بعد المواصلات... باريس تواجه أزمة نفايات

10 يونيو 2016
أكوام من القمامة في شوارع باريس الرئيسية(Getty)
+ الخط -
بعد الإضرابات، التي هزت وسائل النقل الفرنسية، قد تواجه باريس أزمة جديدة أكثر خطراً، وهي أزمة النفايات المنزلية وتداعيات من تفشي الرائحة الكريهة في أرجاء العاصمة.
وبدأ عمال النظافة في العاصمة باريس إضراباً مع عشية بدء مباريات كأس أوروبا لكرة القدم 2016.
ولا تزال الإضرابات في السكك الحديدية والتظاهرات النقابية مستمرة، وحسب تلفزيون فرانس 24، في تقرير أمس فقد اتسعت رقعة التوترات لتشمل مشهداً جديداً يتمثل في تحرك اجتماعي أخذ في الاتساع، بدأه عمال النظافة في المنطقة الباريسية ويعرقل بشكل جدي جمع النفايات خصوصاً في العاصمة. وحسب التقرير، شهد نشاط المنشآت الرئيسية الثلاث لمعالجة القمامة في منطقة باريس العرقلة مجدداً صباح الأربعاء، إضافة إلى ثلاثة محارق في جنوب فرنسا تتولى إحداها النفايات المنزلية لمدينة مرسيليا، ثاني أكبر مدن البلاد، بحسب نقابة الكونفدرالية العامة للعمل.
وعرقل محتجون، من عمال جمع النفايات المنزلية والبلديات، أنشطة معمل "إيفري سور سين" للمعالجة في المنطقة الباريسية منذ عشرة أيام، على خلفية موجة تظاهرات عارمة في البلاد رفضاً لتعديل حكومي لقانون العمل. كما توقف عمل المرائب الأربعة الرئيسية لشاحنات جمع النفايات في مدينة باريس، بسبب إضراب السائقين، وفق ما قال باتيست تالبو من كونفدرالية العمل، مشيراً إلى أن أعمال جمع النفايات المنزلية "تشهد اضطراباً في باريس".
وفاضت الحاويات بنفاياتها في شوارع وسط العاصمة الفرنسية، وسط اضطرابات اجتماعية مستمرة تتخللها مطالب نقابية وإضرابات في قطاعات النقل والمصافي النفطية، وسط موجة احتجاجات متواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وسط هذا الجو المشحون بالإضرابات والمخاوف من وقوع هجمات إرهابية، تسعى الحكومة الاشتراكية الفرنسية إلى طمأنة المشاركين في المباريات والسياح على الوضع الأمني.
ومن إضراب عمال السكك الحديدية منذ أكثر من أسبوع، إلى إعلان طياري شركة إير فرانس عن إضراب في نهاية الأسبوع المقبل، لا يزال الوضع الاجتماعي في البلاد يعيش على وقع المطالب الاجتماعية، التي ترافقها احتجاجات مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ضد مشروع تعديل قانون العمل، الذي سيكون محور تظاهرة وطنية يوم 14 حزيران/يونيو.
وأدت أسوأ فيضانات منذ 1982 في وسط البلاد ومنطقة باريس، التي انتشرت صور نهرها بعد أن فاضت مياهه، إلى مزيد من التوتر. وعلى الصعيد الأمني، حذر الرئيس، فرانسوا هولاند، يوم الأحد، من أن "التهديد" الإرهابي "قائم للأسف ولفترة ستكون طويلة"، مبرراً بذلك حشد تسعين ألف شخص "لضمان أمن" المباريات. ودعا رئيس الدولة أيضاً إلى وقف الإضرابات التي يثير استمرارها قلق السلطة وأعضاء البرلمان والمجالس البلدية، وخصوصاً العاملين في قطاع السياحة، بينما ينتظر وصول عشرات الآلاف من المشجعين إلى البلاد. وبحسب المنظمين بيعت1.5 مليون تذكرة (من بين 2.5 مليونَيْن) لأجانب. وتتوقع السلطات الفرنسية أن يواكب هذه التظاهرة الكروية القارية أكثر من ثمانية ملايين متفرج، بينهم مليونا أجنبي.
وقال الرئيس، فرانسوا هولاند: "يأتي وقت يتعين فيه أن نعرف كيف نوقف إضراباً" في السكك الحديدية، مستعيداً عبارة شهيرة في فرنسا استخدمها القيادي الشيوعي الشهير، موريس توريز في 1936. لكن الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) ردت عليه بنهاية الجملة ذاتها لموريس توريز "حين تتحقق المطالب" منددة بـ "رفض الحوار" من قبل الحكومة. ودخل الإضراب في السكك الحديدية يومه السابع، وهو إضراب مفتوح حول مطالب تتعلق أساساً بمدة العمل. والإضراب مستمر رغم تراجع نسبة المضربين، ولا يزال يؤثر بقوة على النقل الحديدي الداخلي. وفي حال استمر في أثناء كأس أمم أوروبا، فإنه سيعقد حركة نقل المشجعين. وبعد مفاوضات صعبة تم التوصل فجر الثلاثاء إلى مشروع اتفاق، وهو ينتظر توقيع النقابات.

دلالات
المساهمون