برنامج "رئيس دولة" لساركوزي في المغرب

21 يونيو 2015
صراع انتخابي يطفو على السطح بين هولاند وساركوزي
+ الخط -
يقوم زعيم المعارضة اليمينية في فرنسا، نيكولا ساركوزي، بزيارة للمغرب تدوم يومين، يرافقه فيها وفد يضم وزيرة العدل السابقة من أصول مغربية رشيدة داتي، ووزير التعليم السابق لوك شاتيل، بالإضافة إلى النائبين البرلمانيين بيار لولوش وكريستيان كومبون.

وسيبدأ ساركوزي زيارته، الليلة، بلقاء مع أنصار حزبه "الجمهوريون" في إحدى فنادق العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.

وتتميّز هذه الزيارة ببرنامج حافل بالاستقبالات الرسمية ذات المستوى الرفيع، وهو برنامج يشبه إلى حد كبير برنامج زيارة رسمية لرئيس دولة، وليس زعيم حزب معارض في دولة أجنبية لا يشغل أي منصب رسمي. ويستقبله، غداً الاثنين، العاهل المغربي محمد السادس، في لقاء سيتناول راهن العلاقات المغربية الفرنسية والأوضاع في ليبيا وتونس ومنطقة الساحل.

كما سيعقد ساركوزي محادثات مع رئيس الوزراء عبدالإله بن كيران، وأيضاً مع أبرز وزراء الحكومة المغربية، وعلى رأسهم وزير الخارجية صلاح الدين مزوار والداخلية  محمد حصاد والعدل مصطفى رميد، وتتناول هذه المحادثات التعاون الفرنسي المغربي، خاصة على المستوى الأمني والقضائي، بعد التعديل الأخير لمعاهدة التعاون القضائي بين فرنسا والمغرب.

ويتمتع ساركوزي بحظوة كبيرة لدى الملك المغربي، كما أن ساركوزي حليف تاريخي للمغرب منذ عقدين من الزمن، خاصة أثناء توليه الرئاسة الفرنسية.
وقد بذل جهوداً كبيرة في الأشهر الأخيرة لإقناع الاشتراكيين بتلبية طلبات المغرب خلال فترة الجفاء التي زعزعت العلاقات بين الرباط وباريس بسبب استدعاء القضاء الفرنسي لمدير الاستخبارات المغربية عبداللطيف الحموشي لاستجوابه حول دعوى بتهمة التعذيب.

وأخيراً صرح ساركوزي في معرض حديثه عن الأوضاع في بلدان المتوسط، "يجب علينا تشجيع الأنظمة المعتدلة في جنوب المتوسط، وفي المغرب لحسن الحظ لدينا ملك عظيم عيّن رئيس حكومة من التيار الإسلامي لضبط الأوضاع هناك".

ومن اللافت أن يقوم ساركوزي بهذه الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر، الجارة الخصم للمغرب. كما أن هذه الزيارة تندرج في إطار جولة دبلوماسية يقوم بها ساركوزي لدول معيّنة يتمتع فيها بشعبية كبيرة مثلما فعل أخيراً في إسرائيل، حيث تم استقباله بحفاوة كبيرة من طرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين في الدولة العبرية، وانتقد بشدة خلال هذه الزيارة الأداء الدبلوماسي الفرنسي، الأمر الذي أثار حفيظة الإليزيه وامتعاض وزير الخارجية لوران فابيوس الذي رد عليه بتصريح ناري في البرلمان الفرنسي وقتها.

اقرأ أيضاً: هولاند يرضي السلطة الجزائرية: صحة بوتفليقة جيدة

 

المساهمون