بعد التنديد بتصريحات السبسي...الغنوشي وسيطاً لدى المرزوقي

29 نوفمبر 2014
التظاهرات مستمرة في بعض المدن التونسية (الأناضول)
+ الخط -

شهدت مدينتا، قبلي وقفصة، التونسيتان، اليوم السبت، خروج مسيرة مندّدة بتصريحات المرشح الرئاسي الباجي قايد السبسي، لإذاعة أجنبية يتهم فيها الذين صوتوا لمنافسه المنصف المرزوقي، بـ"الإسلاميين والجهاديين".

ما حصل، هو امتداد لتظاهرات خرجت، أمس الجمعة، في الجنوب والوسط التونسي، منددة بتصريحات السبسي.

وتكثفت منذ، مساء أمس الجمعة، دعوات التهدئة الصادرة عن مختلف القوى السياسية والمدنية بهدف منع انحراف السباق الرئاسي عن مساره الديمقراطي، واقتصار التنافس في الصندوق فقط، وليس في شكل مواجهات بين الطرفين.

وانعقدت، صباح اليوم السبت، جلسة مهمة للحوار الوطني الذي كلّف رئيس حركة "النهضة"، الشيخ، راشد الغنوشي، بلعب دور المهدئ والتحاور مع المرزوقي، بغية وضع حد للخلاف الدستوري المتعلق برسالة التكليف التي وجهها المرزوقي إلى السبسي بوجوب تعيين رئيس حكومة في الفترة الدستورية من ناحية، والنظر في مسألة الطعون التي تقدمت بها حملة المرزوقي، على أساس تجاوزات انتخابية، مما يفضي بالضرورة إلى تأخير موعد الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.

التقى الغنوشي، اليوم السبت، بالمرزوقي، وأكد أنه وعد بوضع حدٍّ لمسلسل الرسائل بينه وبين السبسي، معتبراً أن هذا الموضوع "منتهٍ". كما وعده أيضاً بالنظر في مسألة الطعون ومحاولة التقليص في الآجال الدستورية، ما يعني أنه لن يقوم باستئناف الطعن إذا أسقطت المحكمة الإدارية الطعون في المرحلة الابتدائية، وهو ما قد يقود إلى تنظيم الانتخابات يوم 21 ديسمبر/كانون أول المقبل، بدل يوم 28 المقرر سابقاً في حالة استيفاء كل آجال الطعون القانونية في طوريها الابتدائي والاستئنافي.

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة "النهضة"، زياد العذاري، لـ"العربي الجديد"، أن لقاء الغنوشي مع المرزوقي تمحور أيضاً حول تطورات الأيام الأخيرة، داعياً الطرفين الى "انتهاج اُسلوب التهدئة، لأن البلاد لا تحتمل في هذه المرحلة مثل هذه الانحرافات"، ومطالباً فريقيْ المتنافسيْن بتبني خطاب رصين ومتعقل ومتزن وبعيد عن التشنج.

وأشار العذاري، في الوقت نفسه إلى أن مجلس شورى الحركة قد يجتمع في نهاية الأسبوع المقبل للنظر في موقف الحركة من الدور الثاني، موضحاً أن "الحياد التام" الذي طالب به الغنوشي، قواعد وقيادات "النهصة" (في تصريح مصور منذ أيام نشر على صفحته الرسمية) يعني به عدم تسخير موارد الحركة وإمكانياتها في العملية الانتخابية.

ومن ناحية أخرى، قال السبسي، في تصريح صحافي، أنه "مستهدف من أطراف بارعة في تزوير الألفاظ وقلب الحقائق، عملت على تأليب أهالي الجنوب ضده، وأنه لم يذكر في تصريحه لا الشمال ولا الجنوب".

وتوجه المرزوقي، أمس الجمعة، بكلمة إلى التونسيين كرئيس، وليس في إطار حملته الانتخابية، وقال إنه "سيكون أول من سيقبل بنتائج الانتخابات في دورها الثاني". وأكد دقة الظرف الذي تمر به البلاد حاليّاً، مشدّداً أنه من حق التونسيين التظاهر السلمي، ومن واجب رئيس الجمهورية السهر عليه، ومنبهاً إلى خطورة الانزلاق إلى العنف مهما كان نوعه، مهيباً بالتونسيين التعبير عن مطالبهم ومواقفهم بشكل سلمي ومن كل الأطراف التهدئة للتخفيف من الاحتقان السياسي. ودعا إلى ضرورة أن يكون الخطاب السياسي في المرحلة التي تسبق الانتخابات حول البرامج أساساً وليس حول الأشخاص لأن الوحدة الوطنية خط أحمر.