مراد معتقل سابق في سجون النظام السوري، لم يعد يعرف أيهما أكثر قسوة: الحر الشديد صيفاً، أم البرد القارس شتاءً؟ اعتقل مراد ثلاثة أشهر في فرع الأمن الجوي بدمشق، تم خلالها استخدام طرق عدة "لإذلالنا وإضعاف قدرتنا على التحمل، قد لا أستطيع إحصاءها، لكن البرد وحده في زنزانتي كان كفيلاً بانهيارنا وتقديم ما يريده المحققون".
المعتقلات الباردة
مراد ليس حالة عابرة، إذ يعاني أو عاني ما لا يقل عن 215 ألف شخص، بحسب آخر إحصائية أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان بطريقة التوثيق التقديري، من سياسة الاعتقال التي ينتهجها النظام السوري، والانتهاكات التي تحدث في معظم الأماكن التي تحولت، خلال السنوات الأربع الأخيرة، إلى معتقلات نظامية أمنية، بعد أن كانت أبنية أو قاعات أو مدارس أو صالات، لم تكن مجهزةً لهذه الوظيفة، إذ أضيفت مقرات الاحتجاز الجديدة- بحسب ناشط في الداخل السوري- إلى أقبية وسجون فروع الأمن والمخابرات السورية الكثيرة، والتي كانت خلال الأربعين سنة الماضية مفصولة عن المدن الموجودة فيها بجدرانٍ عالية من السرية.
ذات الجدران كانت، وما تزال، تفصل هذه المعتقلات عن أي قانون إنساني، وتمنعه من الدخول إليها، لكن الجدران، تسمح بسهولة بدخول موجات البرد والصقيع، تزيد معاناة المعتقلين من التعذيب بالبرد.
في الرابع عشر من ديسمبر/كانون أول من عام 2013 وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وفاة 13 سجيناً داخل سجن حلب المركزي بسبب البرد، نشرت الشبكة أسماء ستة منهم، بينهم امرأة، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أفادت الشبكة أن سبب البرد القارس سبب وفاة المعتقلين.
أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجن صيدنايا نشر نداءً لإرسال ثياب شتوية مستعملة إلى السجن، في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحمل اسم "لست مجرد رقم" ، وهي الصفحة الرسمية لحملة ينظمها مجموعة من الناشطين في قضايا سجناء الرأي والمعتقلين. وقد صرح ناشر النداء أن نسبة الوفيات بسبب البرد في سجن صيدنايا ترتفع بشكل كبير، حسب شهادته.
يختلف وضع التدفئة من معتقل لآخر، وأحياناً من زنزانة لأخرى، داخل المعتقل ذاته، لكنها تتشابه جميعا، باستثناء بعض السجون المدنية والمركزية، بعدم تقديم أي فراش أو غطاء للمعتقلين. لتبقى، في معظم الحالات، التدفئة البشرية الذاتية الناتجة عن الازدحام داخل المعتقلات، هي الوسيلة الوحيدة للوقاية من البرد.
التعذيب بالبرد
يوثق ناشطون احتجاز المعتقلين في سجن المزة الدمشقي داخل صالات كبيرة مفتوحة النوافذ ليل نهار، مما يضطر المعتقلين أحيانا إلى الاستغناء عن بعض ملابسهم الشتوية، في محاولة لتغطية تلك النوافذ ووقف تدفق البرد الشديد منها. قد يصل عدد المعتقلين في هذه القاعات إلى 200-300 شخص، وعندها قد يخفف الازدحام قليلاً من البرد. لكن المشكلة الحقيقية تظهر عندما يقل العدد ليصبح حوالى 100 شخص، فتصبح الصالات، نظراً لاتساعها وتعدد منافذ الهواء فيها، ملاعب للهواء شديد البرودة الذي قد يودي بحياة بعض المعتقلين.
أما في معتقل آمرية الطيران، فيتم احتجاز السجناء في بهو كبير كان يستخدم صالة رياضية، قبل بدء الثورة، والذي تحول بعدها إلى معتقل. أرض الصالة مدفّأة بتدفئة مركزية، نادرا ما تُشغّل شتاءً إلا تبعاً لمزاجية السجانين، لكن الحرارة المنطلقة من الأرضية، تُستخدم كطريقة للعقاب صيفاً، لتحول الصالة إلى فرن كبير.
وفقا لمعلومات وثقتها "العربي الجديد" من عدة ناشطين في الداخل السوري، فإن الأمر يختلف قليلاً في بعض السجون مثل سجن صيدنايا، إذ تقدّم للسجين بطانيتان كحدٍ أقصى (في معظم الأحيان تقدم بطانيتان لكل ثلاثة مساجين). لكن جدران الزنازين المكونة من صفائح حديدية، وجو منطقة صيدنايا البارد جداً، يجعلان المكان أشبه ببراد للجثث، بدلا من كونه مكانا لإقامة الأحياء، وبالتالي يضطر المعتقلون إلى استخدام إحدى البطانيات كفراش يعزلهم عن الأرض الباردة، وقد ينام عليها أربعة معتقلين ملتصقي الأجساد، ليضعوا فوقهم ما تبقى من البطانيات، علّهم يحصلون على بعض الدفء.
أما سجن عدرا، وهو سجن مدني، فيُستخدم أحياناً لإيداع المعتقلين ريثما يتم عرضهم على المحاكم، فإنه يُعتبر نسبياً أفضل من بقية السجون والمعتقلات. هنا يحصل السجين على بطانيتين، إضافة إلى إمكانية شراء البطانيات او الفرش لمن يملك مالاً. كأنه سوق سوداء مفتوحة لابتزاز المعتقلين واستنزاف ما معهم من مال حتى آخر ليرة.
فقدان الوعي بسبب البرد
"مصعب ش"، من درعا (53 عاما)، معتقل سابق في أقبية الأمن العسكري في دمشق، تحدث عن تجربته لـ"العربي الجديد" قائلا: "كان الإحساس بالبرد الشديد واضحاً على الجميع؛ معظمنا كان قد اعتقل منذ أشهر مرتدياً ملابس صيفية. كنا نضطر إلى الالتصاق ببعضنا معظم الوقت، لنحمي بعضنا بأجسادنا شبه العارية". ثم تابع واصفا مكان احتجازه بأنه "زنزانة كبيرة بلا نوافذ، لكن فتحة التهوية الموجودة في السقف كانت تُطلق تياراً هوائياً بارداً جداً، يصطدم بأرض الزنزانة، ينتشر في كل أرجائها، ويوزع البرد على مسافة أربعة أمتار حول مسقط التيار، عند ازدحام الزنزانة بعدد كبير جدا من المعتقلين، يصبح لا مفر من أن يجلس بعضهم تحت هذه الفتحة الجهنمية، تبدأ الأجساد بالارتجاف الذي يصل بالبعض إلى فقدان الوعي من شدة البرد".
يبتسم مصعب ابتسامة حزينة، يتابع الحديث عن "الممر- المكان الحلم" وهو "درج طويل يفصل بين الزنازين، ولا فتحة للتهوية فيه، مما حوله إلى المكان المشتهى لدى المعتقلين. فقد يمضي بعضهم ساعات وهو يتوسل للسجان كي يمنحه فرصة قضاء بضع ساعات فيه، أو النوم على الدرجات جلوسا أو وقوفا، فقط لأنه "أقل برداً" من الزنزانة".
داخل أو خارج السجن سواء
يبين رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، المحامي أنور البني، لـ"العربي الجديد" أن "البرد قد يكون أصغر هموم السجناء عملياً أمام الوضع العام للسجون والمعتقلات. وليس هناك أي نص بخصوص التدفئة في القانون السوري، لكن النصوص العامة وقانون نظام السجون، تؤكد على احترام إنسانية السجناء بشكل عام، وعلى الواجبات والممنوعات على السجين، ومنها واجبات الإدارة تجاهه. أما في الواقع فلا يطبق أي من هذا، خاصة في المعتقلات الأمنية، عدا عن المعتقلين لدى جهات غير الدولة. عملياً أصبحت حقوق الإنسان خارج السجن مهدورة نهائياً، بما فيها الحق بالأمان والدفء، فكيف سيكون وضع السجناء؟!.
يتابع البني "عمليا تعج السجون بالمعتقلين بشكل يفوق ثلاثة أو أربعة أضعاف طاقتها، مما يعني أن الخوف من الاختناق هو هاجس أولي قبل الخوف من البرد في كثير من الحالات"، ويواصل البني قائلا: "في المقابل، هناك حالات تعاني من البرد الشديد كحالة سجن عدرا للنساء مثلاً، حيث البناء جديد ولم يكتمل. وعدد المعتقلات قليل بالنسبة للمساحة الكبيرة، ولا تمنح إدارة السجن بطانيات كافية للسجينات ولا تعمل التدفئة، لذلك تعاني السجينات من البرد بشكل كبير".
ويضيف: "يتحول البرد إلى وسيلة للتعذيب. فالتعرض للبرد عارياً هو أحد الطرق المتبعة في التعذيب في بعض السجون السورية والمعتقلات".
النص القانوني
يوضح المحامي فائق حويجة أن "عمل السجون السورية ينظمه القرار رقم 1222 لعام 1929 الصادر زمن الانتداب الفرنسي.. وتعديلاته الصادرة أعوام 1949 و1965 و1970، والمواد 90-92 تنص على تأمين سرير حديد صغير لكل سجين، مع فرشة وغطاء قطني في الصيف، وغطاءين أحدهما صوف في الشتاء".
الوفاة برداً
الدكتور جمال.ن، طبيب سوري، معتقل سابق عدة مرات، أوضح أن البرد يزيد من حدة إصابات عديدة قد يصاب بها المعتقل في السجون السورية، مثل حالات الإسهال المتكرر حدوثه، نتيجة لاستخدام المياه الملوثة في الشرب أو الغسيل، وقد يكون هو، أي البرد، سبباً في حالات مشابهة، مما يعرض المعتقلين لمعاناة شديدة تضاف إلى ما يمرون به، وقد يصل الأمر إلى تعريض الحياة للخطر. خاصة في بعض الأفرع الأمنية، حيث يوضع المعتقلون "مشبوحين" في أماكن مفتوحة تماماً للهواء البارد، مما يؤدي إلى الوفاة بسبب البرد الشديد وثبات الحركة. إضافة إلى ذلك، فإن للبرد أثرا نفسيا سيئا يضعف من قدرة المعتقلين على الصمود والاستمرار في تحمل ما يتعرضون له".
الطبيبة السورية تمارا، تعتقد أن المعتقلين من كبار السن أكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب البرد، لكنها تعود وتقول "الخطر يمتد ليطال جميع الأعمار عندما يترافق مع إصابات أخرى، أو عندما يُستخدم البرد كوسيلة للتعذيب".
المعتقلات الباردة
مراد ليس حالة عابرة، إذ يعاني أو عاني ما لا يقل عن 215 ألف شخص، بحسب آخر إحصائية أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان بطريقة التوثيق التقديري، من سياسة الاعتقال التي ينتهجها النظام السوري، والانتهاكات التي تحدث في معظم الأماكن التي تحولت، خلال السنوات الأربع الأخيرة، إلى معتقلات نظامية أمنية، بعد أن كانت أبنية أو قاعات أو مدارس أو صالات، لم تكن مجهزةً لهذه الوظيفة، إذ أضيفت مقرات الاحتجاز الجديدة- بحسب ناشط في الداخل السوري- إلى أقبية وسجون فروع الأمن والمخابرات السورية الكثيرة، والتي كانت خلال الأربعين سنة الماضية مفصولة عن المدن الموجودة فيها بجدرانٍ عالية من السرية.
في الرابع عشر من ديسمبر/كانون أول من عام 2013 وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وفاة 13 سجيناً داخل سجن حلب المركزي بسبب البرد، نشرت الشبكة أسماء ستة منهم، بينهم امرأة، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أفادت الشبكة أن سبب البرد القارس سبب وفاة المعتقلين.
أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجن صيدنايا نشر نداءً لإرسال ثياب شتوية مستعملة إلى السجن، في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحمل اسم "لست مجرد رقم" ، وهي الصفحة الرسمية لحملة ينظمها مجموعة من الناشطين في قضايا سجناء الرأي والمعتقلين. وقد صرح ناشر النداء أن نسبة الوفيات بسبب البرد في سجن صيدنايا ترتفع بشكل كبير، حسب شهادته.
يختلف وضع التدفئة من معتقل لآخر، وأحياناً من زنزانة لأخرى، داخل المعتقل ذاته، لكنها تتشابه جميعا، باستثناء بعض السجون المدنية والمركزية، بعدم تقديم أي فراش أو غطاء للمعتقلين. لتبقى، في معظم الحالات، التدفئة البشرية الذاتية الناتجة عن الازدحام داخل المعتقلات، هي الوسيلة الوحيدة للوقاية من البرد.
التعذيب بالبرد
يوثق ناشطون احتجاز المعتقلين في سجن المزة الدمشقي داخل صالات كبيرة مفتوحة النوافذ ليل نهار، مما يضطر المعتقلين أحيانا إلى الاستغناء عن بعض ملابسهم الشتوية، في محاولة لتغطية تلك النوافذ ووقف تدفق البرد الشديد منها. قد يصل عدد المعتقلين في هذه القاعات إلى 200-300 شخص، وعندها قد يخفف الازدحام قليلاً من البرد. لكن المشكلة الحقيقية تظهر عندما يقل العدد ليصبح حوالى 100 شخص، فتصبح الصالات، نظراً لاتساعها وتعدد منافذ الهواء فيها، ملاعب للهواء شديد البرودة الذي قد يودي بحياة بعض المعتقلين.
أما في معتقل آمرية الطيران، فيتم احتجاز السجناء في بهو كبير كان يستخدم صالة رياضية، قبل بدء الثورة، والذي تحول بعدها إلى معتقل. أرض الصالة مدفّأة بتدفئة مركزية، نادرا ما تُشغّل شتاءً إلا تبعاً لمزاجية السجانين، لكن الحرارة المنطلقة من الأرضية، تُستخدم كطريقة للعقاب صيفاً، لتحول الصالة إلى فرن كبير.
أما سجن عدرا، وهو سجن مدني، فيُستخدم أحياناً لإيداع المعتقلين ريثما يتم عرضهم على المحاكم، فإنه يُعتبر نسبياً أفضل من بقية السجون والمعتقلات. هنا يحصل السجين على بطانيتين، إضافة إلى إمكانية شراء البطانيات او الفرش لمن يملك مالاً. كأنه سوق سوداء مفتوحة لابتزاز المعتقلين واستنزاف ما معهم من مال حتى آخر ليرة.
فقدان الوعي بسبب البرد
"مصعب ش"، من درعا (53 عاما)، معتقل سابق في أقبية الأمن العسكري في دمشق، تحدث عن تجربته لـ"العربي الجديد" قائلا: "كان الإحساس بالبرد الشديد واضحاً على الجميع؛ معظمنا كان قد اعتقل منذ أشهر مرتدياً ملابس صيفية. كنا نضطر إلى الالتصاق ببعضنا معظم الوقت، لنحمي بعضنا بأجسادنا شبه العارية". ثم تابع واصفا مكان احتجازه بأنه "زنزانة كبيرة بلا نوافذ، لكن فتحة التهوية الموجودة في السقف كانت تُطلق تياراً هوائياً بارداً جداً، يصطدم بأرض الزنزانة، ينتشر في كل أرجائها، ويوزع البرد على مسافة أربعة أمتار حول مسقط التيار، عند ازدحام الزنزانة بعدد كبير جدا من المعتقلين، يصبح لا مفر من أن يجلس بعضهم تحت هذه الفتحة الجهنمية، تبدأ الأجساد بالارتجاف الذي يصل بالبعض إلى فقدان الوعي من شدة البرد".
يبتسم مصعب ابتسامة حزينة، يتابع الحديث عن "الممر- المكان الحلم" وهو "درج طويل يفصل بين الزنازين، ولا فتحة للتهوية فيه، مما حوله إلى المكان المشتهى لدى المعتقلين. فقد يمضي بعضهم ساعات وهو يتوسل للسجان كي يمنحه فرصة قضاء بضع ساعات فيه، أو النوم على الدرجات جلوسا أو وقوفا، فقط لأنه "أقل برداً" من الزنزانة".
داخل أو خارج السجن سواء
يبين رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، المحامي أنور البني، لـ"العربي الجديد" أن "البرد قد يكون أصغر هموم السجناء عملياً أمام الوضع العام للسجون والمعتقلات. وليس هناك أي نص بخصوص التدفئة في القانون السوري، لكن النصوص العامة وقانون نظام السجون، تؤكد على احترام إنسانية السجناء بشكل عام، وعلى الواجبات والممنوعات على السجين، ومنها واجبات الإدارة تجاهه. أما في الواقع فلا يطبق أي من هذا، خاصة في المعتقلات الأمنية، عدا عن المعتقلين لدى جهات غير الدولة. عملياً أصبحت حقوق الإنسان خارج السجن مهدورة نهائياً، بما فيها الحق بالأمان والدفء، فكيف سيكون وضع السجناء؟!.
يتابع البني "عمليا تعج السجون بالمعتقلين بشكل يفوق ثلاثة أو أربعة أضعاف طاقتها، مما يعني أن الخوف من الاختناق هو هاجس أولي قبل الخوف من البرد في كثير من الحالات"، ويواصل البني قائلا: "في المقابل، هناك حالات تعاني من البرد الشديد كحالة سجن عدرا للنساء مثلاً، حيث البناء جديد ولم يكتمل. وعدد المعتقلات قليل بالنسبة للمساحة الكبيرة، ولا تمنح إدارة السجن بطانيات كافية للسجينات ولا تعمل التدفئة، لذلك تعاني السجينات من البرد بشكل كبير".
ويضيف: "يتحول البرد إلى وسيلة للتعذيب. فالتعرض للبرد عارياً هو أحد الطرق المتبعة في التعذيب في بعض السجون السورية والمعتقلات".
النص القانوني
يوضح المحامي فائق حويجة أن "عمل السجون السورية ينظمه القرار رقم 1222 لعام 1929 الصادر زمن الانتداب الفرنسي.. وتعديلاته الصادرة أعوام 1949 و1965 و1970، والمواد 90-92 تنص على تأمين سرير حديد صغير لكل سجين، مع فرشة وغطاء قطني في الصيف، وغطاءين أحدهما صوف في الشتاء".
الوفاة برداً
الدكتور جمال.ن، طبيب سوري، معتقل سابق عدة مرات، أوضح أن البرد يزيد من حدة إصابات عديدة قد يصاب بها المعتقل في السجون السورية، مثل حالات الإسهال المتكرر حدوثه، نتيجة لاستخدام المياه الملوثة في الشرب أو الغسيل، وقد يكون هو، أي البرد، سبباً في حالات مشابهة، مما يعرض المعتقلين لمعاناة شديدة تضاف إلى ما يمرون به، وقد يصل الأمر إلى تعريض الحياة للخطر. خاصة في بعض الأفرع الأمنية، حيث يوضع المعتقلون "مشبوحين" في أماكن مفتوحة تماماً للهواء البارد، مما يؤدي إلى الوفاة بسبب البرد الشديد وثبات الحركة. إضافة إلى ذلك، فإن للبرد أثرا نفسيا سيئا يضعف من قدرة المعتقلين على الصمود والاستمرار في تحمل ما يتعرضون له".
الطبيبة السورية تمارا، تعتقد أن المعتقلين من كبار السن أكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب البرد، لكنها تعود وتقول "الخطر يمتد ليطال جميع الأعمار عندما يترافق مع إصابات أخرى، أو عندما يُستخدم البرد كوسيلة للتعذيب".