براندون ستانتون يصوّر في العرب ما لا يعرفونه

16 أكتوبر 2014
المصوّر ستانتون يتحدّث مع شحّاذ (Getty)
+ الخط -
طُرِدَ المواطن الأميركي براندون ستانتون من وظيفته في مجال المحاسبة بالعام 2010. فحمل كاميرته منذ ذلك العام وبدأ مشروع "Humans of New York" أو "أناس نيويورك". يتابع صفحته عبر موقع الفايسبوك أكثر من 9 ملايين شخص وله 140 ألف متابع علی تويتر.

يصوّر ستانتون أشخاصاً عاديين أثناء مروره بهم في الشارع، ويرفق الصورة بتفاصيل شخصية عن حياتهم كلحظاتهم الأكثر سعادة أو حزناً. قد يسألهم أيضاً عن أحلامهم أو نصائحهم أو قد يخبرونه عن علاقاتهم العاطفية وكيف التقوا بشريك حياتهم أيضاً.

بدأ المصوّر الأميركي في السادس من شهر أغسطس/آب الماضي جولة في الشرق الأوسط بالتعاون مع الأمم المتحدة، ضمن مشروع للتوعية تقوم به مؤسسة "Millennium Development Goals"، من أجل حفظ السلام.

تزامن وصول ستانتون إلی العراق مع سيطرة "داعش" علی الموصل. قابل المصوّر الكثير من النازحين الإيزيديين ونقل معاناتهم. صوّر صراع الشباب في ظلّ جوّ لا يخدم تطوّر أحلامهم. قابل أزواجاً يبحثون عن الأمان فقط لا غير.

زار ستانتون الأردن أيضاً. قابل رعاة في بترا ونساء أنيقات في عمان. قصد مخيم الزعتري تحديداً، الذي يضم 80 ألف نازح سوري. قابل أطفالاً لا ينامون، لأنّهم يحلمون بالقنابل والدماء. تحدّث إلى عائلات فقدت معظم أفرادها. وتحدّث عن نساء لا تحلمن إلاّ بالعودة إلی منازلهنّ في سوريا.

كان لافتاً تعليقات المتابعين علی البورتريهات. اختصرت زيارة ستانتون كمحاولة لـ "أنسنة الشرق الأوسط". كان واضحاً أنّ المتابعين متفاجئون من إنسانية العرب بعيداً عن الهمجية التي تصوّرها وسائل الإعلام الغربية طوال الوقت والتي تسبّبت بما يعرف بـ"الإسلاموفوبيا".

تجدر الإشارة إلی أنّ جريدة "النيويورك تايمز" الأميركية نشرت مؤخراً تقريراً يُظهر أنّ 97 في المئة من المسلمين حول العالم يعارضون التنظيمات السلفية المتطرّفة.

بدأ ستانتون بنشر بورتريهات من مدينة القدس المحتلة. وتحوّلت الصور سريعاً إلی فسحة للنقاش حول الصراع العربي - الإسرائيلي. وبعد نشر صورة لواحدة من الناجيات من مجزرة الهولوكوست، علّق أحد المتابعين: "كيف بإمكان من عانی من هذه المجازر أن يرضی بالمجازر الوحشية التي تقوم بها حكومتهم بحق الشعب الفلسطيني؟".

كما علّقت إحدی المتابعات علی صورة لأطفال إسرائيليين مقعدين قائلة: "نتمنى أن يرحم الله هؤلاء الأطفال ويشفيهم، ونتمنّى أن يرحم الإسرائيليون الأطفال الفلسطينيين أيضاً".

المساهمون