بشرة خير وتسلم الأيادي

01 يونيو 2014
+ الخط -
(وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين) لله حكمة في كل حدث، يمهد ويزين لهم، ليرتقو ويعلو ويصعدو، يمهل ويستدرج ويمايز ويمحص، حتى يكون السقوط والهبوط مفزعاً مرعباً مزلزلاً، أرادوها ستارا وعنواناً وتفويضاً جديداً لهم، وأرادها الله كاشفة وفاضحة لهم، (وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر).
نصر وفتح رباني، من دون جهد، أو نصب، تأتي فتوحات السماء، إن لم تنصر الحق سينصره الله بك، أو بغير. يقول علي بن أبي طالب رضى الله عنه:(إن الله لا يُسلِم الحق، ولكن يتركه ليبلو غَيْرة الناس عليه فإذا لم يغاروا عليه غَارَ هو عليه).
إن لم نغار نحن على الدين والحق والعدل والحرية، غار الله تعالى عليهم، ومن غالب الله غلبه، ومن علا فالله أعلى.
شتان بين الانتخابات عقب الثورات والانتخابات عقب الانقلابات، شتان بين انتخابات يشارك فيها "الإخوان" وانتخابات يقاطعونها. شتان بين انتخابات الأحرار وانتخابات سحرة فرعون.
بشرة خير وتسلم الأيادي التي كشفت الزعامات الفاشلة، والتي فشلت فشلاً ذريعاً في إثبات زعامتها وشعبيتها، على الرغم مما يبذلونه من جهد ومال وإعلام، يحرقون البلاد والعباد، لينالوا تلك الزعامة الزائفة بالتفويض الوهمي.
بشرة خير وتسلم الأيادي، فبعد المسرحية الهزلية المسماة انتخابات الرئاسة المصرية،
اتضح الآن لكثيرين أن التفويض كان فوتوشوب. بشرة خير وتسلم الأيادي، فالمصريون يردون بالأسلوب نفسه، مفيش انتخابات، "مفيش ناخبين، مفيش أصوات، مش قادر أنزل، مش قادر أعطيك صوتي، مفيش مفيش مفيش"
بشرة خير وتسلم الأيادي، فالآن أثرت دماء الشهداء، وأنات المصابين، ودعوات المعتقلين في الجموع، صبر الشهور على الطرقات، وفي الميادين، في حر الصيف، وزعابيب الشتاء، يترجم الآن على أرض الواقع الجديد.
بشرة خير وتسلم الأيادي التي تحفظ مصر من أكبر عملية سرقة في التاريخ، لا تقارن بسرقة الأموال، ولا الآثار، ولا الجواهر، إنها سرقة حضارة، وتجفيف منابع الرجولة والجينات الوراثية الإيجابية والإيمانية في الشعوب، إنها سرقة وطن.
بشرة خير وتسلم الأيادي التي تظهر أن كل طاغية يلهث خلف حلمه وكابوسه، حتى إذا أدركه لم يجده شيئا وكان هلاكه ( أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون).
بشرة خير وتسلم الأيادي، فالمصريون يفضحون الانقلابيين، ويصيبونهم بالاكتئاب والإحباط والحسرة، ويضحون بهم بدلاً من التضحية بجيل، أو جيلين من أبنائهم.
بشرة خير وتسلم الأيادي، فالفرصة سانحة لتجميع ثوار يناير من جديد، فبشرياته تزداد سطوعا وإشراقاً.
بشرة خير وتسلم الأيادي، فيد الله تعمل في الخفاء فلا تستعجلوها، يمهد لدينه ويغرس لدعوته، وينصر أولياءه، ويحفظ جنوده، فعظموا نياتكم، ووسعوا خطواتكم، وأعلوا هممكم، فقضاء الله نافذ، وحكمه لا يرد، وحكمته غير خافية على المؤمنين، ولا يكون في كونه إلا ما يريده، بعز عزيز، أو بذل ذليل، فللوطن رب يحميه.
 بشرة خير وتسلم الأيادي، وقريباً بإذن الله، نهتف: الله وحده أسقط الانقلاب.
A1D457CA-07A6-4356-9733-994C8B550719
A1D457CA-07A6-4356-9733-994C8B550719
ماهر إبراهيم جعوان (مصر)
ماهر إبراهيم جعوان (مصر)