مقاطع حرجية وجذوع متراصة وحشائش متعالية بألوان خريفية قاتمة... ثمة حشد من التفاصيل البرية، ثمة لوحات جدارية ضخمة وأخرى كبيرة ومتوسطة في معرض "طبيعة طبيعة 1991 - 2019" الذي تحتضن أعماله حالياً قاعة "جانين ربيز" في بيروت، حيث اعتاد التشكيلي بسام جعيتاني تقديم جديده فيها منذ سنوات.
يعد الفنان اللبناني (1962) مجرباً بمعنى الكلمة، لا يقيم معرضاً يشترك مع الذي سبقه في شيء، لا على صعيد الثيمة أو الموضوع ولا الأسلوب. ومرة كتبت عنه الفنانة والناقدة التشكيلية لور غريّب: "حضرتُ معارضه كلها تقريباً. لكأن هذا الفنان كلما نال نجاحاً بعد طول وقت من البحث والتجارب والتحولات، انتقل الى تجربة جديدة أعمق، وأصعب، وأكثر مخاطرة في مهنته التي تشغله ليل نهار من دون ملل وتراجع".
في معرضه "طبيعة طبيعة" يرسم جعيتاني مقاطع من غابات، متنقلاً "من النظر إلى الطبيعة إلى التفكير من خلال عناصرها" كما يقول بيان المعرض المتواصل حتى 22 من الشهر المقبل. ورغم أن الفن اليوم ابتعد كثيراً عن الطبيعة ورسمها، فإن تجربة الفنان هذه هي تجربة الوسائل والتقنية الحديثة في الموضوع الأكثر كلاسيكية في الرسم.
سبق لجعيتاني أن اشتغل على الحروفيات والفن الإسلامي وعلى ثيمة المقدس في معرضه "شظايا" (2015)، بينما تناول في معرضه "البندول" (2011) موضوع الآلة، وفي "سيكولوجيا المادة" (1998) موضوع المادة وتحولاتها، إلى جانب غيرها من المواضيع التي تستحوذ على تفكير الفنان كل مدة.
جعيتاني يعيش اليوم في لبنان ويدرّس الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية الأميركية، بعد أن أقام في باريس لمدة طويلة حيث درس الفن في جامعة السوربون. أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في واشنطن وبيروت وباريس ولندن، وتمتد أعماله عبر الرسم والتركيب والسينما.