أعلن حزب "السعادة" التركي، اليوم الثلاثاء، عن ترشيح زعيمه، تِمِل كارامولا أوغلو، إلى الرئاسة، بينما من المنتظر أن يعلن حزب "الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة) عن اسم مرشحه، يوم الجمعة المقبل، والذي تشير التسريبات إلى أنه قد يكون زعيم الحزب، كمال كلجدار أوغلو، وذلك في الوقت الذي كان فيه "الحزب الجيد" في وقت سابق، قد أعلن عن ترشيح زعيمته، ميرال أكشنر.
وخلال مؤتمر صحافي، أعلن كارامولا أوغلو، زعيم الحزب الذي أسسه رئيس الوزراء التركي الراحل، نجم الدين أربكان؛ عن ترشحه للرئاسة، بعد أن انتهى السيناريو الذي كان يقضي بترشح عبد الله غول عن تحالف معارض كبير.
وبعد أن أعلن غول، الأسبوع الماضي، عن عدم ترشحه، بسبب عدم إمكانية التوافق على مرشح معارض واحد، ضد مرشح "التحالف الجمهوري"، المكوّن من كل من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وحزب "الحركية القومية" (يميني قومي متطرف)، ممثلاً بالرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان.
وقال كارامولا أوغلو، أن أولى الخطوات التي سيتخذها في حال تم انتخابه، ستكون إنهاء حالة الطوارئ المعلنة في البلاد، منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز 2016.
ولم يشر كارامولا أوغلو إلى أمر التراجع عن النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني الذي كان من الممكن أن يكون الجزء الأهم من أي برنامج معارض مشترك، ولكنه أكد نيته محاربة الفساد والعمل على التأسيس لقضاء محايد، وإنهاء الاستقطاب في المجتمع التركي، موجهاً انتقادات شديدة للسياسات الخارجية التي اتخذتها الحكومة التركية خلال العقد الأخير وبالذات في الشأن السوري.
ورغم توجه أحزاب المعارضة التركية إلى تقديم مرشحها الخاص للرئاسة، إلا أنه لا يبدو بأن أياً من المرشحين يمتلك أي حظوظ في مواجهة الرئيس التركي، الذي تشير التوقعات إلى أنه إن لم يتمكن من حسم السباق الرئاسي من الجولة الأولى، فإن حسم الجولة الثانية سيكون تحصيل حاصل لا أكثر.
وتجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في 24 من يونيو/حزيران المقبل، وسيليها التحول الرسمي إلى النظام الرئاسي، بعد التعديلات الدستورية التي تم إقرارها في الاستفتاء الذي أجري منتصف إبريل/نيسان من العام الماضي.
وفي أول تعليق على ترشح كارامولا أوغلو، قابل زعيم حزب "الحركة القومية"، دولت بهجلي، مرشح حزب "السعادة" بهدوء غير معتاد، بينما ركز على توجيه الانتقادات لحزب "الشعب الجمهوري"، فيما بدا جزءاً من أحد الاستراتيجيات الرئيسة للتحالف الجمهوري القاضية بتركيز النقد على مرشح "الجمهوري".
وقال بهجلي: "ليبارك الله ذلك، في السنوات الأخيرة كان من أكثر الساسة شعبية، واليوم أتم الأمر، لنرى ماذا سيحدث بعد الآن".
وفي تعليقه على إعلان "الشعب الجمهوري" لاسم مرشحه، يوم الجمعة المقبل، قال بهجلي: "لقد صبرنا كثيراً، إن الأمة تنتظر، في يوم من الأيام سيجتمع الشعب أمام حزب الشعب الجمهوري ويطالبه بالإفصاح عن مرشحه، إنهم يذهبون باتجاه هذا الوضع".
يأتي هذا بينما عبر نائب رئيس الوزراء التركي السابق، وأحد مؤسسي "العدالة والتنمية"، بولنت أرينج، عن دعمه للرئيس التركي، مؤكداً أنه لم يلتق الرئيس السابق، عبد الله غول، قبيل إعلان الأخير عدم ترشحه، بينما عاتب أرينج، غول لعدم تشاوره معه في أمر ترشحه.
وقال أرينج: "على عكس التوقعات، لم يحصل أي لقاء (مع غول)"، مضيفاً "لقد كنتُ لسنوات الإنسان الذي تتشاور معه. وظننت بأنه (غول) سيرفض الترشح لذلك لا يريد إتعابي، ولكن الأمور تطورت بعد ذلك، وسمعت بأنه التقى مع آخرين".
وتوقع أرينج أن "يحسم أردوغان سباق الرئاسة من الجولة الأولى"، مضيفاً "الآن (بعد عدم ترشح غول) الأمور أصبحت مريحة بشكل أكبر، ولكن حتى لو ترشح غول فإن أردوغان كان سيربح، لربما دخلت قوى مختلفة في الأمر، ولكنه كان سيربح أيضاً".