برنامج توعية جنسية للمهاجرين يثير جدلاً في ألمانيا

17 مايو 2016
رسوم توضيحية تضمنها البرنامج (تويتر)
+ الخط -

أثار برنامج إلكتروني أطلقته الحكومة الألمانية لتقديم المشورة للمهاجرين وطالبي اللجوء، بخصوص الجنس والحياة الجنسية، خاصة أولئك الذين لم يمض على وجودهم وقت طويل في ألمانيا، جدلاً واسعاً في البلاد.

ويوفر الموقع المعلومات الخاصة بالجنس والحياة الجنسية للناطقين بنحو 12 لغة مختلفة، ومنها العربية والتركية والإنجليزية.

ويوضح تحت عنوان "جسدي بالكلمات والصور" نواحي متعددة تتعلق بالصحة الجنسية والعلاقات والعواطف وتنظيم الأسرة، إلى جانب المسائل القانونية. وبالطبع لا يكتفي بالشرح النظري، وإنما يعرض صوراً ورسوماً بيانية وأوصافاً تسهّل على المتتبع الوصول إلى المعلومة بوضوح ويسر.

وأظهرت صحيفة "واشنطن بوست" تباين الآراء بشأن البرنامج الذي أطلق عليه تسمية Zanzu واختلاف المؤيدين والمعارضين له، خاصة لجهة مقاربته الصريحة للمسائل الجنسية. فقد رأى البعض أن البرنامج يقرّب المهاجرين الآتين من بلدان وثقافات أكثر محافظة من المجتمع الألماني، ويساعدهم أكثر على فهم الليبرالية الألمانية وعلى الاندماج.

في المقابل، رأى عالم الجنس في جامعة مرسبورغ الألمانية، هاينز يورغن فوس، في حديث للصحيفة، أن البرنامج "عنصري، كونه يروج لنشاط جنسي منفتح وحرّ، وهو أمر لا يمكن للدولة أن تجبر الناس عليه، إنه من المسائل التي لا بد من التفاوض بشأنها".

من جهتها، أبدت المدونة أنابيل شانكي استخفافها بالبرنامج، معتبرة أن المهاجرين أو طالب اللجوء يعرفون ما هو مقبول وغير مقبول في هذا البلد، وهم لا يهتمون بقوانين وثقافة ألمانيا. واعتبرت أن تأثير البرنامج سيكون محدوداً جداً.

وقالت إن من السذاجة اعتبار أن التنشئة الاجتماعية والتكييف الثقافي منذ الطفولة المبكرة تتحقق عبر صور لطيفة.

ورأت إحدى المعلقات أن صوراً في البرنامج تصور العلاقات بين أعراق مختلفة تخلق "إشكالية" فعلية. واعتبر آخر أن الحكومة الألمانية من السذاجة بحيث اعتبرت أن الدليل الجنسي للمهاجرين يمكن أن يحل محل التعليم التثقيفي السليم. كما عاب آخرون على الصور التوضيحية المفصلة التي تظهر العلاقات الكاملة بالصور بين المرأة والرجل، على اعتبار أنها أمور يعرفها المهاجرون ولا تخفى عليهم، مشيرين إلى أن البرنامج يشكل مادة تحريضية قد تسبب ردود فعل عنيفة.

 

وعبّر أحد المعلقين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأن تعليقات عنصرية تطاول البرنامج، كما أن المواد المنشورة تزيد من تشويه صورة اللاجئين والمهاجرين في ألمانيا، لأن الصور توحي بأن هناك تفاقما لأحداث الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، على خلفية ما حدث ليلة رأس السنة، وتلك الاعتداءات الجماعية التي كان يرتكبها عدد قليل جداً من المهاجرين. 

المساهمون