بريطانيا: البطالة في أدنى مستوياتها

12 يونيو 2019
مخاوف من فوز كوربين بالانتخابات البرلمانية (Getty)
+ الخط -



رغم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها تمكنت بريطانيا من خفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ 45 عاماً، وفق بيانات رسمية صدرت أمس الثلاثاء. وأفاد بيان لمكتب الإحصائيات الوطني، وفقاً لما نقلته "فرانس برس"، بأن معدل البطالة بقي عند 3.8% خلال الأشهر الثلاثة حتى إبريل/نيسان، وهو أدنى مستوى منذ الربع الأخير من العام 1974.

وتواجه بريطانيا حالياً اختيار خليفة لرئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي، وسيتوقف على هذا الاختيار الأسلوب الذي ستنتهجه بريطانيا في تقرير مصير عضويتها في الاتحاد الأوروبي والترتيبات التجارية المتوقعة. ولم تتغير الأرقام عن المعدل الذي تم تسجيله في الربع الأول حتى آذار/مارس الماضي، وكانت مطابقة لتوقعات السوق.

وقال المحلل ديفيد شيتهام من شركة "إكس تي بي" للتجارة الإلكترونية "بالمجمل، ليس هناك الكثير مما يشير إلى أي ضعف" في سوق العمل، لكنه حذّر من تداعيات بريكست والاقتصاد العالمي الذي يشهد تباطؤاً. وأفاد "بصراحة، يبقى المشهد العام للاقتصاد البريطاني بعيداً عن الازدهار ويبدو أنه لا يحقق أي تقدم".

وأضاف "لكن نظراً للرياح المعاكسة المزدوجة في ظل الضبابية السياسية الحالية وتباطؤ الاقتصاد العالمي، يمكن النظر إلى مستوى النشاط الحالي على أنه أفضل ما يمكن توقعه في الظروف الحالية".

وفي المقابل، أظهرت بيانات رسمية الاثنين أن الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا تقلص بنسبة 0.4% في إبريل على خلفية تراجع الصناعات الناجم بشكل أساسي عن الضبابية بشأن بريكست.

وفي ذات الصدد، حذر صناع السياسة في بنك إنكلترا "البنك المركزي البريطاني"، أمس الثلاثاء، من المخاطر السلبية على اقتصاد المملكة المتحدة بسبب "بريكست" والتوترات التجارية العالمية، مع التوقعات باستمرار ارتفاع أسعار الفائدة على الجنيه الاسترليني.
وقال عضو مجلس إدارة بنك إنكلترا المركزي، مايكل سوندرز، في خطابه أمام لجنة الخزانة بالبرلمان البريطاني، إن مغادرة الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق من شأنها أن تعيق آفاق النمو على المدى الطويل في المملكة المتحدة.
وأضاف سوندرز، أن حي المال البريطاني سيعاني من تراجع الانفتاح على التجارة الدولية ونقص جاذبيتها كمركز مالي عالمي، مشيراً إلى أن تصاعد التوترات التجارية سيضر أيضاً بالصادرات والاستثمار وأسعار الأصول في بريطانيا. 

ولفت في خطابه، إلى أن بنك إنكلترا على استعداد لرفع أسعار الفائدة بأكثر مما يتنبأ به المستثمرون، إذا نجحت المملكة المتحدة في الخروج بشكل سلس ومنظم من التكتل الموحد.

وكان وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، وهو المرشح الأوفر حظاً لخلافة تيريزا ماي، قد هدد الاتحاد الأوروبي، وقال إنه سيرفض دفع "فاتورة انفصال" تبلغ قيمتها 39 مليار جنيه إسترليني (نحو 50 مليار دولار)، ما لم يتم عرض شروط أفضل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتربط جونسون علاقات وثيقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وهذ الصلة تخيف دول الاتحاد الأوروبي من فوز جونسون بمنصب رئاسة الوزراء البريطانية.
المساهمون