بعد الصين... التحضير لمفاوضات تجارية بين أميركا وأوروبا

11 يناير 2019
لايتهايزر ومالمستروم ووزير اقتصاد اليابان (فرانس برس)
+ الخط -
بعد المفاوضات التجارية الجارية بين واشنطن وبكين، أكدت المفوضة الأوروبية للتجارة، سيسيليا مالمستروم، أن تفويضها لمناقشة اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة "أوشك على الانتهاء"، ما يفتح الطريق أمام محادثات رسمية تريدها أوروبا أن تكون في أقرب وقت ممكن.

وتشارك مالمستروم والممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر، في مجموعة عمل منذ صيف 2018 بهدف وضع إطار لمفاوضات تجارية محتملة بين واشنطن وبروكسل، بعد تفاهم أولي على ضرورة التوصل لاتفاق في يوليو/تموز الماضي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر.

مالمستروم قالت، الخميس، لوكالة "فرانس برس": "نعمل على التفاصيل الأخيرة في فترة المفاوضات هذه والتي ستعرض بالتأكيد على الدول الأعضاء"، مبدية اعتقادها بأن "المفاوضات قد تجري بشكل سريع، حتى ولو كان من المستحيل تحديد الوقت الذي سيحتاجه المجلس (الأوروبي) لاتخاذ قراره".

ورأت المفوضة الأوروبية التي التقت لايتهايزر الأربعاء والخميس، أنه ليس من المفترض أن تكون هناك معارضة في بروكسل لنتائج المفاوضات الأخيرة، لأنها لم تتضمن موضوع الزراعة ذي الحساسية الخاصة في فرنسا.


وأضافت: "من الجانب الأوروبي، نسعى لأن نكون جاهزين في أقرب وقت ممكن"، موضحةً أنها لا تتوقع "معارضة (في أوروبا)، لأن الجميع يدركون أننا بحاجة لأجندة إيجابية مع الولايات المتحدة".

واعتبرت أيضاً أن "التفاوض على اتفاق لخفض الرسوم الجمركية على السلع الصناعية محدود، لكنه مهم للطرفين".

من جهته، أخطر روبرت لايتهايزر الكونغرس في رسالة في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بنيته التفاوض على اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي. وأوضحت إدارة ترامب أن عليه احترام مهلة مدتها 90 يوماً تنتهي الأسبوع المقبل.

وذكر مكتب الممثل الأميركي للتجارة أنه سينشر أهداف هذه المفاوضات قبل 30 يوماً على الأقل من بدء المفاوضات رسمياً.

من جهتها، قالت مالمستروم إن الاتحاد الأوروبي مستعد لإدراج "السيارات وكلّ أنواع الآليات" في المفاوضات "إذا كانت هناك رغبة متبادلة بذلك". وقالت المفوضية الأوروبية إنها "لا زالت تأمل" بإعفائها من رسوم جمركية محتملة جديدة على قطاع السيارات قد تفرضها إدارة ترامب بعد نشر نتائج تحقيقاتها في فبراير/شباط.

وإذا ما فرضت تلك الرسوم على الآليات الأوروبية، فقائمة الرد الأوروبية، بحسب مالمستروم، تتضمن العديد من المنتجات الأميركية دون أن تحددها.


ورأت كذلك أن لقاءها مع لايتهايزر، الخميس، كان "بناءً جداً"، مشيرة إلى أن الممثل الأميركي للتجارة "يريد فعلاً العمل مع أوروبا". وأكدت مالمستروم التي ستغادر منصبها في الخريف المقبل "سنفعل كل ما باستطاعتنا للتوصل إلى اتفاق خلال هذه المدة".

أداء أفضل لليورو

في سوق العملات، اليوم الجمعة، اتجه اليورو صوب تسجيل أكبر ارتفاع أسبوعي في أكثر من 4 أشهر مع تراجع الدولار بفعل إشارات حذرة من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة.

وظل اليورو يتحرك في نطاق 1.12 إلى 1.15 دولار في الأشهر الثلاثة الماضية بسبب مخاوف بشأن النمو وإشارات إلى أن البنك المركزي الأوروبي من غير المرجح أن ينهي التحفيز قريبا.

لكن محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي، الذي أظهر نبرة أقل تشددا في رفع أسعار الفائدة، تسبب في موجة بيع للدولار، ما سمح للعملة الأوروبية الموحدة بالارتفاع إلى 1.1581 دولار وقادها إلى تجاوز متوسط مستوى الحركة في 100 يوم للمرة الأولى في 3 أشهر.


وكسرت العملة الصينية حاجز 6.8 يوانات للدولار في التعاملات الخارجية وداخل الصين. وانخفض مؤشر الدولار 0.2% إلى 95.32. وهبط المؤشر بنحو 2.2% منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2018 بفعل توقعات بأن يمنع تباطؤ في النمو، في الولايات المتحدة والعالم، مجلس الاحتياطي الاتحادي من رفع أسعار الفائدة في 2019.

وجرى تداول الجنيه الاسترليني على انخفاض طفيف عند 1.2737 دولار مع تركيز المتعاملين على التقدم في الانفصال البريطاني.

عجز ألماني

تواجه الحكومة الألمانية عجزا بنحو 100 مليار يورو في خططها للميزانية حتى عام 2023 مع تباطؤ الاقتصاد، وفقا لما ذكرته مجلة "دير شبيغل"، اليوم الجمعة، نقلا عن ورقة أعدها خبراء في المجموعة البرلمانية التابعة للمحافظين الذين تتزعمهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وحققت الحكومة فائضا في الموازنة بنحو 11 مليار يورو (12.68 مليار دولار) في 2018، في الوقت الذي عززت فيه قوة النمو الاقتصادي إيرادات الضرائب. (الدولار =  0.8675 يورو)


لكن الصحيفة أضافت أن الزيادات المتوقعة في الإنفاق على المساعدات التنموية والمساهمات في الاتحاد الأوروبي والإنفاق على الدفاع تعزز المخاطر التي تواجهها الموازنة حتى عام 2023 لأنها لم تُمول بعد. 


(رويترز، فرانس برس)
المساهمون