بريطانيا تواجه "داعش" على أكثر من محور

02 فبراير 2015
قدّم البريطانيون مساعدات للبشمركة (علي مكرّم غريب/الأناضول)
+ الخط -
بريطانيا تواجه "داعش" على الجبهتين السورية والعراقية، وفي حين تقدم مساعدات للاكراد والعراقيين، وهي الثانية بعد الولايات المتحدة، فإنها تساهم في تدريب المعارضة السورية، ويأتي هذا  في إطار الجهود الدولية المتواصلة للقضاء على تنظيم "الدول الاسلامية"، وذلك في سياق التزام 21 دولة من دول "التحالف الدولي" في مؤتمر لندن، الأسبوع الماضي، من أجل تحقيق الأهداف المرجوّة من الحملة الموجهة ضد التنظيم.

وكان ممثلو الدول الـ21 قد أكدوا على "التزامهم مواصلة الحرب على الارهاب مهما كلّف الأمر". كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، في الاجتماع، أن "القوات العراقية غير جاهزة لهزيمة مسلحي التنظيم وحدها"، في إشارة منه إلى ضرورة مواصلة الجهود المبذولة من قبل التحالف الدولي ضد "داعش"، ودعم حكومة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي. وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، فرح دخل الله، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "مشاركة المملكة المتحدة في التحالف ضد داعش، تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة".
وذكرت أن "المجهود البريطاني يتوزع على ثلاثة محاور استراتيجية، وهي المشاركة المباشرة والعملية في الغارات الجوية ضد مواقع وأرتال داعش في الأراضي العراقية، وتدريب القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية، والجهد الانساني للتخفيف من معاناة المدنيين المتضررين من الحرب". وكشفت أن "مشاركة بريطانيا في العمليات العسكرية تنفذها 8 طائرات تورنادو، وطائرات ريبر من دون طيار، وطائرات النقل من طراز سي 130، وطائرة فوياجر، الخاصة بتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جواً".

ولفتت إلى أن "طائرات تورنادو تنفذ مهاماً استطلاعية مسلحة منذ 26 سبتمبر/ أيلول الماضي، وانضمت إليها، منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في هذه المهام، طائرات ريبر. وشاركت جميعها في توجيه ضربات جوية لمساعدة القوات العراقية والكردية، في قتالها ضد داعش على الأرض".

وأضافت دخل الله أن "الدعم الذي توفّره طائرات التحالف، أحدث فرقاً كبيراً بمساعدة القوات العراقية على الأرض في وقف تقدم مقاتلي داعش على الجبهة، ودحرهم عن مواقع هامة، وتحرير المناطق المدنية التي اجتاحوها خلال الصيف". وتابعت: "نجحت قوات البشمركة بالتقدم نحو مواقع داعش لتحرير اللاجئين الأيزيديين، الذين كانوا محاصرين طوال أشهر في جبل سنجار العراقي".

أما على مستوى التدريب والدعم اللوجستي، فقد أفادت دخل الله بأن "الحكومة أرسلت فرق تدريب، تضمّ حوالي 60 عسكرياً بريطانيّاً، لتدريب القوات الكردية، إلى جانب فرق تنسيق ملحقة بالحكومة العراقية وقواتها المسلّحة، لضمان تنسيق كافة أوجه النشاط العسكري بشكل مناسب".

وأشارت دخل الله إلى أن "بريطانيا سترسل فرق تدريب أخرى إلى إقليم كردستان العراق، إلى جانب أفراد آخرين من الجيش البريطاني سيلتحقون بمقرات في الكويت وبغداد، إضافة إلى جهود دعم القوات المسلحة الأردنية واللبنانية". ونوهّت إلى "تقديم لندن مساعدات غير عسكرية للمعارضة السياسية السورية، كما تساهم في برنامج لتدريب المعارضة المعتدلة عسكرياً، كي تتمكن من الدفاع عن المناطق التي تسيطر عليها بمواجهة اعتداءات داعش".
وختمت دخل الله بالقول إن "الجهود العسكرية البريطانية لدعم السلطات العراقية والكردية، لم تقتصر على التدريب، إذ وضعت طائرات النقل التابعة لسلاح الجو الملكي لإمداد القوات الكردية بمساعدات إنسانية إلى جانب الإمدادات العسكرية، كما يعمل فريق التدريب من الجيش البريطاني على تدريب قوات البشمركة على مهارات المشاة والإسعافات الأولية. وسيركز برنامج التدريب مستقبلاً على مكافحة العبوات الناسفة المصنوعة محلياً".