أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، اليوم الأربعاء، أنّ "التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، هو موعد انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين أطراف الأزمة الليبية". وذلك وفقاً لبيان نشرته على موقعها الإلكتروني.
وبحسب مصادر مقربّة من "المؤتمر الوطني العام" الليبي، فإنّ "الجولة الجديدة من الحوار ستكون في مدينة غدامس، جنوبي البلاد على الحدود الجزائرية الليبية".
وأضافت أنّ "الجولة أصطلح عليها اسم غدامس 2، وذلك بعد فشل الجولة الأولى من المفاوضات بين نواب مقاطعين وآخرين معارضين لانعقاد مجلس النواب المنحل في طبرق، برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون في التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي".
واختلفت المصادر، حول الحاضرين لجلسات الحوار المزمع عقدها في مدينة غدامس، ففي حين كشفت مصادر، أنّه سيتم دعوة 12 عضواً من "المؤتمر الوطني"، و12 نائباً من مجلس النواب المنحل، وأربعة أعضاء من المجلس البلدية المنتخبين، لم يُعرف بعد أي بلديات يمثلون، قالت مصادر أخرى، إنّه "ستتم دعوة ثمانية أعضاء من مجلس النواب المنحل، أربعة مؤيدون له، وأربعة آخرون مقاطعون لجلساته، ودعوة ثمانية أعضاء من المؤتمر الوطني العام، أربعة رافضون لحكم الدائرة الدستورية في المحكمة العليا، القاضي بعدم دستورية مجلس النواب، وأربعة آخرون مؤيدون لعودة الشرعية كاملة للمؤتمر الوطني، إضافة إلى أربعة أعضاء من المجالس البلدية المنتخبين".
وبحسب المصادر عينها، فإنّ رئيس "المؤتمر الوطني العام"، نوري بو سهمين، مازال يرفض المشاركة بالحوار ما لم تعترف البعثة الأممية، بحكم الدائرة الدستورية، وهو ما قد يعني إجراء هذا الحوار من دون مشاركة بوسهمين.
في هذا السياق، تُجرَى مشاورات بين أطراف ليبية عدّة قد تؤدي إلى مشاركة قادة عملية "فجر ليبيا" و"الكرامة" في جولة الحوار الثانية بغدامس، إلّا أن أحد أبرز القادة الميدانين لـ"فجر ليبيا"، يرفض المشاركة في الحوار، وهو ما يشير بحسب المراقبين إلى انقسام واضح بين القادة العسكريين لـ"فجر ليبيا"، حول المشاركة وجدواها.
لكن المواقف الرسمية، سواء من بعثة الأمم المتحدة، وكذلك القادة العسكريين لعمليتي "فجر ليبيا" و"الكرامة" لم تكشف عن مواقفهم النهائية حول المشاركة أو عدم المشاركة في حوار "غدامس 2".
في حين، أشارت مصادر أخرى، إلى أنّ "قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، يرفض الضغط الأميركي الإنجليزي، الرامي إلى إنجاح حوار غدامس 2، الذي ينتهي بإضفاء شرعية واقعية واعتراف دولي بعملية فجر ليبيا، من خلال إشراكها في الحوار أو الجلوس على طاولة الحوار مع الذراع السياسي لها، وهو المؤتمر الوطني العام".
وعلى الرغم من الإعلان عن انطلاق "غدامس 2" في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري من قبل الأمم المتحدة، وإصرار الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، على إنجاحه برعاية رئيس البعثة الخاصة في ليبيا، برناردينو ليون، فإنّ مستقبل الحوار سيظل غامضاً في ظل عدم اتفاق جميع الأطراف على كثير من التفاصيل، بحسب مراقبين.