بريطانيا ستدرب المعارضة السورية "المعتدلة" قبيل معركة الرقة

25 أكتوبر 2016
سيتلقى المتطوعون تدريبات "خاصة" (فيل موور/ فرانس برس)
+ الخط -
كشفت صحيفة "ذي إندبندنت"، أنّ القوات البريطانية ستدرّب مقاتلين سوريين، في خطوة من شأنها إثارة الجدل من جديد، بعدما تراجعت المعارضة "المعتدلة"، المدربة والمدعومة من الغرب، لصالح التنظيمات الجهادية، وذلك قبيل المعركة المنتظرة لاستعادة السيطرة على مدينة الرقة شمالي سورية، من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقالت الصحيفة، في تقرير، اليوم الثلاثاء، إنّ وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، سيعلن عن خطوة نشر المدربين، خلال مؤتمر أمني في العاصمة الفرنسية باريس حول قتال "داعش".

وبحسب الصحيفة، فإنّ حوالى 20 شخصية عسكرية، ستُدعى من عدد من وحدات القوات البريطانية، لترسل مبدئياً إلى مهام التدريب، إلا أنّ عددهم قد يزداد في المستقبل.

وكشفت الصحيفة، أنّ القرار البريطاني، جاء تلبية لطلب أميركي من قبل وزارة الدفاع (البنتاغون).

كما يأتي القرار في وقت يتم التنافس دولياً، وبشكل مكثف، على التأثير في سورية، قبيل فتح جبهة مدينة الرقة، عاصمة خلافة "داعش"، فيما يواصل النظام محاولاته لانتزاع السيطرة على مدينة حلب، بمساعدة حلفائه الإيرانيين والروس.

وسيرسل فريق التدريب البريطاني الجديد، بحسب مصادر عسكرية لـ"ذي إندبندنت"، إلى منطقة القويرة في جنوب غربي الأردن، حيث سيتمركز في مخيمات تم تشييدها، العام الماضي.

وذكّرت الصحيفة بأنّ بعثة بريطانية مشابهة، عملت مع القوات الأميركية في قاعدة بالأردن، وأنهت مهماتها في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، بعدما انتهى المطاف بالمقاتلين المتدربين، إلى "جبهة النصرة" (فتح الشام حالياً)، التابعة لتنظيم "القاعدة"، بعد عبورهم الحدود مع سورية.

وتم تبرير إنهاء مهام البعثة البريطانية آنذاك من قبل السلطات الرسمية، بالقول إنّ "عدد المجندين المتطوعين الذين تقدّموا للتدريب لم يكن كافياً".

أما الفريق البريطاني الجديد، ووفقاً للمصادر العسكرية، فسيعمل على تدريب "جيش سورية الجديد"، الذي تم تشكيله من الجنود المنشقين عن قوات النظام السوري.

وقد لعبت وحدات القوات الجوية الخاصة في الجيش البريطاني، المتواجدة على الأرض في سورية، دوراً مع "جيش سورية الجديد"، في انتقاء المجندين الذي تطوعوا إلى برنامج التدريب المنتظر.

وشددت وزارة الدفاع البريطانية، بحسب الصحيفة، على أنّ "كل المتطوعين من المعارضة المعتدلة سيخضعون لإجراءات تدقيق صارمة"، مؤكدة أنّهم "سيتلّقون تدريبات خاصة، ودورات في القانون الدولي الإنساني".

كما أكّدت الوزارة أنّ المتدربين، "سيخضعون لفحص أمني وطبي قبيل بدء التدريب"، مشيرة إلى أنّها ستقوم بتقييمهم خلال التدريب، ومراقبتهم بعد انتهائه".

ولفت فالون إلى أنّ "داعش يتراجع على أعقابه ميدانياً"، لافتاً إلى أنّ "سلاح الجو الملكي يلعب درواً أساسياً من خلال غاراته الجوية وضرباته القوية على التنظيم في سورية والعراق".

وقال "الآن نخطو خطوة لتقديم الدعم لقوات المعارضة المعتدلة في سورية، من خلال تدريبهم على المهارات التي يحتاجونها لهزيمة داعش".



ويتضمن برنامج التدريب البريطاني، وفق الصحيفة، مهارات القتال، والتعامل مع العبوات الناسفة، وإجراءات الطوارئ الطبية والاتصالات.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ "جيش سورية الجديد" ينشط في منطقة التنف، في جنوب شرقي سورية، بالقرب من الحدود الأردنية.

وفي مايو/أيار الماضي، نفذ "داعش" هجوماً انتحارياً على قاعدة هذا الجيش، في حين تعرّض معسكره لغارات جوية، اتهم روسيا بالوقوف وراءها، فيما نفت موسكو الأمر.

وانشق "جيش سورية الجديد" بعد ذلك، عن حليفته "جبهة الأصالة والتنمية"، التي تتلقى دعماً من المملكة العربية السعودية، بحسب الصحيفة، في خطوة رأى فيها منتقدون مثالاً على "الطبيعة الانقسامية وغير الفعّالة" لمقاتلي المعارضة السورية.

وتأتي مبادرة التدريب البريطاني الجديدة، على خلفية التنافس الحاد على كسب "أفضلية استراتيجية"، قبيل الهجوم المرتقب على مدينة الرقة شمالي سورية.

وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أنّ معركة الرقة المرتقبة، يريد لها الأميركيون أن تقاد من قبل حلفائهم الأكراد "وحدات حماية الشعب"، إضافة إلى مجموعات المعارضة السورية المعتدلة، في حين يريد الأتراك، المنخرطون في صراع مع الأكراد، لعب دور فيها، فيما يصر الروس على ضرورة إشراك قوات نظام الأسد.


دلالات