تفجيرات انتحاريّة بلدة القاع البقاعيّة (عند الحدود الشرقية بين لبنان وسورية) فجر الاثنين، نفّذها أربعة انتحاريين، قام أربعة انتحاريين آخرين بهجوم مساء الاثنين أيضاً. في هذا الوقت تحديداً.. لم يأبه لبنانيون عنصريّون لأبعاد التفجير، منفذيه، أو عدد ضحاياه. كل ما كان يعني لهم، هو ممارسة الحقد على اللاجئين السوريين، الذين يدفعون الثمن في كلّ مرة، وكُلّ يوم.. من أسباب فرارهم من سورية، إلى ما يُلاقونه من معاملة في لبنان.
ليست العنصريّة فقط، بل الفاشية أيضاً، كانت حاضرةً بارزة. فكتبت رولا دايخ على صفحتها الشخصية على "فيسبوك" إنّها قد تحرق مخيمات للاجئين السوريين إن استطاعت، قائلةً: "حرق المخيمات السورية بمن فيها من نساء وأطفال هو قرار باخدو انا لو بيطلع بايدي. بتجوا بتشحدوا وبتخلفوا ٧٦ طفل ونص بالثانية وبتربوهن عالقرف والشحادة متلكن، لا وآخر شي بتقتلونا. خلي بشار يضبكن بقى!".
إعلاميّون شاركوا أيضاً في نشر العنصريّة. جاد أبو جودة المراسل والمذيع في قناة OTV - التابعة للتيار الوطني الحر، الذي مارس رئيسه ووزير الخارجية جبران باسيل منذ أيام حملةً عنصريّة أيضاً على اللاجئين - كتب على حسابه على "تويتر": "جريمة #القاع أتت لتؤكد أحقية ما قاله #جبران_باسيل أمس عن ضرورة منع أي تجمعات أو مخيمات للنازحين السوريين في البلدات"، بعد التفجير الأول. أما بعد إصدار محافظ بعلبك قراره بمنع تجوّل النازحين السوريين في المنطقة، فكتب "تحية الى محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر الذي فرض منع التجول على النازحين السوريين في المنطقة #زلمي #مش_عنصري".
بينما كتبت المراسلة في قناة "الجديد" راشيل كرم على "فيسبوك": "قرار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر جريء وما حدا من الوزراء المعنيين بيسترجي ياخدو ليش؟! لان بيطلعولو جماعة حقوق البشر والحجر والشتلة وببلشو يتفلسفو بالانسانية وهني بركي الجزء الاكبر منهم ( بما انو ما بحب عمّم) ما خصو بالانسانية وما بحياتو عامل عمل انساني وتحديدا للنازحين بس عامل شي 100 ستاتوس عالفيسبوك تفلسف!"، مضيفةً: "العالم عم بتموت وبعد في مين يقلك "عنصرية". أي صحيح الإرهاب ما إلو جنسية واحدة ووحيدة واللبنانيين ما مقصرين ببعض بس يا خي لبنانيين بين بعض ما حدا الو معنا بس انو غير هيك لاء إلنا حق بالانتباه والمراقبة وضبط الوضع السوري وغير السوري (ضبط وعدم التعميم بس ضبط) #امن_لبنان_اهم_من_اي_"عنصر"_بحياتنا".
حملة العنصريّة هذه قوبلت بأخرى مضادة، تدافع عن اللاجئين وترفض الشموليّة والعنصريّة تجاههم. فكتب فارس على "تويتر": "اللبناني بيطلب من الأوروبية ما يشملوا كل العرب بالارهاب وقت ليصير شي باوروبا. بس ما في أقوى منو باتهام كل اللاجئين السوريين".
وكتب عمر "حب كبير لكل لاجئ سوري بلبنان وحب أكبر لبلدة القاع.. وداعش وحزب الله عملة إرهابية واحدة يقتلوننا كل يوم ألف مرة ومرة".
وقال الناشط أسعد ذبيان: "مبارح بعدو جبران باسيل قايل ممنوع يشتغلوا السوريين بلبنان.. واليوم في مية جبران باسيل عم بيكيلوا كره وحقد وعنصرية ضد السوريين. دخلكن كم سؤال؟! ميشال سماحة شو جنسيته؟ شادي المولوي؟ المسؤولين عن المحاور بجبل محسن وباب التبانة؟ مين اللي طلعهم من الحبس؟! طيب المسؤولين اللي ببلادنا اللي اغلبهم كانوا على حواجز القتل عالهوية بالحرب الأهلية؟ اللي فجر كنيسة وترشح عرئاسة الجمهورية؟ (...) ايه هوي متلك متله حامل نفس الجنسية اللبنانية بس انت رح تجتهد لتبررله وتنتخبه ورح ترفض تعميم انه الشعب اللبناني كله نفس الوصف.. وترفض يندق باللبناني بشغله برا.. حبيبي.. هيدي اسمها عنصرية. كل واحد بده يمنع السوريين يشتغلوا، يمنعن يتحركوا، يرجعن عبلادن.. هوي عنصري!".
Twitter Post
|
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |