بطل الكرة الإيطالية والحاجة إلى حبيس الملاعب الإنجليزية

07 سبتمبر 2014
ماتا ووجهته المقبلة
+ الخط -

وبعد نهاية الميركاتو الحالي، تتجه أنظار المشجعين والمتابعين نحو المنافسات المحلية ودور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا، لكنْ مدربو الفرق الكبيرة والمختصون بالنواحي التقنية، يبذلون الجهد كله من أجل رصد اللاعبين المتاحين، وتحديد نقاط القوة والضعف التي تساعدهم على الاستمرار في المنافسة على البطولات حتى الرمق الأخير. وبالتالي تظهر أهمية فترة الانتقالات الشتوية من الآن بالنسبة لبعض أندية القارة العجوز، بعد بداية ظهور احتياجات كل فريق بعد التدعيم.

الإسباني المظلوم
لعب الإسباني خوان ماتا مع فالنسيا لعدة سنوات في مركز الجناح الصريح، وعندما انتقل الي تشيلسي، وحدثت بعض التغييرات الفنية حتى مجيء رافائيل بينيتز الذي بدأ بناء شكل الفريق اللندني حسب إمكانات ومهارات ماتا. تحول اللاعب إلى قائد الفكر الهجومي للنادي الأزرق. يتمركز خلف المهاجم الصريح وأمام لاعبي الوسط، صانع لعب يمرر ويسدد ويسجل في نفس الوقت. ليكون أداءه في مباراة بنفيكا بنهائي اليوروبا ليج، التتويج الأفضل لمجهوده الوفير طوال الموسم.

وبعد قدوم مورينيو، اعتمد البرتغالي على أوسكار في صناعة اللعب، يعشق جوزيه نوعية اللاعبين القادرين على أداء الواجبات الدفاعية بنفس قدراتهم الهجومية، لذلك قرر البدء بالبرازيلي الشاب كرقم 10 أمام الوسط وخلف الهجوم، لكي يساهم في تحول الخطة من 4-2-3-1 إلى 4-3-3 الدفاعية عند الحاجة، لتنتهي فرص ماتا في المشاركة وينتقل إلى مانشستر يونايتد.

الحال لم يتغير كثيراً مع الشياطين الحمر؛ بسبب المشاكل الكبيرة والفشل الذريع للمدرب السابق ديفيد مويس. وبعد قدوم لويس فان جال وبداية صفحة جديدة للفريق، يبدو أن وضع ماتا لم يتحسن بعد؛ بسبب حاجة المدرب الهولندي إلى صانع لعب بدرجة مقاتل في الملعب، أي يسدد ويصنع ويسجل ويدافع أيضاً، كما فعل ويسلي شنايدر مع الطواحين خلال كأس العالم الأخيرة، بالطبع لم يكن في قمته لكنه قام بدور تكتيكي كبير، خصوصاً على صعيد مساندة الوسط في المهام الدفاعية.

قدوم فالكاو
تعاقد فريق مانشستر يونايتد مع النمر الكولومبي راداميل فالكاو، النسخة الأفضل للمهاجم المتكامل الذي يصنع الأهداف لنفسه ويسجلها، لتزيد الخيارات الهجومية أمام الخال الهولندي، بعد امتلاكه لكلٍّ من واين روني وروبن فان بيرسي وفالكاو في الثلث الأخير من الملعب، وكأن الأولد ترافورد مسرح المهاجمين الأفذاذ خلال الموسم الجديد.

المتضرر الأكبر من قدوم فالكاو لن يكون ثنائي الهجوم المتقدم بل صانع اللعب خوان ماتا، لأن فان جال سيفكر كثيراً في إشراك واين روني في مركز صناعة اللعب حتى يستفيد من قوته بالتسديد واندفاعه البدني الكبير، والنجم الإنجليزي لن يمانع في المشاركة كرقم 10 صريح في الملعب.

وحتى إذا ضحّى فان جال بأحد المهاجمين الثلاثة، فهناك فرصة أخرى أمام أنخل دي ماريا لشغل مركز صانع اللعب، والأمور ستسير في مصلحته إذا استمر الجهاز الفني في اللعب بخطة 3-5-2 كما بدأ الموسم. وفي كل الأحوال، سيعاني الإسباني كثيراً حتى يحجز مقعداً أساسياً مع اليونايتد.

بطل إيطاليا
يطمح يوفنتوس الإيطالي في فتح صفحة كروية جديدة مع مدربه ماسيمو أليجري، بعد تولي أنتونيو كونتي تدريب الأزوري الإيطالي. وعلى الرغم من استخدام أليجري لطريقة لعب 3-5-1-1 في بداية الكالشيو، إلا أنه من الممكن أن يقلبها فيما بعد إلى طريقته المفضلة 4-3-3، إذا توفرت لديه الخصائص والقدرات التي تساعده على تطبيق أفكاره الكروية.

ورغم أن السيدة العجوز تضم مجموعة من أفضل اللاعبين في منطقة الوسط كبيرلو، بوجبا، ماركيزيو، وفيدال، إلا أن الفريق يعاني ندرة واضحة في مركز صانع اللعب المتقدم والأجنحة المنطلقة على الأطراف، لذلك كلما يحاول الفريق، التخلي عن 3-5-2، يعود إليها مرة أخرى بسبب افتقاده إلى اللاعبين القادرين على ملء فراغات المستطيل الأخضر.

يؤكد بيب جوارديولا، بأن الخط الجانبي هو أفضل مدافع، بمعنى أن لاعب الجناح يواجه المدافع من الأمام والخط من الجانب؛ لذلك يجب أن تتوافر لديه جميع المهارات التي تساعده في التصرف داخل المساحات الضيقة، ومع تحوله إلى عمق الملعب، يستطيع أن يتحرك بسهولة وأريحية، لأنه اعتاد على التألق في أصعب الظروف، وخوان ماتا أحد القلائل الذين يجيدون هذا الدور، الجمع بين مركزي الجناح على الطرف، وصانع اللعب من العمق.

وفريق بقيمة اليوفنتوس يحتاج إلى هذه النوعية من النجوم، لأنه يمتاز بوفرة عميقة في العمق وضعف على مستوى الأجنحة، لذلك يجب على إدارة بطل الكالشيو، سرعة التوجه نحو ماتا ومراقبة وضعه من الآن، إذ إن الأمر سيكون أسهل كثيراً إذا استمرت المعاناة بين اللاعب والأندية الإنجليزية.

المساهمون